- أسباب تذكر في الحديث نفسه (كوجود موقف فيه، أو ظروف وملابسات تذكر في الحديث، أو سؤال يوجه) وأكثر هذا النوع يكون سؤالاً، أو حوارًا، وقد يحتاج مجرد وجود سؤال أن يتتبع صاحب السؤال، لمعرفة ما يتعلق به من صفات وأحوال.
ولذلك استنتجنا أن ما ورد من أسباب، قد يكون في السبب ما يحتاج إلى سبب آخر، يأتي باستمرار التتبع والنظر.
واستنتجنا -كذلك- أن النظر في الأسباب، وربطها بأحاديثها، يتضمن الاجتهاد، وبذل أقصى الجهد الفعلي في إدراك العلاقات بين الأحاديث وأسبابها؛ فإذا كان الاعتماد في السبب على الرواية، فإن الاجتهاد يدخل في الربط بين الأسباب وأحاديثها. كما يدخل هذا الجهد في توثيق الروايات والاطمئنان إلى صحتها، قبل الجمع، أو الترجيح بينها.
وهذه الأسباب المتضمنة في الأحاديث، يكون تتبعها بالمنهج السابق، من الأعمال التي ينهض بها الباحث على انفراد، ولكن نظرًا لكثرة الروايات في المصنفات الحديثية، فإن النهوض بهذا الجهد، يحتاج إلى عمل فريق من المتخصصين، في الأقسام العلمية، والمراكز البحثية، لحصر كتب السنة، والتاريخ، والسير، والتراجم، وتوزيعها توزيعًا يتيح للفرد الواحد، قدرًا مناسبًا يتيح النظر، والتدبر، لتحديد الأسباب، ووجه العلاقة بين الحديث والسبب.
كما يضاف إلى هذا الجهد الفردي، جهد جماعي في عرض عمل الفرد على مجموعة من الباحثين، لتبادل وجهات النظر فيما وصل إليه كل باحث على حجه، وبذلك نجمع بين جهد الباحث والفرد، والاطمئنان عليه، برأي الجماعة.
- أسباب لا تذكر في الحديث نفسه، وإنما تذكر في روايات أخرى، أو في طرق أخرى للحديث، وهذا يقوم به -أيضًا- الباحث، الذي يوسع قراءاته في المصادر الحديثية المذكورة، ليتتبع هذه الأسباب المتناثرة، وبعد أن يجمع في ذلك قدرًا مناسبًا، يطمئن على صنيعه، بالعرض على الفريق المتخصص، للاطمئنان على سلامة هذا الربط والتصنيف.
- هذا ما يتعلق بخطة العمل لما يكون من الأسباب الجديدة في التصنيف .. وأما ما يتعلق بما صنف سابقًا، فإن العمل الذي يناسبه، أن توثق فيه روايات الأسباب، لتمييز الصحيح منها، من الحسن، من الضعيف، وخاصة في البيان والتعريف لابن حمزة الدمشقي.
الدكتور محمد رأفت سعيد
* من مواليد أميوط قطور غربية 1948م إحدى قرى مصر.
* دكتوراه في العلوم الإسلامية، كلية دار العلوم، جامعة القاهرة.
* نشر له العديد من المؤلفات في التفسير، والحديث، والفقه. وأصوله، والسيرة، وقضايا الفكر الإسلامي.
* معني بتيسير كتب التراث للدارسين المعاصرين، وقدم في ذلك كتاب "الجامع لأخلاق الراوي ولآداب السامع، للخطيب البغدادي: دراسة وتحقيق وتعليق"، مع بيان قيمته التربوية والتعليمية.
* عمل بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ويعمل الآن أستاذًا بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر.
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[26 - 05 - 05, 04:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا