3 ـ وأما من واقع كتب التراجم ونحوها فقد وقع فيها التسمية باسم (خالد بن باب الربعي) - سواء في اسم الترجمة أو في سياق أسانيد - قولا واحدا لا اختلاف فيه - إلا من خلط هذا الراوي بغيره - كما سيأتي، وفي كل الأحوال فلم يقل أحد من الأئمة (خالد بن ثابت) أو يشر إلى اسم (ثابت)، والله أعلم.
وسنشير أولا إلى بعض أقوال ابن أبي حاتم التي يجمع فيها بين الراويين على أن يتم تفصيل ذلك في موضع لاحق من هذه المقالة إن شاء الله عند العبارة: (تفصيل الكلام في الجمع والتفريق).
والآن إلى نصوص ابن أبي حاتم حيث يقول في الجرح والتعديل (3/ 322):
[خالد بن باب الربعي الأحدب ابن أخي صفوان بن محرز بصري]
روى عن:
شهر بن حوشب، وصفوان بن محرز
روى عنه:
أبو الأشهب، وعوف، وأبو نضرة، وسلم بن زرير، وحميد بن مهران الخياط، وهشام بن حسان، وجسر بن فرقد.
سمعت أبي يقول ذلك
ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين قال خالد الربعي
قال أبو محمد ترك أبو زرعة حديث خالد بن باب الربعي ولم يقرأ علينا حديثه
ملحوظة مهمة:
سبب الإشكال الأساسي الذي يقوم عليه هذا البحث هو:
زيادة ابن أبي حاتم لعبارة:
[الأحدب ابن أخي صفوان بن محرز]
وأما قوله: [بصري] فهي نسبة صحيحة أثبتها ابن ماكولا وهي متوافقة مع شيوخ الراوي وتلاميذه.
وبالطبع سبب الإشكال أيضا هو ما ترتب على تأثر المتأخرين من المترجمين مثل الحافظ المزي ومن بعده بقول - أو بالأصح بصنيع - ابن أبي حاتم، فهو في اعتقادي لم يقصد الجمع بين الراويين كما سيتضح، وإنما الذي أراه أنه خلط بين الاسمين وتبع ذلك ذكر بعض الشيوخ والتلاميذ من ترجمة (الأحدب) فجعلها في ترجمة (الربعي)، فكانت المحصلة الخلط بين الترجمتين، وإلا فكما سيأتي نراه يفرد ترجمة (الأحدب) على الصواب، والله أعلم، وكما سيأتي في التعليق اللاحق أعتقد أن ابن أبي حاتم أضاف هذه الزيادات بأخرة، ولست أحب أن أعتبر قوله في ذيل الترجمة: (سمعت أبي يقول ذلك) منعكساً على هذه الزيادات، وإن كان الحافظ أبو حاتم الرازي قد يجوز عليه - كما جاز على البخاري وفق ما نص عليه بعض الأئمة مثل الخطيب وغيره فيما تقدم - مثل هذا اللبس بما في الكتاب من نظائر قليلة لمثل هذا الأمر، وإن كنت أرى أنها بابن أبي حاتم أولى، والله أعلم.
ثم يقول ابن أبي حاتم في الموضع (3/ 339) من الجرح والتعديل:
[خالد بن عبد الله بن خالد الأحدب وهو ابن عبد الله بن محرز بن أخي صفوان بن محرز المازني]
روى عن:
الحسن البصري، وصفوان بن محرز وزرارة بن أوفى وربيع بن لوط
روى عنه:
سليمان التيمي وعوف وعاصم وأبو بشر وإبراهيم بن طهمان.
سمعت أبي يقول بعض ذلك وبعضه من قبلي
وسمعت أبي يقول: روى يزيد الرشك عن خالد الأثبج
فلا أدري هما واحد أو اثنان؟
واستطرادا فيما يتعلق بصنيع ابن أبي حاتم في الجمع بين الترجمتين، فإنه إذا جاز لنا التعبير عن شيء بخصوص كتاب الجرح والتعديل بمناسبة هذا الموضع فإننا نعتقد - والله أعلم - أنه ينبغي الاحتياط أحيانا - لا سيما عند وجود ما يستدعي ذلك - من حيث نسبة الإقرار (لأبي حاتم الرازي) بسياقة الترجمة على النحو الذي يسوقه ابنه (ابن أبي حاتم)، فضلا عن بعض الألفاظ التي تحتمل أن يكون قائلها هو أبو حاتم أو ابنه على السواء.
ومن البدهي أن ابن أبي حاتم لن يصرح في كل موضع يتصرف فيه بأنه قد فعل، وإذا أشار فلن يصرح بالمواضع التي تصرف فيها، فضلا عن ثقته في أنه لن يحيل كلام أبيه عن مقاصده.
وبمعنى أوضح فمن خلال الترجمة الأولى قد صرح ابن أبي حاتم بأنه قد تصرف في الترجمة ككل (بما فيها اسم الراوي) وليس في سرد الشيوخ والتلاميذ فقط بقوله: (سمعت أبي يقول بعض ذلك وبعضه من قبلي)، ثم تأتي عبارة: (فلا أدري هما واحد أو اثنان) بعد قوله: (وسمعت أبي يقول روى يزيد الرشك عن خالد الأثبج) فتحير هذه العبارة من يتوقف عندها شيئا ما، فيحتمل أن تكون عبارة: (فلا أدري هما واحد أو اثنان) إنما هي من قول ابن أبي حاتم نفسه وليست من كلام أبيه، فكأنه يريد أن يقول:
¥