تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حجر لرواية أبي ذر.

إن الاقتصار على رواية واحدة صحيحة تامة لصحيح البخاري (وهو ما ينطبق على رواية أبي ذر) لهو أمر يحتاجه طلبة العلم بشدة، لا سيما إذا اقترن ذلك بالتعليقات العلمية التي تصوغ ما تفرق في بطون كتب الشروح وغيرها من الكتب التي تعرضت لسرد الاختلاف في أسانيد وألفاظ ومتون الصحيح.

إن الاستطراد السابق قد يكون له ما يبرره إذا نظرنا إلى مقتطفات سريعة من هذه الاختلافات، ولك أن تدرك وتلمس بنفسك مدى أثرها في تعيين الرواة.

أولا: بعض أوهام وتصحيفات

لرواة صحيح البخاري في أسانيد الكتاب

قال أبو علي الجياني في كتاب " تقييد المهمل ":

هذا كتاب يتضمن التنبيه على الأوهام الواقعة في المسندين الصحيحين، وذلك فيما يخص الأسانيد وأسماء الرواة، والحمل فيها على نقلة الكتابين عن البخاري ومسلم، واعلم أنه قد يندر للإمامين مواضع يسيرة من هذه الأوهام أو لمن فوقهما من الرواة لم تقع في جملة ما استدركه الدار قطني عليهما ونبه على بعض هذه المواضع أبو مسعود الدمشقي وغيره من أئمتنا.

فذكر الجياني، ومن بعده الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " عددا من الأمثلة نذكر منها ما يلي:

1 قال البخاري: حدثنا إسماعيل، عن أخيه، عن سليمان بن بلال، عن عبد المجيد. . .

قال الجياني: هكذا روى هذا الإسناد إبراهيم بن معقل النسفي، عن البخاري.

وسقط من كتاب الفربري: سليمان بن بلال من هذا الإسناد، وكذلك لم يكن في كتاب ابن السكن، ولا عند أبي أحمد، وكذلك قال أبو ذر عن مشائخه.

قال الحافظ ابن حجر: هو ثابت عندنا في النسخة المعتمدة من رواية أبي ذر عن شيوخه عن الفربري، وكذا في سائر النسخ التي اتصلت لنا عن الفربري، فكأنها سقطت من نسخة أبي زيد، فظن سقوطها من أصل شيخه.

2 قال البخاري: حدثنا مسدد، نا يحيى، عن عبد ربه بن سعيد. . .

قال الجياني: هكذا روي عن أبي زيد المروزي، وكذلك في نسخة أبي ذر عن شيوخه، لم يذكر خلافا بينهم، وكان في نسخة أبي محمد الأصيلي: يحيى عن عبد الله بن سعيد، ثم غير أبو محمد: (عبد الله) في كتابه ورده: (عبد ربه) كما روى أبو زيد، وهذا كله وهم.

ورواه ابن السكن، عن الفربري، عن البخاري: نا مسدد، نا يحيى، عن عبد الله بن سعيد، وهذا هو الصواب.

3 قال البخاري: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن الأعمش، عن شقيق. . .

قال أبو علي الجياني: وقع هذا الإسناد عن أبي زيد: حدثنا مسدد، نا عبيد الله بن موسى، زاد في الإسناد: مسددا، وذلك وهم وإنما رواه البخاري عن عبيد الله بن موسى، وكذلك روته الجماعة عن الفربري.

قال الحافظ ابن حجر: وعليه اقتصر أصحاب الأطراف.

4 قال البخاري: حدثنا مسدد، نا معتمر قال: سمعت أبي. . .

قال الجياني: سقط ذكر مسدد في هذا الإسناد من نسخة أبي زيد المروزي، قاله أبو الحسن القابسي، وعبدوس بن محمد، وذلك وهم لا يتصل السند إلا به.

5 قال البخاري: حدثنا عبد الأعلى، نا يزيد بن زريع، نا سعيد. . .

قال الجياني: وفي نسخة أبي محمد الأصيلي، عن أبي أحمد: (يزيد بن زريع حدثنا شعبة) جعل (شعبة) بدل (سعيد بن أبي عروبة).

وقال الأصيلي: في عرضتنا بمكة على أبي زيد: (سعيد) يعني ابن أبي عروبة وكذلك رواه أبو علي بن السكن وغيره من رواة الفربري وهو الصواب.

6 قال البخاري: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: نا يزيد، قال: عمرو. . .

قال الجياني: هكذا في رواية أبي زيد وأبي أحمد: قتيبة عن يزيد، غير منسوب.

قال أبو مسعود الدمشقي: وكذلك كان في كتاب الفربري وحماد وبن شاكر غير منسوب ونسبه ابن السكن فقال: عن (يزيد) يعني (ابن زريع).

7 قال البخاري: حدثنا عبد الله بن محمد، وإسحاق بن نصر، قالا: حدثنا يحيى بن آدم. . .

قال الجياني: سقط من أول هذا الإسناد في نسخة أبي زيد: عبد الله بن محمد وإسحاق بن نصر وابتدأ الإسناد بقوله: نا يحيى بن آدم، وذلك وهم.

وقال الحافظ ابن حجر: ولم يدرك البخاري يحيى بن آدم.

8 قال البخاري: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، نا عفان بن مسلم، قال: نا وهيب. . .

قال الجياني: وقع في نسخة الأصيلي عن أبي أحمد في هذا الإسناد تخليط ووهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير