تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويقول تلميذه أبو حاتم الرازي: (كان ابن المديني علماً في الناس في معرفة الحديث والعلل) ().

وقال النسائي: (لم يكن في عصر أحمد مثل هؤلاء الأربعة: أحمد، ويحيى، وعلي وإسحاق، وأعلمهم بالحديث وعلله علي بن المديني) ().

وكان الإمام أحمد لا يسميه وإنما يكنيه بأبي الحسن تبجيلاً له ().

ويكفي دلالة على مكانته أن نعرف أن جهابذة النقاد في علم العلل هم تلاميذه وتخرجوا على يديه: كأبي حاتم الرازي، والبخاري الذي كان يقول: (ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي بن المديني) ().

فالإمام ابن المديني هو فارس هذا الميدان، ومنظّر هذا العلم وأستاذه في عصره.

فهو سليل مدرسة عريقة عميقة الجذور في الحديث وعلله، كيف لا، وشيخاه: يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي هما من مدرسة الإمام الناقد شعبة بن الحجاج.

وتلاميذ ابن المديني: كالبخاري، وأبى حاتم الرازي، ويعقوب بن شيبة هم من أئمة علم العلل في زمانهم، وعليهم المعوّل فيه.

فنِعْم النسب هذا، حفظ الله بهم السُنّة، وذبّ بهم عن حَرِيمها، فجزاهم الله خيراً عن أمة محمد ?، وفي دراسة أقوال ابن المديني ومنهجه تعرف على ملامح هذه المدرسة العريقة.

ولذا كان من الأهمية بمكان جمع أقواله في تعليل الأحاديث ودراستها والاستفادة منها وإبراز مكانته في هذا العلم الجليل.

4. عدم وجود غالب كتب هذا الإمام الجليل التي حوت إعلاله للأحاديث، والموجود منها نزرٌ يسيرٌ، مع أنه مكثر من التصانيف؛ فقد عدّ له الخطيب في الجامع ما يزيد على خمسة وعشرين مصنفاً، ثم قال: (وجميع هذه الكتب قد انقرضت، ولم نقف على شيء منها إلا على أربعة أو خمسة حسب، ولَعَمْري إن في انقراضها ذهاب علوم جمة، وانقطاع فوائد ضخمة، وكان علي بن المديني فيلسوف هذه الصنعة وطبيبها، ولسان طائفة أهل الحديث وخطيبها، رحمة الله عليه، وأكرم مثواه لديه) ().

ولعل انقراض هذه الكتب من أسباب إعراض كثير من الباحثين عن تعليلات هذا الإمام؛ لقلة الموجود منها، وتعذّر الوقوف على بقيتها.

ويقول النووي مشيراً إلى أسبقية الإمام علي بن المديني بالتأليف في كثير من العلوم، ومُشيداً بنَفَاسة كتبه بين كتب التراث الإسلامي يقول رحمه الله بعد ما ذكر أن له مائتي كتاب: (لم يُسبق إلى معظمها، ولم يُلحق في كثير منها) ().

ومن خلال مطالعتي لبعض كتب الحديث المسندة، وكتب العلل، والتخريج، والشروح، والتواريخ، والمصنفات الحديثية وجدت فيها نقولاً نفيسة، ونصوصاً فريدة في تعليل الأحاديث، وتصحيحها، وتحسينها من كلام ابن المديني نفسه، وليست في جزء العلل المطبوع، وكانت عندي رغبةٌ قديمةٌ في جمعها والعناية بها، للاستفادة والتعلم من خلالها.

5. جُرأة بعض الباحثين المعاصرين على تصحيح أحاديث اتفق المتقدمون على تعليلها، بحججٍ واهية لا تخفى على أمثال هؤلاء الأئمة، مع إعراضهم عن دراسة سبب تعليل الأئمة للخبر، وعدم الاهتمام بالنظر إلى القرائن.

6. الإسهام بخدمة السنة النبوية، وذلك بدراسة جملة من الأحاديث وتمييز أوجه الخلاف الواقع فيها، مع بيان الراجح منها.

ولعلي أقتطف لإخواني بعض الفوائد والنكت من الرسالة بين الفينة والأخرى لعلي أظفر بتعليق أو فائدة، والله يحفظنا وإياكم.

ـ[الحمادي]ــــــــ[04 - 05 - 05, 12:45 ص]ـ

مرحباً بكم وأهلاً يا شيخ طارق، وكلُّنا في انتظار ما تجودون به من فوائد.

محبُّكم

أبو محمد؛ عبدالله الحمادي.

ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - 05 - 05, 12:57 ص]ـ

مرحباً بكم وأهلاً يا شيخ طارق، وكلُّنا في انتظار ما تجودون به من فوائد.

شيخنا / الحمادي

سبقتنا بالترحيب بالشيخ:).

ـ[هشام الحلاّف]ــــــــ[04 - 05 - 05, 06:00 م]ـ

أهلاً وسهلاً بأخي الحبيب والصديق اللبيب الشيخ طارق العودة.

والشيخ طارق العودة من طلاب العلم المتميزين _الذين عرفتهم _ علماً وخلقاً، وهو ممن سعدت بمزاملته والعمل معه سوياً في قسم السنة وعلومها بجامعة الإمام، وما ذكرت ما كتبته إلا ليستفاد منه ..

فنسأل الله أن يجزيه بمشاركته معنا خير الجزاء، وكلنا شوق إلى فوائده وبحوثه.

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[04 - 05 - 05, 06:12 م]ـ

حيا الله الشيخَ طارقاً، ومتعنا بعلومه وفوائده ..

ولدي سؤال - إن سمحتم - ..

وهو حول طباعة هذه الرسالة، فإني أجزم أن لها أهمية قصوى عند طلاب علم السنة النبوية، فهل طبعتموها - أحسن الله إليكم -؟

وإن لم، فهل ستتم طباعتها؟

خاصةً أنه طبعت أخيراً رسالة (منهج الإمام أحمد في إعلال الحديث) للدكتور بشير علي عمر.

ومثلها رسالة الشيخ الفاضل (هشام الحلاّف) .. فليتهما تطبعان، لتتحقق منهما الفائدة العظيمة - إن شاء الله -.

بارك الله فيكم، وجزاكم خيراً ..

ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[04 - 05 - 05, 08:36 م]ـ

لايفوتني أن أرحب بالشيخ الفاضل (طارق العودة) رغم أنا آخر عهدنا كان قبل ست سنوات تقريبا.

و يعلم الله قدر فرحي برؤية اسم الشيخ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير