أرى أن كلام النووي واضح
ـ[محمد ابوعبده]ــــــــ[26 - 12 - 10, 11:56 ص]ـ
الإخوة الأفاضل
بعد البحث عن متن هذه القصة ثبت لدي بأن الحديث قد روي بالمعنى ولم ينقل بلفظه الصحيح، بل نقل بالمعنى!! ولهذا لم يجز بعض أهل العلم الرواية بالمعنى!!
فقد قمت بجمع متون هذا الحديث من مظانه فزاد يقيني بأن راوي لفظ (القاتل والمقتول في النار) وهو إسماعيل بن سالم مع كونه ثقة إلا أنه قد انفرد بهذا اللفظ عن علقمة بن وائل، ثم انفرد عنه هشيم به أيضا؛ كما قال الطبراني في الأوسط!! ثم إن إسماعيل هذا ليس له سوى عشرة أحاديث وكان عسرا. فاكتفى ابن عدي وتبعه الذهبي بقولهما عنه: (أرجو أنه لا بأس به) مع توثيق غيرهما له!
ثم إن رواية الإمام مسلم لهذا المتن كانت بعد ذكر المتن الصحيح الذي ليس فيه لفظ (القاتل والمقتول)!!
وهذا المنهج يكاد يشتهر عند طلبة العلم بأن الإمام مسلما كان يرتب أحاديث الباب حسب الأصحية؛ والخلو من العلل.
فالظاهر أن إسماعيل هذا دخل عليه حديث في حديث آخر وهو (القاتل والمقتول في النار) فرواه بهذا اللفظ حسب ما فهم من اللفظ الأصلي (إن قتلته فإنك مثله) فأخطأ إسماعيل فرواه بالمعنى!!!
وهذا اللفظ في هذا المكان من هذه القصة (القاتل والمقتول في النار) لا وجه له يصح به، من ناحية الإسناد كما أشرت؛ وأما من ناحية المتن فلأن القاتل إن كان عامدا؛ فالقصاص واجب لوليه؛ فكيف يكون في النار؟ وإن كان القاتل غير عامد فكيف يكون من أهل النار؟ وهو لم يتعمد؟
فالغلط إنما جاء من فهم أحد رواته (وهو في ظني من إسماعيل) لأنه ظن أن قوله:" إن قتله كان مثله " في أنه من أهل النار؛ فجاء بالحديث على المعنى!!!
فأحاديث الثقات هي مواطن العلل الخفية!
وقد يقول الآن أحد الإخوة - وكالعادة _ من سبقك بهذا؟؟
أقول للسائل المستنكر إذهب وابحث وقارن بين المتون والأسانيد فلعلك تقف على ما وقفت عليه أو تقف على شيء جديد تتحفنا به.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
ملاحظة: أعتذر عن التسرع في الإجابة في المشاركة الأولى، فقد وقعت في الوهم لأول وهلة كون الحديث في مسلم فجريت على العادة في دفع ما قد يشكل معناه لأول وهلة. وأرجو من الله تعالى المغفرة.
ـ[محمد ابوعبده]ــــــــ[26 - 12 - 10, 12:55 م]ـ
استدراك ...
كنت قد نسيت أن أقول بأن إسماعيل بن سالم قد خالف أربعة من الرواة عن علقمة وهم:
1 - جامع بن مطر
2 - حمزة (أبو عمر العائذي)
3 - سماك بن حرب
4 - عوف بن أبي جميلة الأعرابي.
وكلهم ثقات رووا هذا الحديث على وجه واحد وبلفظ متقارب، وقد خالفهم في اللفظ إسماعيل بن سالم فرواه بالمعنى!!
ثم إن الطبراني قد ذكر متابعة لعلقمة عن أبيه وهي ما رواه عبد الرحمن اليحصبي عن وائل بن حجر بنفس ألفاظهم.
فرواه الطبراني من طريق أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع عن شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن
عبد الرحمن اليحصبي عن وائل بن حجر قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ..... فقال: " إنك إن عفوت عنه فإنه يبوء بإثمه ... ".
ولم يذكر لفظ (القاتل والمقتول في النار).
ولا أنسى قول الحافظ عن علقمة بن وائل: "كان ثقة قليل الحديث وحكى العسكري عن ابن معين أنه قال علقمة ابن وائل عن أبيه مرسل".؟؟!!!!
قلت: ولكن البخاري في التاريخ الكبير أثبت له السماع من أبيه.
والله تعالى أعلم.