تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تحقيق حديث: "اللهم ما أصبح بي من نعمة ... " لشيخنا أبي الحسن السليماني حفظه الله]

ـ[عمر الحضرمي]ــــــــ[21 - 12 - 10, 07:58 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة السابعة

(بعض أذكار الصباح والمساء والثابت منها)

حديث: "من قال حين يُصبح: اللهم ما أَصْبَح بي من نعمة أو بأحدٍ مِنْ خلقك؛ فمنك وحدك، لا شريك لك، فلك الحمد، ولك الشكر؛ إلا أدى شُكْر ذلك اليوم" وفي رواية أخرى بزيادة: "ومن قال مثل ذلك حين يُمسي؛ فقد أدى شُكْر ليلته".

والحديث أخرجه: أبو داود برقم (5073) بالزيادة المذكورة، من طريق يحيى بن حسان وإسماعيل، ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أُسْد الغابة" (3/ 58) وأخرجه بدون الزيادة: النسائي في "الكبرى" (6/ 5/برقم 9835) وفي "عمل اليوم والليلة" (ص137) برقم (7) من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (8/ 443) من طريق عبد الحميد بن أبي أويس، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (4/ 183/برقم 2163) من طريق ابن أبي أويس، وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الشكر" ضمن "مجموعة رسائل ابن أبي الدنيا" (3/ 65) برقم (163) من طريق القعنبي وابن أبي أويس، وأخرجه البغوي في "معجم الصحابة" (4/ 294) برقم (1753) من طريق ابن أبي أويس, (3/ 295) برقم (1754) من طريق القعنبي, وأخرجه ابن قانع من "معجم الصحابة" (2/ 64) عن عبيد بن شريك البزار نا ابن أبي مريم, مع تحريف في سنده, وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 933 - 934) برقم (307) من طريق أحمد بن صالح عن ابن وهب, وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/ 1746) برقم (4425) , (4/ 1858) برقم (4679) من طريق القعنبي, (6/ 3064) برقم (7086) عن الطبراني ثنا يحيى بن أيوب ثنا ابن أبي مريم, وأخرجه البيهقي في "الشُّعَب" (4/ 89) برقم (4368) وفي "الدعوات الكبير" (ص37 - 38) برقم (41) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، والبغوي في "شرح السنة" (5/ 115) برقم (1328) وابن مندة, كما في "أُسْد الغابة" لابن الأثير (3/ 146) من طريق القعنبي, مع تحريف في سنده, وذكر الحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 380) أن ابن مندة أخرجه من طريق يحيى بن صالح الوحاظي أيضًا, وأخرجه الحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 380) من طريق أبي داود والطبراني بالزيادة التي في المساء, وعزاه للفريابي في "الذِّكر" وكذا عزاه للمعمري من طريق بشْر بن عمر, كلهم عن سليمان بن بلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن - المعروف بربيعة الرأي- عن عبد الله بن عنبسة عن ابن غنام, عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- به.

وأكثر الروايات: من حديث "ابن غنام" غير مسمى، كما قال الحافظ في "نتائج الأفكار", وبعضها "عبد الله بن غنام"، وصححه المزي في "تهذيب الكمال" (15/ 390)، والنادر من الروايات فيها: "عبد الرحمن بن غنام" وهو وهم.

وقد رواه ابن قانع بإبدال عبد الله بن عنبسة بعبد الله بن ثابت, ورواه ابن مندة كما في "أُسْد الغابة" بإبدال عبد الله بن غنام بعبد الرحمن بن غنام, وكلاهما وهم, والله أعلم.

وهذا سند لا يُحتج به من أجل عبد الله بن عنبسة, فإنه مجهول, أو مجهول الحال, قال فيه ابن معين وقد سئل عنه: لا أدري, كما في "تاريخ الدوري" (3/ 183) وقال أبو زرعة: مدني لا أعرفه إلا في هذا الحديث - يعني حديثنا هذا- كما في "الجرح والتعديل" (5/ 133) وذكر المزي عنه راويين, أحدهما: ربيعة الرأي, وهو ثقة, والثاني: محمد بن سعيد الطائفي, وهو أبو سعيد المؤذن, وهو صدوق، وأما محمد بن سعيد الطائفي الآخر المذكور في "تهذيب التهذيب" فنازل الطبقة.

وقال الذهبي: لا يكاد يُعْرف, انظر "الميزان" (4/ 158) , مع غمزه في رواية الطائفي عنه بقوله: وقيل إن محمد بن سعيد الطائفي روى عنه هذا اهـ. وترجمه الحافظ بقوله: "مقبول".

ومع ذلك فقد رُوي الحديث من مسند ابن عباس, من طريق سليمان بن بلال أيضًا عن ربيعة عن عبد الله بن عنبسة عن ابن عباس - رضي الله عنهما- مرفوعًا به.

أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (3/ 142 - 143) برقم (861) من طريق يزيد بن موهَب عن ابن وهب, وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 533) برقم (306) ثنا أبو حبيب يحيى بن نافع عن ابن أبي مريم, ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (15/ 390) وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (ص23) برقم (41) من طريق يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب، وكلاهما عن سليمان به.

وقد عَدَّ بعض العلماء هذا وهمًا أو تصحيفًا, انظر "نتائج الأفكار" (2/ 380) فقد نقل كلام أبي نعيم في "المعرفة" وكلام ابن عساكر في "الأطراف" وخطّأ المزي في "تحفة الأشراف" (6/ 404) ذِكر ابن عباس في هذا الحديث, وعده الحافظ في "الإصابة" (4/ 177) تصحيفًا.

ولست بحاجة بعد ظهور علة الحديث إلى النشاط في الكلام على الخلاف على ابن أبي مريم وابن وهب، كما يظهر من التخريج السابق، فإن هذا لا يفيد شيئًا، لثبوت ضعف الحديث بسبب عبد الله بن عنبسة، ولستُ أيضًا بحاجة إلى ترجيح رواية الصباح فقط دون ذِكْر المساء؛ لما سبق أيضًا.

إلا أنه مما ينبغي ذِكره: أن الحافظ حَسَّن سند هذا الحديث في "نتائج الأفكار" مع حكمه على ابن عنبسة في "التقريب" بما يدل على عدم الاحتجاج به, وهو الأرجح, وقد ضعَّف الحديث شيخُنا الألباني -رحمه الله- في تحقيقه لكتاب شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- "الكلم الطيب" (ص73) برقم (26) ط/مكتبة المعارف, والأمر كما قال, والعلم عند الله تعالى.

كتبه/ أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني

دار الحديث بمأرب

11/محرم/1432هـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير