[التنبيه لأمر خطير .. وشر مستطير .. يا أهل الحديث]
ـ[يحيى العدل]ــــــــ[18 - 04 - 02, 07:15 م]ـ
الحمد لله رب العالمين .. ولا عدوان إلا على الظالمين .. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له .. إله الأولين والآخرين .. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله .. إمام المتقين .. المبعوث رحمة للعالمين .. وعلى آله الطيبين الطاهرين .. وصحبه الغر الميامين .. والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..
أما بعد: فسلام الله ورحمته وبركاته عليكم أجمعين .. نعم في هذا اليوم الخامس من صفر لسنة ثلاث وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة الشريفة .. نظرت في كتاب حول الإمام أبي حنيفة (رحمه الله) ..
كان في مكتبتي منذ ما يُقارب العشر سنين .. وهو بعنوان (مكانة الإمام أبي حنيفة بين المحدثين) وهذا الكتاب صدر عام (1413هـ ـ 1993م) في مكة المكرمة.
وقد نال به الباحث شهادة الدكتوراه بمرتبة الشرف من جامعة الدراسات الإسلامية في باكستان.
وقد آلمني جدًا ما تفوه به الباحث في ثنايا كتابه .. من تهجم على أئمة الحديث .. واتهامهم بالتعصب والحسد .. (وذلك زمن صدور الكتاب) ..
وكنت أقول سيأتي من يرد عليه .. ويدحض بعض شبه هذا الكتاب ..
ولكن .. !! مرت السُّنون .. لم أر من ناقشه .. أو رد عليه بعض ما ذهب إليه من إجحاف وجناية .. ضد أهل الحديث ..
وكنت أقول: أين أهل الحديث؟!! .. أين أهل السعي الحثيث؟!!
أين أهل الفضل والخير .. في دفع الظلم والضير عن الحارث بن عمير؟!!
هل من مُبارك يمنع القول بتناقض ابن المُبارك؟!!
هل من معين .. لما دُهي به ابن معين .. ؟!!
هل من منافح عن الإمام أحمد .. ذي المحامد .. ؟!!
هل من مُدافع عن البخاري ومُسلم .. صاحبي الصحيح .. والقول الرجيح؟!!
هل من عاقل درأ عن العقيلي .. ؟!!
هل من مؤازرٍ لابن حبان .. يرد ما رُمي به من شنآن؟!!
هل من رادٍ على الاعتداء على ابن عدي .. ؟!!
هل من خطيب يمنع ما دُهي به الخطيب .. ؟!!
فلما لم أر من له تصدى .. ارتقيت هذا المُرتقى .. مع أن غيري كان أولى به وأحرى ..
لكن لعل لهم عذرًا .. وأنت تلوم ..
إنه دفاع عن المحدثين .. لا طعنًا في أبي حنيفه .. (فهو إمام علم في الفقه والاستنباط .. إمام في الزهد والورع) ..
ولا يعيبه أن تكون بضاعته في الحديث مُزجاه .. أو أنه لم يُذكر في عداد أهل الصناعة والدراية .. ومن قال ذا يعيبه؟!!
فهذا الشأن لكل من انصرف لفن دون آخر.
قال الذهبي في السير (5/ 260) في ترجمة عاصم: ((وما زال في كل وقت يكون العالم إماما في فن مقصرا في فنون ..
وكذلك كان صاحبه حفص بن سليمان ثبتًا في القراءة واهيًا في الحديث ..
وكان الأعمش بخلافه كان ثبتا في الحديث لينا في الحروف .. فإن للأعمش قراءة منقولة في كتاب (المنهج) وغيره لا ترتقي إلى رتبة القراءات السبع .. ولا إلى قراءة يعقوب وأبي جعفر والله أعلم)). اهـ.
يا من تنشدون الكمال لأبي حنيفة .. (من كل وجه) .. لقد سودتم الصحيفة .. برميكم المحدثين بالتعصب والحسد!!
وبهذا أسقطتم كبار القوم .. (للدفاع عن رجل واحد) ..
اعترف له الكل بفضله .. وتقدمه في فنه ..
ونطق المحدثون بضعفه في الحديث .. وفق ما تقتضيه الأمانة والديانة .. (ودل على ذلك الشواهد والواقع) ..
أمانة حملوها فوق أعناقهم لم يسعهم السكوت عنها ..
ما أتوا ظلمًا ولا هضمًا .. أنزلو أبا حنيفة منزلة غيره من المحدثين .. ممن لا يُحصون عدًا .. مروا جميعهم على ميزان النقد .. لم يحابوا والدًا ولا ولدًا .. قريبًا ولا بعيدًا .. شريفًا ولا وضيعًا .. أميرًا ولا وزيرًا ..
إنها الأمانة والعدالة .. صيانة لحديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
فلماذا ترون هذا واجبًا في حق جميع الرواة .. دفاعًا عن السنة ..
وترونه ظلمًا وحسدًا .. في حق فرد واحد .. أليس هذا هو التعصب؟!!
فآن .. ثم آن لي .. بعد صمت سنين .. أن أنطق بالحق ليستبين ..
نعم لقد استخرت الله في نقد بعض فصول الكتاب الهامة ..
فكأن قد .. فانتظروا .. إن غدًا لناظره قريب.
وكتبه لكم (ابن آدم) بعد عصير يوم الخميس الخامس من شهر صفر لسنة ثلاث وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة الشريفة.
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[18 - 04 - 02, 08:38 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي الفاضل.
والكتاب المذكور كتاب سيء للغاية.
¥