تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من ابن آدم للاخوة الأكارم سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركات .. أما بعد: فهذه تنبيهات حول المسألة المطروحة.

التنبيه الأول: عنوان النِّكات سيكون ((دفاعًا عن المحدثين لا طعنًا في أبي حنيفة)) ..

وستتناول بأذن الله (تعالى) أهم فصول الكتاب .. وهو الفصل الثاني من الكتاب (أبو حنيفة بين الجرح والتعديل) وهو عصب الكتاب ولبابه.

لكن سأتعرض بين يدي ذلك لمقدمات هامة .. منها عرض منهجي لموضوع الكتاب .. وخطته .. ومنهجه .. وهذا سنأخذه من كلام الباحث ..

وسنرى .. هل التزام بما شرطه على نفسه .. أم لا؟

وسنرى مدى التزامه بالمنهج العلمي في النقد .. وتحرير أو جه الخلاف .. وما إلى ذلك.

التنبيه الثاني: لا يفهم البعض أن الباحث المذكور تهجم على الأئمة أعلاه بأعيانهم .. هذا لم يفعله .. إلا في بعضهم .. وعمم تعريضًا .. وتلميحًا .. بالآخرين .. وهذا يفهمه كل من قرأ الكتاب .. وهذا على طريقة كل من كتب من هؤلاء الناس دفاعًا عن أبي حنيفة .. لأنهم لن يستطيعوا الطعن في البخاري أو مسلم ونحوهما .. علانيةً .. (وإلا لما سكت عنهم أحد).

لكنهم يستخدمون ألفاظًا مجملة .. فإذا نظرت على من تنطبق صح لك أن المراد من ضعف أبا حنيفة من أساطين الجرح والتعديل .. ليس إلا!!

ولعل هذا هو سر سكوت كثير من الباحثين عن مثل هذا الكتاب ..

ولكن أكثر ما لفت انتباهي في الكتاب .. هو عدم التزام الباحث بالعدل في المحاكمة بين أهل الحديث .. وخصومهم من أهل الرأي (إن صح التعبير) .. وعدم التزامه بتطبيق قواعد الجرح والتعديل .. فهو يستخدم القاعدة إذا كانت في الرد على أخصامه .. وإذا كان القول عليه ولازم له .. رده بعبارات مجملة .. (كما سيأتي في مواضعه).

عدم ذكره أو إشارته للكوثري وردوده على الخطيب في (تأنيبه) .. مع أن نفس الكوثري في ردوده .. تلمسها في هذا الكتاب.

عدم تعرضه لدفاع ابن جلدته .. (وبلديه) ذهبي العصر (المعلمي) عن كثير من المحدثين الذين نبزهم الكوثري في كتابه المذكور .. لا بالتأييد .. ولا بعدمه ..

ولا أظن كاتبًا يكتب في مثل هذا الموضوع .. ثم يهمل تلك المناظرة والردود ببين الاثنين ..

وهذا سكوت .. مريب .. مريب .. مريب .. !!!!!

وسوف أنقل كلامه بحروفه .. قبل التعقيب عليه في أي مسألة ..

وستكون تلك (النِّكات) مفردة عن هذه المشاركة ..

وأنا الآن بصدد استعراض الكتاب مرةً أخرى .. للاعداد للرد .. فانتظروا ..

التنبيه الثالث: شكر الله لك أخي (الناصح) .. ولكن قد نضظر اضطرارً .. لذكر بعض أقوال المحدثين التي .. طواها الباحث تلبيسًا .. (أو جهلاً) لأنه يعلم أنها تلجمه .. وأنه ليس مردها للحقد والحسد كما زعم .. لأنها صدرت من أناس .. لا يمكن الطعن في صدقهم وعدالتهم ..

أما ما رمي به من افتراء وظلم .. ككثير مما نقل الخطيب .. فلن نكابر ونقول إنه صحيح .. خاصةً ما له تعلق بالطعن في دينه وعدالته ..

أما قضايا الضبط والوهم والخطأ في الحديث .. فقد سارت الركبان بذكر أوهام الأئمة الكبار .. شعبة .. والثوري .. وابن عيينة .. وغيرهم .. من الكبراء .. ولم تكن يومًا ما طعنًا فيهم .. ولا نزولاً بهم عن قدرهم .. كذا ينبغي أن نفرق بين الكلام في العدالة .. وفي ضبط الراوي ..

فلا أعرف في تاريخ المحدثين قديمًا وحديثًا .. أنه سُكت عن أوهام راو أو غلطه .. إلا هذه الشنشنة حول أبي حنيفة (رحمه الله) ..

ومن كثرة ما رُدد هذا الكلام بين الشيوخ وطلابهم .. أحجم كثير من الناس عن الحديث في هذه القضية .. وكان الضحية في النهاية .. هم علماء الحديث الذين ضعفوا أبا حنيفة .. كما آل إليه الباحث في نتيجة كتابه في فصل خاص بعنوان (القول الفصل في توثيق أبي حنيفة).

حيث قال في مطلعه:

((بعد أن ذكرنا فيما تقدم أقوال المجرحين والمعدلين، ورأينا أن الذين جرحوا أبا حنيفة: إما متعصب أو حاسد ... )).

فالله أسأل أن يرزقنا الأنصاف .. والعدل مع الموالف والمخالف ..

وفق الله الجميع لكل خير. والسلام معاد.

وكتب ابن آدم بعد ظهيرة الجمعة السادس من صفر لسنة ثلاث وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة الشريفة.

ـ[ابن معين]ــــــــ[19 - 04 - 02, 04:11 م]ـ

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير