تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: فإذا كان قليل الحديث وفيه هذا الجرح فمثله لايحتج به , ولحديثه هذا شواهد منها: مارواه الطبراني (2) قال: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا المغيرة بن عبدالرحمن الحراني ثنا عثمان بن عبدالرحمن عن موسى بن علي عن يحيى بن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من صلى الغداة في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس , ثم قام فركع ركعتين إنقلب بأجر حجة وعمرة ".

وهذا حديث منكر , والصواب بهذا الإسناد مارواه الوليد بن مسلم , وإسماعيل بن عياش والهيثم بن حميد , وصدقة بن خالد , وسويد بن عبدالعزيز كلهم عن يحيى بن الحارث بالإسناد السابق عن النبي - صلى لله عليه وسلم - أنه قال:" من خرج من بيته متطهراً إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم , ومن خرج إلى تسبيح الضحى لاينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر , وصلاة على أثر صلاة لايلغو بينهما كتاب في عليين " وهكذا رواه أبومعيد عن القاسم , ورواه بعضهم عن القاسم قوله " صلاة على إثر صلاة ... " دون أوله , وروي من وجه آخر عن أبي أمامة هكذا.

وقد روي من وجه آخر عن أبي أمامة فقد رواه الطبراني (3) من طريق مروان بن معاوية عن الأحوص بن حكيم عن عبدالله بن حكيم عن عبدالله بن عامر عن عتبة بن عبدالسلمي وأبي امامة بنحوه

1 - (586)

2 - المعجم الكبير (8/ 209)

3 - المعجم الكبير (17/ 129)

هكذا رواه مروان عن الأحوص، ورواه أبو معاوية عن الأحوص عن خالد بن معدان عن ابن عمر والأحوص بن حكيم ضعيف يأتي بأسانيد لايتابع عليها، وهذا منها فإنه خلط فيه ولم يضبطه وقد رواه بعضهم عن أبي معاوية عن مسعر عن خالد بن معدان عن ابن عمر، وهذا الحديث ليس له أصل عن مسعر إنما هو معروف من رواية الأحوص بن حكيم.

ومن الشواهد:

مارواه الطبراني (1) من طريق الفضل بن موفق عن مالك بن مغول عن نافع عن ابن عمر قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى الفجر لم يقم من مجلسه حتى تمكنه الصلاة، وقال: "من صلى الصبح ثم جلس في مجلسه حتى تمكنه الصلاة كانت بمنزلة عمرة وحجة متقبلتين ".

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن مالك بن مغول إلا الفضل بن موفق.

قلت: وهذا الحديث شاهد قاصر لحديث أنس فإن فيه إثبات فضيلة الجلوس دون إثبات الصلاة بعده , وبالجملة فهذا الحديث ليس له أصل عن نافع وليس له أصل أيضاً عن مالك بن مغول إنما تفرد به الفضل هذا وقد قال فيه أبو حاتم:كان شيخاً صالحاً ضعيف الحديث وكان يروي أحاديث موضوعة.

ومنها: ما روى ابن عدي (2) من طريق أبي حذيفة البخاري عن الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " من صلى الفجر يوم الجمعة ثم وحد الله في مجلسه حتى تطلع الشمس غفر الله عز وجل ماسلفه , وأعطاه أجرحجة وعمرة , وكان أكثر ثواباً وأكثر مغنماً " وهذا يدل على أن الفضل مرتب على من جلس بعد صلاة الفجر يوم الجمعة , والحديث باطل موضوع تفرد أبوحذيفة وقد كذبه على بن المديني والدارقطني.

قال ابن حبان بعد أن ذكر حديث الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان عن ابن عمر السابق: فهذا الحديث وإن روي من غير هذا الطريق فليس يصح.

فنخلص من هذا إلى أنه لايصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - شئ في هذا المعنى وقد رويت أحاديث أخر تدل على فضيلة الجلوس حتى تطلع الشمس لكنها على مافيها كما سيأتي لايجوز جعلها شواهد للأحاديث السابقة لأنها تدل على معنى لاتدل عليه الأحاديث السابقة , وإن كانت تشاركها في إثبات الجلوس حتى تطلع الشمس والجلوس ثابت كما سبق إنما الخلاف في صحة الفضل المروي في هذا


1 - المعجم الأوسط (5602)
2 - الكامل (1/ 337)

ومن الأحاديث التي تدل على فضل الجلوس بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس:
أولاً:
ماروى الإمام أحمد وأبوداود (1) من طريق زبان عن سهل بن معاذ عن أبيه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " من قعد في مصلاه حين يصلي الصبح حتى يسبح الضحى لايقول إلا خيراً غفرة له خطاياه وإن كانت أكثر من زبد البحر ".
وزبان هذا هو ابن فائد قال عنه الإمام أحمد: أحاديثه مناكير , وقال ابن معين: ضعيف.
قال ابن حبان: منكر الحديث جداً ينفرد عن سهل بن معاذ بنسخة كأنها موضوعة لايحتج به.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير