ورأيت بعض الباحثين المعاصرين جمع جرامزه فوثب وثبة ظن أنه بلغ فيها عنان السماء، وقدماه لم ترتفعا عن الأرض، إذ ذهب إلى نكارة حديث (اللواط) وأطال في النقول عن أئمة النقد، لكنه في نفس الكتاب الذي يحققه ذهب يقوي ما رواه عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس ومنها حديث (البهيمة)، وهو أشد نكارة من حديث (اللواط)، ثم كلام الإمام أحمد والبخاري يدل على أن أحاديث هذه النسخة كلها مناكير.
ومما يظهر تناقض كثير من المتأخرين في هذه المسألة أنهم يدفعون استنكار النقاد لبعض ما يرويه الثقات ومن في حكمهم، وفي المقابل عضّوا بالنواجذ على ما تقرر عند النقاد أن من أحاديث الضعفاء ما يترجح حفظهم له، معتمدين في ذلك على كلام النقاد، في كون ضعفهم غير شديد، فهم في درجة الاعتبار.
ولا بد من التسليم بان المتكلمين على الحاديث من المتأخرين لا يشعرون بالتناقض في هذه المسألة وغيرها , فهم مخطئون معذورون، والله الموفق والهادي للصواب. ا. هـ
الحواشي ============================================
(1) الجرح والتعديل (1/ 270)
(2) المصدر السابق (1/ 271)
(3) علل المرّوذي ص 143
(4) ابن ماجة (1613)
(5) التاريخ الصغير (2/ 152)، والمجروحين (3/ 95)، إلا أن ابن حبان تردد في عهدة النكارة في أحاديثه هل هي منه او من شيخه عبد العزيز بن أبي رواد
(6) الضعفاء الكبير (4/ 365)
(7) سؤالات الجنيد ص 327
(8) ابوداود (4462)، الترمذي (1456)، ابن ماجة (2561)، أحمد (1/ 300)، مسند عبد بن حميد (575)، تهذيب الأثار (مسند ابن عباس) (870)، مسند أبي يعلى (2743)، المنتقى (820)، المستدرك (4/ 355)، سنن البيهقي (8/ 231)
(9) شرح علل الترمذي (2/ 798)
(10) الكامل (5/ 1768)
(11) العلل الكبير (2/) لم يذكر شيئا في المصدر وهو في (2/ 620)
(12) سنن الترمذي (4/ 58)، وحديث ابن إسحاق أخرجه أحمد (1/ 317،217)، وقد رواه الدراوردي أيضا وغيره، انظر مسند أحمد (1/ 317)، ومساوىء الأخلاق (437)، المعجم الكبير (رقم 11546)، المستدرك (4/ 356)، سنن البيهقي (8/ 231)
(13) التلخيص الحبير (4/ 61)
(14) العلل الكبير (2/ 925)
(15) ابو داود (2385)، الكبرى للنسائي (3048)
(16) المغني (4/ 361)
(17) ميزان الاعتدال (2/ 655)، تحفة الأشراف (8/ 17)
(18) تهذيب الكمال (18/ 316)
(19) انظر: الثقات الذين ضعفوا في بعض شيوخهم ص 173 ـ 177
(20) فتح المغيث (1/ 274)
نقله الأخ:
خالد بن عمر الفقيه الغامدي - جزاه الله خيرا.
ـ[هشام الحلاّف]ــــــــ[30 - 05 - 05, 03:39 م]ـ
نرحب بالدكتور عبدالسلام أبوسمحة عضواً في ملتقى أهل الحديث، ونسأل الله أن ينفع به وأن يبارك في علمه ..
وبودنا من سعادة الدكتور أن يكتب لنا بعض الفوائد وأهم النتائج _ في موضوع مستقل _ عن رسالته في الدكتوراه وهي (معرفة أصحاب الرواة وأثرها في التعليل دراسة نظرية وتطبيقية في علل أصحاب الأعمش) فإن موضوعها مهم ودقيق.