وأخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في "العرش" (ص 369 - 370) برقم (25) عن عبيد بن يعيش عن زيد بن الحباب، وليس فيه ذكر أبي هريرة، إنما هو من رواية عطاء عن سلمان عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "اللهم إني أُشْهِدك، وأُشْهِد الملائكة، وحملة العرش، والسموات ومن فيهن، والأرض ومن فيهن، وأُشْهِد جميع خلقك: بأنك أنت الله لا إله إلا أنت، وأُكَفِّر مَنْ أَبَى ذلك من الأولين والآخرين، وأَشْهَد أن محمدًا عبدك ورسولك، من قال مرة؛ أُعتق ثلثه من النار .... " الحديث.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6/ 220 - 221) برقم (6062): ثنا زكريا بن يحيى الساجي ثنا أحمد بن يحيى الصوفي ثنا زيد بن الحباب ثني حميد مولى آل علقمة المكي ... الحديث، وفيه: "وأُشهد من في السموات والأرض" وبه أخرجه أيضًا في "الدعاء" (2/برقم 300).
وكذا أخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/ 689 - 690) من طريق أحمد بن يحيى الصوفي به، وفيه زيادة: "وأُكَفِّر مَنْ أَبَى من الأولين والآخرين".
وأخرجه العيسوي كما في "مجموع فيه عشرة أجزاء حديثية" (ص381) برقم (499/ 39) من طريق علي بن جعفر الأحمر ثنا زيد بن الحباب أنا حميد المكي مولى علقمة عن عطاء عن أبي هريرة عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "من قال: اللهم إني أُشْهِدك، وكفى بك شهيدًا، وأُشْهِد ملائكتك، وحملة العرش، ومن في السموات، ومن فيهن، ومن في الأرض، ومن فيهن، وأَشْهد أن محمدًا عبدك ورسولك، لك الحمد لا شريك لك، من قالها مرة؛ عُتق ثلثه من النار .... " الحديث.
وأخرجه القزويني في "أخبار قزوين" (2/ 238 - 239) من طريق أحمد بن يحيى الصوفي ثنا زيد بن الحباب ثنا حميد المكي، ثناء عطاء به، وفيه: "وأُكَفِّر مَنْ أَبَى من الأولين والآخرين".
وفي هذا السند حميد المكي، وهو مجهول، وقد رواه من طريقه كل من:
أحمد بن يحيى الصوفي، (وهو ثقة).
وعبيد بن يعيش، (وهو ثقة)
وعلي بن جعفر الأحمر، (وهو ثقة) وفي السند إليه أبو شعيب صالح بن عمران الدعاء، قال ابن المنادي: كتب الناس عنه، ولم يكن بذاك القوي، وقال الدارقطني: لا بأس به. اهـ "تاريخ بغداد" (10/ 437) فلا ينزل عن درجة الاستشهاد به.
وكلهم رووه عن زيد بن الحباب عن حميد المكي عن عطاء به.
وقد خالفهم أبو عبد الله أحمد بن يحيى الحجري ثنا زيد بن الحباب ثنا حميد بن مهران ثنا عطاء به، دون قوله: "وجميع خلقك".
أخرجه الحاكم (1/ 523) وحميد بن مهران ثقة، وانظر كلام ابن عدي في تضعيف حديث حميد هذا في "الكامل (2/ 690).
وإذا كان الحجري لم يتصحف من الصوفي، أو لم يكن هو هو، وله نسبتان – كما رجح شيخنا الألباني رحمه الله في "الصحيحة" (1/ 535 - 536/برقم 267) - فيُنظر من هو؟.
وعلى كل حال: فإن كان الحجري رجلاً آخر – كما رجحه بعضهم () - فهو مخالف للثلاثة الأوائل؛ فالقول قولهم، وإذا كان هو الصوفي لكن تصحف، أو ذُكر بنسبة أخرى: فهل يقال الصوفي يرويه عن زيد عن الحميديْن؟ في النفس شيء من اعتماد ذلك، ولذا فيترجح أنه المجهول، والله أعلم.
يبقى الكلام على أن رواية المجهول فيها جُمل كثيرة موافقة لما سبق من حديث أنس، والخلاف في نوع تجزئة الثواب لا يضر رواية أنس، لأنه يقال: أصل الحديث يتقوى دون تحديد الثواب، وكذا الزيادات التي ليست في حديث أنس تبقى على الضعف، حتى يأتي ما يقويها، والله أعلم.
الطريق الثانية من حديث سلمان – رضي الله عنه-:
أخرجها الطبراني في "الكبير" (6/ 220) برقم (6061) وفي "الدعاء" (2/برقم 299): حدثنا محمد بن راشد الأصبهاني ثنا إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي ثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة عن سلمان به، وفيه: "والسموات ومن فيهن، والأرضين ومن فيهن" وكذا فيه: "وأُكفِّر مَنْ أَبَى ذلك من الأولين والآخرين" وهذا سند تالف؛ إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي متروك متهم، فلا يُفْرح بهذه المتابعة.
ثالثًا: حديث أبي سعيد – رضي الله عنه-:
¥