ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[18 - 12 - 10, 05:21 ص]ـ
وقال الحاكم في مستدركه عقبه: ((وقد تفرّد به أبو أسامة عن الثوري، وأبو أسامة ثقة معتمد. وقد رواه عبد الرحمن بن مهدي وزيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح بإسناد آخر)). اهـ
لم يتفرد ابو اسامة بهذا عن الثوري بل تابعه زيد بن أبي الزرقاء [ثقة صالح] عند ابن خزيمة في صحيحه (268/ 1)
وهذا الحديث يحتاج مزيد تأمل و بحث قبل أن يحكم بخطأ الثوري أو غيره
و الله أعلم.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[18 - 12 - 10, 08:54 ص]ـ
قال أبو زرعة الدمشقي -في تاريخه (1/ 500) -: (قلت له -يعني: أحمد بن صالح المصري-: فإن سفيان الثوري يحدث عن معاوية بن صالح، عن عبدالرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عقبة بن عامر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ في قراءة (قل أعوذ برب الفلق)؟
قال: "ليس هذا من حديث معاوية عن عبدالرحمن بن جبير، إنما روى هذا معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث، عن القاسم، عن عقبة").
قال أبو زرعة: (وهاتان الروايتان عندي صحيحتان؛ لهما جميعًا أصلٌ بالشام عن جبير بن نفير عن عقبة، وعن القاسم عن عقبة).
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[18 - 12 - 10, 05:45 م]ـ
لم يتفرد ابو اسامة بهذا عن الثوري بل تابعه زيد بن أبي الزرقاء [ثقة صالح] عند ابن خزيمة في صحيحه (268/ 1)
أحسنت .. إلا أن هذه المتابعة ليست لذات المتن، ولا فيها هذه الزيادة. ولفظُ حديث ابن أبي الزرقاء:
"أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الغداة {قل أعوذ برب الفلق} و {قل أعوذ برب الناس} ". اهـ قال ابن خزيمة: ((هذا لفظ حديث زيد بن أبي الزرقاء. وفي حديث أبي أسامة قال: "سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المعوذتين: أمن القرآن هما؟ فأمَّنا بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر")). اهـ
وكما ترى فإن رواية زيد بن أبي الزرقاء لا إشكال فيها، لا سيما وليس فيها أنّ عقبة سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن المعوذتين. فهنا اختلف أبو أسامة وابن أبي الزرقاء في لفظ الحديث عن سفيان الثوري، وانتبه لهذا ابن خزيمة وفَصَل المتنَين.
على أن الرواة عن أبي أسامة - مع اتفاقهم في سؤال عقبة للنبي - اختلفوا في لفظ حديثه:
- فرواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن عبد الحميد الحارثي، وموسى بن حزام الترمذي، وهارون الحمال بلفظ: ((أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المعوذتين)).
- ورواه الحسن بن علي العامري، وحمزة بن عون، وموسى المسروقي، وعبد الرحمن بن الفضل بلفظ: ((سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المعوذتين: أمن القرآن هما؟)).
وهذا الحديث يحتاج مزيد تأمل و بحث قبل أن يحكم بخطأ الثوري أو غيره هو كذلك إن شاء الله ..
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[19 - 12 - 10, 03:22 م]ـ
قال أبو زرعة الدمشقي -في تاريخه (1/ 500) -: (قلت له -يعني: أحمد بن صالح المصري-: فإن سفيان الثوري يحدث عن معاوية بن صالح، عن عبدالرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عقبة بن عامر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ في قراءة (قل أعوذ برب الفلق)؟
قال: "ليس هذا من حديث معاوية عن عبدالرحمن بن جبير، إنما روى هذا معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث، عن القاسم، عن عقبة").
قال أبو زرعة: (وهاتان الروايتان عندي صحيحتان؛ لهما جميعًا أصلٌ بالشام عن جبير بن نفير عن عقبة، وعن القاسم عن عقبة).
بارك الله فيك على نقلك ...
أما حديث جبير بن نفيل فليس هو من حديث معاوية بن صالح، وإنما يروونه عن بجير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن عقبة بن عامر قال:
((أُهدِيَت لرسول الله صلى الله عليه وسلم بغلة شهباء، فركبها وأخذ عقبة يقودها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرأ". قال: "ما أقرأ يا رسول الله؟ " قال: {قل أعوذ برب الفلق}. فقال: "ما قمت تصلي بشيء مثلها")). اهـ
فهذا هو حديث جبير، وليس متنه كمتن حديث الثوري. وأما معاوية بن صالح فإنما رواه عن العلاء بن الحارث، عن القاسم مولى معاوية، عن عقبة بنحوٍ منه.
وما أراه أنّ خطأ حديث الثوري راجعٌ إلى أنه لم يَذكُر سماعاً مِن معاوية بن صالح، وإنما روى عنه هذا الحديث معنعناً. وصرَّح الباقون بالسماع مِن معاوية، مع اتفاقهم في إسناده ومخالفة الثوري لهم كما رأيت. فلعل الثوري دلّسه، وما أقلّ تدليسه كما قال البخاري.
والله أعلى وأعلم
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[19 - 12 - 10, 04:56 م]ـ
اختلاف المتن لا ينفي كون الرواية أصلاً لحديث جبير، فكون الرواية أصلاً لإسنادٍ آخرَ شيء، واتحاد المتن شيءٌ آخر.
ومثل هذا لا يخفى على من أيَّد رواية الثوري بحديث الحمصيين -بعد الوقوف على رأي المخالف-؛ كالحافظين الناقدين أبي حاتم الرازي وأبي زرعة الدمشقي، ولا على من أخرج الروايتين في السياق نفسِه باعتبارهما طريقًا إسناديًّا واحدًا لحديثٍ واحد؛ كالحافظين النسائي والطبراني.
والله أعلم.
¥