تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال المنذري (الترغيب 1/ 50): عند تعليقه على حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قليل العلم خير من كثير العبادة وكفى بالمرء فقها إذا عبد الله وكفى بالمرء جهلا إذا أعجب برأيه))، رواه الطبراني في الأوسط وفي إسناده إسحاق بن أسيد وفيه توثيق لين، ورفع هذا الحديث غريب.

وقال المناوي في فيض القدير 1/ 498 أثناء شرحه لحديث استقيموا ونعما إن اسقمتم ... : قال مغلطاي: فيه إسحاق بن أسيد، وهو وإن ذكره ابن حبان في الثقات فقد وصفه بالخطأ، وقال ابن عدي: هو مجهول، أي جهالة حال لا جهالة عين، وقد عيب على مسلم إخراج حديثه والبخاري لم يخرج حديثه محتجا به بل تعليقا، وليس هو ممن يقوم به حجة، وروايته عن أبي أمامة منقطعة مع ضعفها.

وهذا من المناوي ومن مغلطاي من قبله يرحمهما الله وهم وخطأ ولعل إسحاق بن أسيد قد اختلط على مغلطاي بآخر، لأني لم أجد رواية لابن أسيد هذا في البخاري ولا في مسلم، وقد سبق إلى هذا النقد أحمد بن الصديق الغماري يرخمه الله في ((المداوي)): 1/ 539: فقال: هذا خبط من القائل والناقل، فإسحاق بن أسيد لم يروِ عن أبي أمامة، بل رواه عن أبي حفص الدمشقي عن أبي أمامة. ثم إن إسحاق بن أسيد لم يخرج له أحد من الشيخين لا تعليقاً ولا احتجاجاً، وإنما روى له أبو داود وابن ماجه، وقال الأزدي: منكر الحديث، تركوه، والذي قيل فيه لم يسمع من أبي أمامة هو أبو حفص، فما أدري ما هذا التخليط؟

قلت: فالغماري وإن وُفق في نقد هذه الرواية من هذا الجانب، إلا إنه لم يُشر إلى التخليط الذي حصل لبعض المؤلفين في نقلهم رمي ابن عدي لهذا الراوي بالجهالة، وابن عدي لم يذكر هذا الراوي في كامله، لذا استدركه عليه النباتي في الذيل على الكامل، وبيَّن ابن حجر أيضاً في كتاب التهذيب أن المراد أبو أحمد الحاكم صاحب الكنى وليس أبا أحمد بن عدي صاحب الكامل، بالرغم من أن الغماري قد أخذ الحكم على الرجل من كتاب التهذيب لابن حجر!!.

والذي يظهر لي أن هذا الروي قد تكلم فيه بعض المتقدمين، فضعفوه أو جهّلوه، وهو إلى الجهالة أقرب، حتى أن ابن حبان مع ذكره له في الثقات ذكر ما يغمز فيه وهو وصفه له بالخطأ، ولا يُروى ما يفيد اتهامه إلا ما نقله ابن حجر عن الأزدي، ومعلوم ما للأزدي من مجازفات، وإطلاق للعنان في الجرح واتهام الرواة، ولقد مرَّ معنا أكثر من راوٍ ينطبق عليهم هذا الوصف، لذا أرى أن وصف هذا الراوي بالضعف أو الجهالة أصدق في وصف حاله والله أعلم.

يتبع إن شاء الله تعالى ........

ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[25 - 03 - 06, 07:17 م]ـ

34 – إسحاق بن عبد الواحد، قال الذهبي (الميزان: 1/ 194 - 195): إسحاق بن عبد الواحد القرشى الموصلي. عن مالك. قال أبو على الحافظ: متروك الحديث. قال إسحاق بن سيار النصيبى: حدثنا إسحاق بن عبد الواحد، عن هشيم، عن عبدالرحمن بن إسحاق، عن محارب بن دثار، عن صلة، عن حذيفة - مرفوعا: النظرة سهم من سهام إبليس مسموم، فمن تركها لله آتاه الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه.

وقال عبدالرحمن بن أحمد الموصلي - ولا أعرفه -: حدثنا إسحاق بن عبد الواحد، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعا: أسرى بى البارحة جبرائيل، فأدخلني الجنة الحديث، لكن قال الخطيب: الحمل فيه على عبدالرحمن، ثم قال: وإسحاق ابن عبد الواحد الموصلي لا بأس به، قلت: بل هو واهٍ.

وقال ابن الجوزي (الضعفاء والمتروكين: 1/ 102): إسحاق بن عبد الواحد القرشي الموصلي يروي عن مالك قال أبو علي الحافظ: متروك الحديث.

وقال المزي في (تهذيب الكمال: 2/ 454) بعد أن ذكر شيوخه ومن روى عنه: قال أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس بن القاسم الأزدي الموصلي في الطبقة الخامسة من أهل الموصل: ومنهم إسحاق بن عبد الواحد القرشي كثير، الحديث رحال، فيه أكثر عن المعافى ونظرائه من المواصلة وسمع من مالك بن أنس وذكر جماعة آخرين ثم قال: وصنف وكتب الناس عنه وتوفي في سنة ست وعشرين ومئتين روى له النسائي حديثاً واحداً عن المعافى عن عبد الحميد بن جعفر عن سعيد المقبري عن عطاء مولى أبي أحمد عن أبي هريرة بعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثاً فاستقرأهم الحديث، وقال: إسحاق بن عبد الواحد لا أعرفه، وعبد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير