ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[08 - 04 - 06, 01:24 م]ـ
تاسعا: أن جلّ شبابنا إن لم يكن كلهم يتتبعون عثرات العلماء، ويشفون صدورهم حينما يعثرون لمن قبلهم كلاما في توهيم أحد العلماء، فيتخذون من ذلك وسيلة لاشتهار أن هذا العالم: (وهم)، أو (أخطأ)، حتى يقال له: أن فلانا يعرف، أو يفهم، أو يستطيع أن يجد خطأ لأي عالم إذا أراد، لأنه يدل على تبحره في تتبع عثرات العلماء، وأنه أصبح من المتخصصين في هذا الفن، ومن أراد الشهرة عن غير طريقها فليقتد بمن بال في بئر زمزم.
وإلا هذا الكلام في حق الترمذي صدر عن عزيزي محمد زياد تكلة من باب الدردشة، حيث قال: (سمعتُ بعض مشايخنا المحققين يستغرب بعض النقول (للترمذي عن البخاري)، ويقع للإنسان في التخريج المتوسع ما يؤيد ذلك) انتهى كلامه.
وجاء فضيلة الشيخ عبد الرحمن السديس أن يبين لنا أن هذا الكلام أصلا للشيخ الصبيحي، ليخفف الضغط على عزيزي تكلة، حيث قال الصبيحي في كتابه: (النكت الجياد، ص: 382) حيث قال: (وسترى شيئا من النظر في نقولات الترمذي عن البخاري في القسم الخاص بالأئمة والمصنفين من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى) انتهى كلامه.
ولم يكتف الشيخ عبد الرحمن السديس بهذا الكلام، بل ذهب إلى أبعد من ذلك حيث نقل لنا من كتاب سير أعلام النبلاء للذهبي (5/ 167) نصا عن الترمذي رواه عن البخاري، ونقل عقبه تعليق الذهبي بأنه قال: (أستبعد صدور هذه الألفاظ من البخاري أخاف أن يكون أبو عيسى وهم ... ) انتهى. وهذا ليؤكد لنا أن لبعض هذا الكلام مصداق من الواقع.
.
حرر من قبل المشرف.
تاسعا: ثبت لنا بطلان ما ادعاه الذهبي بخوفه أن يكون الوهم من أبي عيسى الترمذي في صدور هذه الألفاظ من البخاري، وأن هذا الوهم جاء من الذهبي نفسه، وليس الترمذي، وكلام الذهبي غير صحيح وباطل أساسا، وجانبه الصوابُ في هذا الاجتهاد، فأخطأ، وأن الترمذي إمام في هذا الشأن، وصادق وأمين في نقله عن شيخه البخاري، ومن تعلق بقول الذهبي مخطئ كما أخطأ، وما كان ينبغي له أن يتعلق بقول الذهبي ليشهر هذا العالم الجليل والمحدث الثقة بالوهم والخطأ، وأن يزعزع ثقتنا بأئمتنا ومن نقلوا لنا سنة نبينا بكل صدق وإخلاص.
عاشرا: نصيحتي لهما ولكل من له مشاركة في هذا الملتقى التي تسمي نفسها بملتقى أهل الحديث أن يكون همهم دائما نصرة أئمتنا وعلمائنا الذين نقلوا لنا سنة نبينا بكل صدق وإخلاص، وهم ثقات، أئمة، بلا منازع، وأن البحث عن عثراتهم في غمار حسناتهم، لا ينبغي لكل من له صلة بهذا العلم الشريف، وأخيرا وليس آخرا تأبى النفوس الأبيّة أن تتزعزع ثقته بهؤلاء العلماء الأجلاء، الأمناء على ديننا، وسنة نبينا، وأذكرهم بقول الإمام النووي: إن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستارهم معلومة).
حرر من قبل المشرف.
اللهم اغفر للإمامين البخاري، والترمذي، وأسكنهما في جنات الخلد، واحشرهما وإيّانا يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء، اللهم إنا نشهد لك أنهما ممن نقلا لنا سنة نبيك عليه الصلاة والتسليم بكل أمانة وصدق وإخلاص. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
حرر من قبل المشرف.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - 04 - 06, 02:45 م]ـ
سابعا: أن .... عبد الرحمن السديس كان يقصد مناصرة أخيه زياد تكلة، وقد سبق له المناصرة وتأييده قبل ذلك، فأخرجه من الحرج بذكر قول الصبيحي، وزاده ثقة بذكر كلام الذهبي في سيره، ولو كان مهتما بمنافحته عن الإمام الترمذي، لم أكن أتوقع أن يقع في هذا الوهم الخطير.
وجاء .... عبد الرحمن السديس أن يبين لنا أن هذا الكلام أصلا للشيخ الصبيحي، ليخفف الضغط على عزيزي تكلة،
الأخ الشيخ رمضان عوف حفظه الله
* أنا متاكد أنك لا تستطيع الوصول إلى ما في القلوب، وعليه فقد كان من الأجدر بك والأحسن أن تدع ما فيها إلى بارئها، وأن لا تلج مولج بعض الناس في هذا الباب.
* كتبتُ تلك المشاركتين من باب إثراء الموضوع حسب، لأني حين رجعت إلى كتابي وجدت أني قد سجلت في النكت الجياد للصبيحي هذا النقل من السير، فنقلته للفائدة فقط.
* تأبى علي مروءتي أن أكون مستأجرا أكتب ما لا أعتقد نصرة لأحد كائنا من كان!
* ليس لي مزيد اختصاص بالشيخ زياد، وقد جالستك وقابلتك أكثر مما قابلته وجالسته!
* لا أرى داع للمزيادة في حب الأئمة، وتقديرهم ... فما في هذا شك، ومن بيّن خللا في رواية أحد منهم أو نقله أو شيئا من هذا ... فقصده النصح لهذا الدين فالمنقول عنهم إما حديث أو أثر ... أو تعديل أو تجريح لرواتهما.
* وتذكّر أنه ليس من حدث الثقة أنه لا يخطئ!
* وما ندري ما عند الشيخ الصبيحي من أمور جعلته يقول ما قال.
* الأخ عبد الله بن خميس ما كان يليق بك الكلام على أخيك بهذا الكلام، فما قاله إلا غيرة للعلماء ودفاعا عنهم ـ وإن كان جانبه الصواب في فهمه ـ وتذكر أن كلامك من عملك وتذكر قوله النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " كل المسلم على المسلم حرام ". ولذا لعلك تطلب منه مسامحتك، وتطلب من المشرف تحرير ما لا يليق من الكلام.
* وفقكم الله وأعاذنا جميعا من نزغات الشيطان.
¥