ابن أبي فروة عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ وعبيد الله بن عَمْرو كنيته أبو وهب وهو أسدي فكأن بقية بن الوليد كنى عبيد الله بن عَمْرو ونسبه إلى بني أسد لكيلا يفطن به حتى إذا ترك إسحاق بن أبي فروة من الوسط لاَ يهتدى به وكان بقية من أفعل الناس لهذا.
وأما ما قال إسحاق في روايته عن بقية، عن أبي وهب حَدَّثنا نافع فهو وهم غير أن وجهه عندي أن إسحاق لعله حفظ عن بقية هذا الحديث ولما يفطن لما عمل بقية من تركه إسحاق من الوسط وتكنيته عبيد الله بن عَمْرو فلم يفتقد لفظة بقية في قوله حَدَّثنا نافع، أَو عن نافع. انتهى.
1871 - وسمعت أبي روى: عن هشام بن خالد الأزرق، قال: حدثنا بقية بن الوليد، قال: حدثنا ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أصيب بمصيبة من سقم، أو ذهاب مال، فاحتسب ولم يشك إلى الناس، كان حقا على الله أن يغفر له.
قال أبي: هذا حديث موضوع لا أصل له، وكان بقية يدلس، فظنوا هؤلاء أنه يقول في كل حديث: حدثنا، ولا يفتقدون الخبر منه.
2394 - وسمعت أبي روى: عن هشام بن خالد الأزرق، قال: حدثنا بقية بن الوليد، قال: حدثنا ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جامع أحدكم زوجته، أو جاريته فلا ينظر إلى فرجها فإن ذلك يورث العمى.
وعن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أصيب بمصيبة من سقم، أو ذهاب مال فاحتسب ولم يشك إلى الناس، كان حقا على الله أن يغفر له.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تأكلوا بهاتين: الإبهام والمشيرة، ولكن كلوا بثلاث فإنها سنة، ولا تأكلوا بخمس فإنها أكلة الأعراب.
قال أبي: هذه الثلاثة الأحاديث موضوعة لا أصل لها، وكان بقية يدلس فظنوا هؤلاء أنه يقول في كل حديث: حدثنا ولا يفتقدوا الخبر منه.
وقد ذكر ابن حبان كذلك في المجروحين [1/ 201]
وإنما امتحن بقية بتلاميذ له كانوا يسقطون الضعفاء من حديثه ويسوونه فالتزق ذلك كله به، وكان يحيى بن معين حسن الرأى فيه، سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فبقيه ابن الوليد كيف حديثه؟ فقال: ثقة فقلت: هو أحب إليك أو محمد بن حرب؟ قال: ثقة وثقة.
ثنا الحسين بن صالح بن حمويه بن أخى مزار ثنا أبو زرعة الرازي ثنا إبراهيم ابن موسى الفراء سمعت رباح بن خالد يقول: سمعت ابن المبارك يقول: إذا اجتمع إسماعيل بن عياش وبقية في حديث فبقية أحب إلى، سمعت إبراهيم بن عبد الواحد القيسي بدمشق يقول سمعت مضر بن محمد الاسدي يقول سألت يحيى بن معين عن بقية بن الوليد فقال: ثقة إذا حدث عن المعروفين، ولكن له مشايخ لا يدرى من هم؟ سمعت محمد بن المنذر يقول سمعت محمد بن إدريس يقول: سئل ابن عيينة عن حديث حسن فقال: أخبرنا بقية بن الوليد؟ أخبرنا أبو العجب أخبرنا: قال أبو حاتم: هذا الذى أنكره سفيان وغيره من حديث بقية هو مما روى أولئك الضعفاء والكذابون والمجاهيل الذى لا يعرفون، ويحيى بن معين أطلق عليه شبها بما وصفنا من حاله، فلا يحل أن يحتج به إذا انفرد بشئ، وقد روى بقية عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أدمن (1) على حاجبيه بالمشط عوفي من الوباء " ثناه سليمان بن محمد الخزاعى بدمشق ثنا هشام بن خالد الازرق ثنا بقية عن ابن جريج في نسخة كتبناها بهذا الاسناد كلها موضوعة، يشبه أن يكون بقية سمعه من إنسان ضعيف عن ابن جريج فدلس عليه فالتزق كل ذلك به انتهى.
وبقية بن الوليد يتقى من حديثه كذلك ما يرويه عن مجاهيل لايعرفون بالحديث، وكان يقبل التلقين،وللعلماء فيه كلام كثير يراجع في ترجمته.
و مثل حديثه هذا يتوقف فيه ولايصح الاحتجاج به في المتابعات والشواهد. والله أعلم.
قال الشيخ عبدالله في تقديمه لكتاب الإبانة
والراجح أن بقية صدوق يحتج بحديثه إذا اجتمعت فيه خمس شروط:
1 - إذا صُرِّح بينه وبين شيخه بالتحديث.
2 - إذا صُرِّح بالتحديث بين شيخه وشيخ شيخه لأنه أحياناً يدلّس تدليس التسوية كما في العلل لابن حاتم فقد نقل عن أبيه حديثاً سواه بقية.
¥