تحقيق مفيد وماتع لحديث"اللهم إني أُشهدك وأشهد حملة عرشك ... " لشيخناأبي الحسن السليماني
ـ[عمر الحضرمي]ــــــــ[19 - 12 - 10, 07:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة السادسة
(بعض أذكار الصباح والمساء والثابت منها)
حديث: "من قال حين يُصبح: اللهم إني أصبحتُ أُشْهِدكَ، وأُشْهِد حملة عرشك، وملائكتك، وجميع خَلْقك: أنك أنت الله، لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، وأن محمدًا عبدُك ورسولُك؛ أعتق الله ربعه ذلك اليوم من النار، فإن قالها أربع مرات؛ أعتقه الله ذلك اليوم من النار".
هذا الحديث ونحوه جاء مطوّلاً ومختصرًا من حديث جماعة من الصحابة – رضي الله عنهم- كلها لا تسلم من ضعف، ومن هذه الأحاديث ما يصلح أن ينجبر ضعفه، ومنها ما دون ذلك، كما سيظهر من الكلام عليها – إن شاء الله تعالى-.
وهناك من الأئمة من حسَّنه وجَوَّده، وهناك من ليَّنه وضعفه، وتميل نفسي إلى ثبوت أصل الحديث، باللفظ السابق مع بعض الزيادات، ومنها ذكر الماء أيضًا، والتفصيل في تجزئة العتق رُبُعًا رُبُعًا.
فأقول وبالله التوفيق:
لقد جاء هذا الحديث ونحوه مطولاً ومختصرًا من حديث جماعة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ورضي الله عنهم جميعًا- وهم: أنس بن مالك، وسلمان الفارسي، وأبو سعيد، وعائشة.
أولا: حديث أنس بن مالك رضي الله عنه- وقد جاء من طريقين:
الأولى: من طريق بقية بن الوليد حدثني مسلم بن زياد مولى ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- .... فذكره.
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" برقم (1201) عن إسحاق بن راهوية عن بقية عن مسلم بن زياد به، أي بعنعنة بقية، وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6/ 6/برقم 9837) عن إسحاق بتصريح بقية بالسماع، وكذا في "عمل اليوم والليلة" برقم (9) وكذا ابن السني في "عمل اليوم والليلة" برقم (70) وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (5/ 110/برقم 1323) من طريق يزيد بن عبد ربه عن بقية عن مسلم بن زياد به، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (58/ 97) من طريق لُوَيْن، وهو محمد بن سليمان بن حبيب عن بقية أخبرني مسلم بن زياد به، وفي (58/ 97) رواية أخرى من طريق محمد بن عمرو بن حنان عن بقية عن مسلم بن زياد به، وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة" (7/ 210/2649) من طريق لوين عن بقية أخبرني مسلم بن زياد به، وبرقم (2650) من طريق إسحاق أخبرنا بقية حدثني مسلم بن زياد به، وأخرجه الحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 376) من طريق لوين عن بقية حدثنا مسلم بن زياد، وفي لفظه مغايرة، وأخرجه جعفر الفريابي: حدثنا عمرو بن عثمان وعبد الرحيم بن حبيب، قالا: حدثنا بقية عن مسلم بن زياد به، ذكره الحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 377).
وهكذا اختلف تلامذة بقية عليه في تصريحه بالسماع من شيخه مسلم بن زياد، بل اختُلف على إسحاق بن راهوية نفسه، وهو أحد تلامذة بقية، وسأتكلم عن هذا – إن شاء الله تعالى- بعد ذِكْر بقية المصادر التي أخرجت حديث بقية بالعنعنة، وبلفظ: "من قال حين يصبح: اللهم إني أُشْهِدك ... " الحديث، وفيه: "إلا غَفَر الله له ما أصاب من ذنب، وإن قالها حين يمسي غَفَر الله له ما أصابه – يعني تلك الليلة-".
أخرجه أبو داود برقم (5078): حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا بقية عن مسلم بن زياد به، وأخرجهالنسائي في "الكبرى" (6/ 6/9838): أخبرني عمرو بن عثمان وكثير بن عبيد عن بقية عن مسلم بن زياد، وكذا في "عمل اليوم والليلة" برقم (10) وأخرجه الترمذي برقم (3501) من طريق حيوة بن شُريْح الحمصي عن بقية عن مسلم بن زياد، والطبراني في "الأوسط" (7/ 176/برقم 7205) من طريق محمد بن مهران الجمال حدثنا بقية عن مسلم بن زياد به.
ومن تأمل المواضع السابقة تبين له عدة أمور:
أ - أنه لا خلاف على بقية في تصريح مسلم بن زياد بالسماع من أنس، فانتفت بذلك شبهة التسوية من بقية في هذا الموضع من السند.
ب- الاختلاف على بقية في السماع من مسلم بن زياد:
¥