وقال علي عن القطان (انظر: (التاريخ الكبير للبخاري: 1/ 361): لا بأس به ما 0سمعت أحداً يذكره إلا بخير، وما تركه أحد، وقال أبو طالب عن أحمد: ثقة، وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي قال: قال يحيى بن معين يوماً عند عبد الرحمن بن مهدي وذكر إبراهيم بن مهاجر والسدي فقال يحيى: ضعيفان، فغضب عبد الرحمن وكره ما قال، قال عبد الله سألت: يحيى عنهما فقال:متقاربان في الضعف، وقال الدوري عن يحيى: في حديثه ضعف، وقال الجوزجاني: هو كذاب شتام، وقال أبو زرعة: لين، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال النسائي في الكنى: صالح، وقال في موضع آخر: ليس به بأس، وقال ابن عدي (الكامل: 1/ 276 - 277): له أحاديث يرويها عن عدة شيوخ، وهو عندي مستقيم الحديث صدوق لا بأس به، وقال أبو العباس بن الأخرم: لا ينكر له بن عباس قد رأى سعد بن أبي وقاص.
قلت (ابن حجر): وقال حسين بن واقد: سمعت من السدي، فأقمت حتى سمعته يتناول أبا بكر وعمر فلم أعد إليه، وقال الجوزجاني (أحوال الرجال: 54): حدثت عن الفاء عن ليث يعني بن أبي سليم قال: كان بالكوفة كذابان فمات أحدهما؛ السدي والكلبي، كذا قال وليث، أشد ضعفا من السدي، وقال العجلي: ثقة عالم بالتفسير، راوية له وقال العقيلي: ضعيف وكان يتناول الشيخين، وقال الساجي: صدوق فيه نظر، وحكى عن أحمد أنه ليحسن الحديث إلا أن هذا التفسير الذي يجيء به قد جعل له إسناداً واستكلفه، وقال الحاكم في المدخل في باب الرواة الذين عيب على مسلم إخراج حديثهم تعديل عبد الرحمن بن مهدي أقوى ثم مسلم ممن جرحه مفسر وذكره بن حبان في الثقات (4/ 20 – 21)، وقال الطبري لا يحتج بحديثه.
وقال البخاري في (التاريخ الكبير: 1/ 361): قال لنا مسدد حدثنا يحيى قال سمعت بن أبي خالد يقول: السدي أعلم بالقرآن من الشعبي، قال علي: وسمعت يحيى يقول: ما رأيت أحداً يذكر السُّدي إلا بخير، وما تركه أحد، وانظر: التاريخ الصغير: 312.
وترجمه ابن عدي في (الكامل: 1/ 276 - 277): وأسند غالب ما ذكره ابن حجر في التهذيب.
وذكره الذهبي في (الميزان 1/ 395) وذكر أقوال موثقيه ومضعفيه، لكنه لم يذكر رأي من كذبه، لأنه لا يرى الأمر كذلك، لذا ذكره في جزء من تكلم فيه وهو موثق: 46 وقال: إسماعيل بن عبدالرحمن السدي الكوفي، عن أنس ورأى أبا هريرة وثقه بعضهم وقال أبو حاتم لا يحتج بقوله وقال أبو زرعة لين.
وقال ابن الجوزي (الضعفاء 1/ 115): إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة المعروف بالسدي مولى بني هاشم كوفي يروي عن أنس وعن مرة عن عبد الله ضعفه ابن مهدي ويحيى بن معين وكذبه.
قلت: لقد تقدَّم النقل عن إمام هذا الفن وهو البخاري رحمه الله عن يحيى أن إسماعيل هذا لم يتركه أحدٌ، ولم يذكره أحدٌ إلا بخير، واستشهد به مسلم يرحمه الله تعالى، ووثقه أحمد، ورضيه القطان، وقال عنه النسائي: صالح، ومال ابن معين إلى تضعيفه، إلا ما نقله ابن الجوزي رحمه الله من أنَّ ابن معين كذَّبه، والواقع أنَّ أوهام ابن الجوزي في مجال الرجال كثيرة، وقد بينت بعضها في هذا البحث، إذ إنني لم أجد هذا النقل عن ابن معين، ولعله اختلط على ابن الجوزي السدي الكبير بالسدي الصغير، والله أعلم.
أما تكذيب الجوزجاني له فمما لا يُعتد به لأن من هم أرسخ في العلم منه وأثبت لم يذكروا هذا ولا قريباً منه، وكلامهم مقدَّم على كلامه، ثم إنَّ ما يجعلنا لا نقبل كلام الجوزجاني اختلاف المذهب، ولا يخفى ما في ذلك من مدعاة لرمي المخالف بأقذع الصفات، ولهذا ذكره الذهبي في جزء من تُكلِّم فيه وهو موثق، لذا فإني لا أميل إلى رأي من رماه بالكذب، فهو بين الثقة والضعف، ولو أخذنا بقول من وصفه بالصدوق لا نكون أبعدنا عن وصف حاله والله أعلم.
يتبع إن شاء الله تعالى ...........
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 12 - 06, 06:16 م]ـ
بارك الله بكم. الصواب في السدي أنه يكذب. ومن جرحه أكثر ممن وثقه. ينظر هنا: http://www.ibnamin.com/tafsir_takhrij.htm# السدي
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 12 - 06, 10:00 ص]ـ
شيخنا الفاضل ذكرتم
(ومن جرحه أكثر ممن وثقه)
وكما لايخفى عليكم
التجريح شيء والتكذيب شيء آخر
ثم الصواب أنه لا يكتفى بالكثرة العددية في الترجيح بين الأقوال
بل إلى القرائن العلمية الدقيقة
ثم هناك أمر آخر هو الوقوف عند عمل الأئمة
وأما تكذيب الجوزجاني فلعله لما بلغه عن ليث بن أبي سليم
ولو صح ذلك عن الليث فقد أخطأ الليث
فأين الكلبي وأين السدي
ويكفي عبارة إمام الجرح والتعديل القطان
تنبيه
كلامنا هنا ليس عن التجريح بل عن التكذيب
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[03 - 12 - 06, 05:14 م]ـ
بارك الله فيكما، وآسف لأنني لم أر المداخلتين إلا اليوم السبت، والحق أن ما قاله الأخ الفاضل ابن وهب صواب، ولعلي أعود مرة أخرى للنقول التي أشرت إليها أيها الأخ محمد، وعند إعدادي لهذه الترجمة لم أشأ أن أتتبع كل شيء، ولكن ذكر علماء الجرح والتعديل أن الجرح أولى بليث بن أبي سليم من السدي، فكيف نقبل منه تجريحاً للرواة، وكما قلت إن لي عودة على هذه الترجمة إن شاء الله تعالى، لا سيما ما شاب هذه النقول التي نقلها صاحب الترجمة من تصحيفات وتحريفات أدت إلى زيادة عدد المكذبين والمجرحين بغير وجه حق.
¥