له شاهد من حديث أنس عند الحاكم 4/ 391 من طريق عبد الرزاق عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنَّ الرؤيا تقع على ما تعبر، ومثل ذلك مثل رجل رفع رجله، فهو ينتظر متى يضعها، فإذا رأى أحدكم رؤيا، فلا يحدث بها إلا ناصحاً أو عالماً" وصحح إسناده، ووافقه الذهبي.
قلنا: وفي اتصاله وقفة، فهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (20354) مرسلاً.
وآخر من حديث عائشة- عند الدارمي 2/ 131 بسند حسنه الحافظ في "الفتح" 12/ 432 - قالت: كانت امرأة من أهل المدينة لها زوج تاجر، يختلف - يعني في التجارة- فأتت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: إن زوجي غائب وتركني حاملاً، فرأيت في المنام أن سارية بيتي انكسرت، وأني ولدت غلاماً أعور. فقال: "خير، يرجع زوجك إن شاء الله صالحاً، وتلدين غلاماً براً" فذكرت ذلك
ثلاثاً، فجاءت ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غائب، فسألتها فأخبرتني بالمنام، فقلت: لئن صدقت رؤياك ليموتن زوجك، وتلدين غلاماً فاجراً، فقعدت تبكي، فجاء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "مه يا عائشة، إذا عبرتم للمسلم الرؤيا، فاعبروها على
خير، فإن الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها".
وأخرج سعيد بن منصور بسند صحيح عن عطاء: كان يقال: الرؤيا على ما أَوَّلت.
وقوله: "الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة" له شاهد من حديث أبي هريرة، سلف (7183) بإسناد صحيح، وذكرنا هناك أحاديث الباب، وانظر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص السالف برقم (7044).
وقوله: "لا يقصها إلا على وادّ أو ذي رأي".
له شاهد من حديث طويل لأبي هريرة عند الترمذي (2280)، والدارمي 2/ 126، ولفظه عند الترمذي "لا تقصوا الرؤيا إلا على عالم أو ناصح" وقال: هذا حديث حسن صحيح، قلنا: وسيأتي بنحو هذا اللفظ في الرواية رقم (16183).
قال السندي: قوله: "على رجل طير"، بكسر الراء: أي كأنها معلقة برجل الطير. قيل: هذا مَثَلٌ، والمراد أنها لا تستقر قرارها ما لم تعبر، فإن الطير في غالب أحواله لا يستقر، فكيف ما يكون على رجله؟ قوله: "ما لم تعبر"، على بناء المفعول: من عبر كنصر، ويجوز التشديد.
وقوله: "جزء .. إلخ": حقيقة التجزؤ لا تُدْرى، والروايات أيضاً مختلفة، والقدر الذي أريد إفهامه هو أن الرؤيا لها مناسبة بالنبوة من حيث إنها اطلاع على الغيب بواسطة الملك إذا كانت صالحة.
قوله: "لا يقصها": أي: الرائي، أي: لا ينبغي له أن يقص.
قوله: "إلا على وادّ"، بتشديد الدال: أي محب للرائي ليعبرها بأحسن عبارة
ـ[ابو المنذر النجدي]ــــــــ[19 - 12 - 10, 05:02 م]ـ
بورك فيك أخي أبوحذيفة ماقصرت وإضافة جميلة جداً وغزيرة
نفع الله بك