تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

24 – أحمد بن عبد الجبار العطاردي، قال الذهبي (ميزان: 1/ 252): روى عن أبي بكر بن عياش وطبقته، قال ابن عدي رأيتهم مجمعين على ضعفه، ولا أرى له حديثاً منكراً، وإنما ضعفوه لأنه لم يلق الذين يحدث عنهم، وقال مُطَيَّن: كان يكذب، وقال الدارقطني: لا بأس به، وهذه الأقاويل أسندها كلها الخطيب في تاريخه كما سيأتي.

قال ابن حبان (8/ 45): أحمد بن عبد الجبار العطاردي أبو عمر من أهل الكوفة يروى عن أبى بكر بن عياش وابن إدريس ثنا عنه أصحابنا ربما خالف لم أر في حديثه شيئا يجب أن يعدل به عن سبيل العدول إلى سنن المجروحين.

وقال ابن عدي (الكامل: 1/ 380): أحمد بن عبد الجبار أبو عمر العطاردي الكوفي، رأيت أهل العراق مجمعين على ضعفه، وكان أحمد بن محمد بن سعيد لا يحدث عنه لضعفه وذكر أنَّ عنده عنه قمطراً، على أنَّه لا يتورع أن يحدث عن كل أحد، ........ ولا يعرف له حديث منكر رواه، وإنما ضعفوه أنه لم يلق من يحدث عنهم.

وقال الخطيب (تاريخ بغداد: 4/ 261): أحمد بن عبد الجبار بن محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب بن زرارة أبو عمر التميمي المعروف بالعطاردى من أهل الكوفة قدم بغداد وحدث بها .... أنبأنا أبو سعيد الماليني أخبرنا عبد الله بن عدى الحافظ قال: أحمد بن عبد الجبار العطاردي رأيت أهل العراق مجمعين على ضعفه، وكان أحمد بن محمد بن سعد لا يحدث عنه، وذكر أن عنده عنه الكثير، قال ابن عدى: والعطاردي لا اعرف له حديثا منكرا رواه إنما ضعفوه لأنه لم يلق القوم الذين يحدث عنهم، أخبرنا أحمد بن أبى جعفر القطيعي أخبرنا أبو عمر وعثمان بن محمد بن أحمد ابن العباس المخرمي حدثنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي قال: قال: محمد بن عبد الله الحضرمي أحمد بن عبد الجبار العطاردي كان يكذب، قال لي بعض شيوخنا: إنما طعن على العطاردي من طعن عليه بأن قال الكتب التي حدث منها كانت كتب أبيه فادعى سماعها معه، أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الاصم قال سمعت أبا عبيدة السرى بن يحيى بن اخى هناد وسأله أبى عن العطاردي أحمد بن عبد الجبار فقال ثقة، وأخبرنا أبو سعد الماليني إجازة حدثنا عبد الله بن عدى حدثنا محمد بن أحمد ابن حمدان قال: حدثني أبو بكر بن صدقة، قال: سمعت أبا كريب يقول: قد سمع أحمد بن عبد الجبار العطاردي من أبى بكر بن عياش حدثني على بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول سألت أبا الحسن الدارقطني عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي فقال: لا باس به، أثنى عليه أبو كريب، ... أخبرني أبو القاسم الازهري قال:قال لنا أبو بكر محمد بن حميد بن محمد اللخمي: سمعت القاضى أبا الحسن محمد بن صالح الهاشمي يقول: حدثني محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع حدثني أبى قال: ابتدأ أبو كريب محمد بن العلاء يقرأ علينا كتاب المغازي ليونس بن بكير فقرأ علينا مجلسا أو مجلسين فلغط بعض أصحاب الحديث، فقطع قراءته وحلف لا يقرؤه علينا فعدنا إليه فسألناه فأبى وقال: امضوا إلى عبد الجبار العطاردي فإنه كان يحضر سماعه معنا من يونس فقلنا له: فان كان قد مات قال اسمعوه من ابنه أحمد فإنه كان يحضره معه، فقمنا من عنده ومعنا جماعة من أصحاب الحديث فسألنا عن عبد الجبار فقيل لنا: قد مات، وسألنا عن ابنه فدللنا على منزله فجئناه فاستأذنا عليه وعرفناه قصتنا مع أبى كريب وأنَّه دلنا على أبيه وعليه وكان أحمد يلعب بالحمام الهدى فقال لنا: مذ سمعناه ما نظرت فيه ولكن هو في قماطر فيها كتب فاطلبوه فقمت فطلبته فوجدته وعليه ذرق الحمام وإذا سماعه مع أبيه بالخط العتيق فسألته أن يدفعه إلى ويجعل وراقته لي، ففعل هذا الكلام أو نحوه قلت كان أبو كريب من الشيوخ الكبار الصادقين الابرار وأبو عبيدة السرى بن يحيى شيخ جليل أيضا ثقة من طبقة العطاردي وقد شهد له أحدهما بالسماع والآخر بالعدالة، وذلك يفيد حسن حالته وجواز روايته إذ لم يثبت لغيرهما قول يوجب إسقاط حديثه واطراح خبره، فاما قول الحضرمي في العطاردي أنه كان يكذب فهو قول مجمل يحتاج إلى كشف وبيان؛ فإن كان أراد به وضع الحديث فذلك معدوم في حديث العطاردي، وإن عنى أنه روى عمن لم يدركه فذلك أيضا باطل لأن أبا كريب شهد له أنه سمع معه من يونس بن بكير، وثبت أيضا سماعه من أبى بكر بن عياش فلا يستنكر له السماع من حفص بن غياث وابن فضيل ووكيع وأبى معاوية لأن أبا بكر بن عياش تقدمهم جميعا في الموت، وأما ابن إدريس فتوفى قبل أبى بكر بسنة وليس يمتنع سماعه منه لأن والده كان من كبار أصحاب الحديث فيجوز أن يكون بكَّر به، وقد روى العطاردي عن أبيه عن يونس بن بكير أوراقا من مغازي بن إسحاق، ويشبه أن يكون فاته سماعها من يونس فسمعها من أبيه عنه وهذا يدل على تحريه للصدق وتثبته في الرواية والله اعلم.

فهذا دفاع طويل عن العطاردي هذا وبخاصة في مواجهة مقولة محمد بن عبدالله الحضرمي المعروف بمطيَّن الذي صرح بتكذيبه، ومع أن الرجل قد لا يكون كذاباً بالمعنى المتعارف عليه، من الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم ووضع االحديث، أو التهمة، إلا أنَّه لا يصل إلى درجة الثقة كذلك أو من يُقبل حديثه، لقول ابن عدي: رأيتهم مجمعين على ضعفه، ولترك ابن عقدة حديثه، وتجنب ابن أبي حاتم الحديث عنه كما ذكر في ترجمته في الجرح والتعديل.

يتبع إن شاء الله .....

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير