ولم يكتف الشيخ عبد الرحمن السديس بهذا الكلام، بل ذهب إلى أبعد من ذلك حيث نقل لنا من كتاب سير أعلام النبلاء للذهبي (5/ 167) نصا عن الترمذي رواه عن البخاري، ونقل عقبه تعليق الذهبي بأنه قال: (أستبعد صدور هذه الألفاظ من البخاري أخاف أن يكون أبو عيسى وهم ... ) انتهى. وهذا ليؤكد لنا أن لبعض هذا الكلام مصداق من الواقع.
تاسعا: ثبت لنا بطلان ما ادعاه الذهبي بخوفه أن يكون الوهم من أبي عيسى الترمذي في صدور هذه الألفاظ من البخاري، وأن هذا الوهم جاء من الذهبي نفسه، وليس الترمذي، وكلام الذهبي غير صحيح وباطل أساسا، وجانبه الصوابُ في هذا الاجتهاد، فأخطأ، وأن الترمذي إمام في هذا الشأن، وصادق وأمين في نقله عن شيخه البخاري، ومن تعلق بقول الذهبي مخطئ كما أخطأ، وما كان ينبغي له أن يتعلق بقول الذهبي ليشهر هذا العالم الجليل والمحدث الثقة بالوهم والخطأ، وأن يزعزع ثقتنا بأئمتنا ومن نقلوا لنا سنة نبينا بكل صدق وإخلاص.
عاشرا: نصيحتي لهما ولكل من له مشاركة في هذا الملتقى التي تسمي نفسها بملتقى أهل الحديث أن يكون همهم دائما نصرة أئمتنا وعلمائنا الذين نقلوا لنا سنة نبينا بكل صدق وإخلاص، وهم ثقات، أئمة، بلا منازع، وأن البحث عن عثراتهم في غمار حسناتهم، لا ينبغي لكل من له صلة بهذا العلم الشريف، وأخيرا وليس آخرا تأبى النفوس الأبيّة أن تتزعزع ثقته بهؤلاء العلماء الأجلاء، الأمناء على ديننا، وسنة نبينا، وأذكرهم بقول الإمام النووي: إن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستارهم معلومة).
اللهم اغفر للإمامين البخاري، والترمذي، وأسكنهما في جنات الخلد، واحشرهما وإيّانا يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء، اللهم إنا نشهد لك أنهما ممن نقلا لنا سنة نبيك عليه الصلاة والتسليم بكل أمانة وصدق وإخلاص. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[08 - 04 - 06, 01:17 م]ـ
وهناك مسألة أخرى مشابهة جديرة بالدراسة، وهي مقارنة نقول الإمام الترمذي عن البخاري، فقد سمعت بعض مشايخنا المحققين يستغرب بعض النقول، ويقع للإنسان في التخريج المتوسع ما يؤيد ذلك.
والمسألة لا تعدو الدراسة العلمية المتخصصة، ولا يعني فيها الرمي المطلق بالخطأ والتخليط وما أشبهه، ولكن إنما بُني علم العلل على أوهام الثقات، ونجد في كتب أهل العلم ذكر أوهام لبعض الأئمة، لم تضر منزلتهم ولا مكانتهم.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، والله تعالى أعلم.
عبد الرحمن السديس وفي "سير أعلام النبلاء " للذهبي 5/ 167:
وقال الترمذي عن البخاري: رأيت أحمد وعليا وإسحاق وأبا عبيد وعامة أصحابنا يحتجون بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ما تركه أحد من المسلمين فمن الناس بعدهم؟!
قلت: أستبعد صدور هذه الألفاظ من البخاري أخاف أن يكون أبو عيسى وهم، وإلا فالبخاري لا يعرج على عمرو، أفتراه يقول: فمن الناس بعدهم ثم لا يحتج به أصلا ولا متابعة؟!
بلى احتج به أرباب السنن الأربعة وابن خزيمة وابن حبان في بعض أهل الصور والحاكم.
انتهى كلام الذهبي.
قلت: في تاريخ البخاري الكبير 6/ 342: رأيت أحمد بن حنبل وعلي بن عبد الله والحميد [ي] وإسحاق بن إبراهيم يحتجون بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه.
عبد الرحمن السديس في كتاب:
النكت الجياد المنتخبة من كلا شيخ النقاد ذهبي العصر العلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي " للشيخ إبراهيم بن سعيد الصبيحي
ص382:
(سليمان بن موسى قال البخاري: عنده مناكير .. )
علق الشيخ الصبيحي: تارريخه الكبير 4/ت1888 ومثله في ضعفاء العقيلي 2/ 140 والكامل3/ 1113 وقال في تاريخه الأوسط 1/ 448: "عند عجائب".
وهذا نحو ما سبق عنه.
لكن روى الترمذي عنه في العلل الكبير 2/ 666:"أنه قال منكر الحديث أنا لا أروي عنه شيئا، روى سليمان بن موسى أحاديث عامتها مناكير ".
كذا نقل الترمذي، وما في التاريخين: الكبير والوسط، وكتاب العقيلي وابن عدي أولى كما يعرف بالاستقراء، وسترى شيئا من النظر في نقولات الترمذي عن البخاري في القسم الخاص بالأئمة والمصنفين من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى. انتهى.
قلت: وكتابه المشار إليه لم يصدر بعد مع أن هذا طبع في 1420هـ
(يظهر) أن رمضان عوف (لم يفهم الموضوع)
وهناك مسألة أخرى مشابهة جديرة بالدراسة، وهي مقارنة نقول الإمام الترمذي عن البخاري، فقد سمعت بعض مشايخنا المحققين يستغرب بعض النقول، ويقع للإنسان في التخريج المتوسع ما يؤيد ذلك.
والمسألة لا تعدو الدراسة العلمية المتخصصة، ولا يعني فيها الرمي المطلق بالخطأ والتخليط وما أشبهه، ولكن إنما بُني علم العلل على أوهام الثقات، ونجد في كتب أهل العلم ذكر أوهام لبعض الأئمة، لم تضر منزلتهم ولا مكانتهم. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، والله تعالى أعلم.
((تأمل الكلام السابق))
حرر من قبل المشرف.
¥