وأعاد الذهبي ذكره في ميزان الاعتدال في اسم عبد الرحمن بن الحارث، قال: ولقبه جحدر واسمه أحمد بن عبد الرحمن بن الحارث، وأعاد ذكر الأحاديث التي استنكرت عليه مما ذكره في ترجمة أحمد بن عبد الرحمن، وكأنه لم يفصل قيه بشيء ههنا، لكنه ذكره في (المغني: 1/ 45): أحمد بن عبد الرحمن الكفرتوثي، قال ابن عدي: كان يسرق الحديث، وذكره في (المغني أيضاً: 1/ 128): جحدر بن الحارث عن بقية، قال ابن عدي: كان يسرق الحديث، وهو أحمد بن عبد الرحمن مر. فالذهبي هنا جزم بأن أحمد بن عبد الرحمن هو عبد الرحمن بن الحارث.
وقال ابن حجر (لسان: 1/ 315 - 316): وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 35) فكأنه ما عرفه لأنه سمى أباه عبد الله بن الحارث، وقال لم أر في حديثه ما في القلب منه إلا ما حدثناه زيد بن عبد العزيز أبو جابر بالموصل، ثنا جحدر، ثنا بقية، ثنا الأوزاعي، عن الزهري عن عائشة قالت ئ: قال رسول الله: ((الجنة دار الأسخياء))، وقال عقبه حديث منكر.
قلت: ثم ذكره مرة أخرى في (الثقات: 8/ 383) وقال: عبد الرحمن بن الحارث من أهل كفر توثا، لقبه جحدر، يروي عن بقية بن الوليد، حدثنا عنه شيوخنا القطان وغيره.
إذاً يتبين من هذا أن عبد الرحمن بن الحارث هو نفسه أحمد بن عبد الرحمن، وذلك للأسباب التالية:
1 - أن كليهما يلقب بجحدر، وكليهما من كفر توثا.
2 - أن كليهما يروي عن بقية وحده.
3 - أن ابن عدي ومن بعده الذهبي قد ذكرا للاثنين نفس الأحاديث المسنتكرة عليهما.
4 - أن ابن عدي قد انتقدهما بنفس الانتقاد، وهو سرقة الأحاديث والزيادة في الأسانيد.
5 - أن كليهما ينتمي إلى طبقة واحدة من الرواة، وهي طبقة شيوخ شيوخ ابن حبان.
إذا تبين هذا يعرف ضعف قول ابن حجر – رحمه الله في ترجمة عبد الرحمن من الميزان بعد أن ساق أحاديثه التي استنكرت عليه وهي ذات الأحاديث التي ساقها في ترجمة أحمد بن عبد الرحمن، ولعله والد أحمد بن عبد الرحمن، إذ لا يُعقل أن تروى ذات الأحاديث بذات الأسانيد تارة عن أحمد بن عبد الرحمن، وأخرى عن عبد الرحمن بن الحارث، عن نفس الشيوخ ويرويهما عنهما نفس التلاميذ ثم نقول: لعله والد فلان!!.
أما ماذكره ابن حبان في اسمه أحمد بن عبد الله فهو وهم أو خطأ مقصود من هذا الراوي أو ممن سرق الحديث، ليوعر الطريق على النقاد فلا يعرفونه، وهو ما حدث فعلاً، إذ إن الطبراني روى حديثاً في (الأوسط: 6/ 43 رقم 5742) فقال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال: ثنا جحدر بن عبد الله، قال: ثنا بقية بن الوليد، عن الأوزاعي عن الزهري عن عائشة مرفوعاً: ((في الجنة بيت يقال له بيت السخاء)). وقال الهيثمي (مجمع الزوائد: 2/ 128): تفرد به جحدر بن عبد الله، ولم أجد من ترجمه، فتأمل!!.
يتبع إن شاء الله .......
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[19 - 06 - 05, 08:10 ص]ـ
السلام عليكم
تابع يا شيخنا سددك الله ........
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[23 - 06 - 05, 07:05 م]ـ
12 - أحمد بن علي الأفطح، قال الذهبي (ميزان: 1/ 123): عن يحيى بن زهدم بطامات، قال ابن عدي: لا أدري البلاء منه أو من شيخه.
قال ابن حجر (لسان: 1/ 351): وقال ابن حبان في الثقات (8/ 50): سكن مصر، يروي عن يحيى بن زهدم عن العرس بن عمير نسسخة مطولة، البلية فيها من يحيى بن زهدم، وأما هو في نفسه إذا حدث عن الثقات فصدوق، ثنا عنه الحسين بن إسحاق الخلال الأصفهاني بالكرخ، بنسخة.
فالرجل لم يتبين أمره كونه يروي عمن مثله من حيث الجهالة، فكلاهما غير معروف، لكني وجدت في كلام ابن عدي مايشير إلى ترجيح إلصاق التهمة بأحمد هذا، إذ إنَّه قال في ترجمة يحيى بن زهدم بعد أن ساق أحاديثه، ويحيى بن زهدم عامة ما له من الحديث ذكرته، وهو من أهل المغرب، وقد حدث عن وعن يحيى أحمد بن علي بن الأفطح، ومحمد بن عزيز وغيرهما فأرجو أن لا بأس به.
وعلى كل حال فلا لوم على ابن حبان كونه عرف ما يمكن أن ينتقد به الرجل فأجاب عن ذلك ووثقه.
13 - أحمد بن عمران الأخنسي، قال الذهبي (ميزان: 1/ 123): عن عبد السلام بن حرب والطبقة، قال البخاري: يتكلمون فيه، لكنه سماه محمداً، فقيل: هما واحد، وقال أبو زرعة: كوفي تركوه، وتركه أبو حاتم.
¥