[سبب قلة مرويات علي وابن عباس، رضي الله عنهما، في الموطأ]
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[10 - 06 - 05, 04:06 ص]ـ
قال الزرقاني:" وروى الخطيب عن أبي بكر الزبيري، قال: قال الرشيد لمالك: لم نر في كتابك ذكراً لعلي وابن عباس، فقال: (لم يكونا ببلدي ولم ألق رجالهما).
قال الزرقاني فإن صح هذا فكأنه أراد ذكرا كثيرا، وإلا ففي الموطأ أحاديث عنهما" اهـ.
شرح الزرقاني على الموطأ، ج1 ص 13 ط د الكتب العلمية.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 06 - 05, 06:31 ص]ـ
### لقد أمضى ###علي بالمدينة### أكثر مما أمضى بالكوفة، رضي الله عنه.
(###حرره المشرف###).
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[11 - 06 - 05, 10:00 م]ـ
الحمد لله.
###
إن أي دراس لتاريخ الفقه الإسلامي يعلم جيدا أن من الأوليات المذكورة في هذا العلم، أن فقه الصحابة الأخيار قد توزع في المدارس الفقهية المختلفة بنسب متفاوتة حسب ما وصل إلى مؤسسي هذه المدارس، ثم جاء من تأخر نسبيا من هؤلاء - مثل الإمام أحمد رحمه الله - فجمع كل ما وصل إليه من فقه الصحابة الكرام، فكان محل نظره واجتهاده، ومصدرا أصيلا من مصادر فقهه. مثلما كان نبراسا وهدى لمن قبله من الأئمة، وإن كان قد فاقهم في كثرة جمعه لفقههم وأقضيتهم، بحكم تأخره، وكثرة رحلته، وإمامته في علم الحديث.
فقد علم الناس قاطبة أن فقه أهل المدينة يرجع في أصوله الأولي إلى فقه الخليفتين الراشدين عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان - رضي الله عنهما - و عبد الله بن عمر، وزيد بن ثابت ... وغير هؤلاء ممن حفظ الناس عنهم العلم والفتوى بالمدينة المنورة - ويدخل في هؤلاء ضمنا أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أثناء إقامته بالمدينة - ومن هؤلاء انتقل إلى تلاميذهم من فقهاء التابعين كما هو معروف في مظانه.
واستأثر أئمة الفقه بالكوفة - رحمهم الله كافة - بفقه الخليفة الراشد علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وفقه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - بحكم إقامتهما بينهم، فصارا لهما تلاميذ وأتباع دونوا فقههما وأقضيتهما يعرفهم القاصي والداني ...
كما استأثر أهل مكة ومن حولها بعبد الله بن عباس - رضي الله عنه - وتلاميذه من بعده، عطاء ...
ومع هذا كله فلم تخل المدرسة المدنية من فقه الخليفة الراشد علي بن أبي طالب و أقضيته ولا من فقه ابن مسعود ...
كما لم تخل الكوفة من فقه عمر وزيد وابن عمر - رضي الله عنهم -.
فقول الإمام مالك - رحمه الله - في حق علي وابن عباس -رضي الله عنهما - إن صح عنه، هو في محل الصدق ولا شك، فلم يكونا ببلده في أخريات حياتهما، بل كان ابن عباس بمكة، وبعدها بالطائف، وعلي - رضي الله عنه - خرج إلى العراق، واستشهد بالكوفة كما هو معروف، وفي كلا المكانين لهما دوّن الناس عنهما فقههما وأقضيتهما ... والكثير من الأحاديث، ومالك - رحمه الله - لم يبرح المدينة في طلب العلم -- كما عابه بذلك صاحبنا في مقاله - وبذلك لم يلق في - الغالب - رجالهما، فقد كانا بالعراق ومكة.
ونظرة - عجلى - لمن رزقه الله الإنصاف - في موسوعة مسند علي - مثلا - من عمل وجمع يوسف أزبك، وتحديدا في المجلدات الثلاث الأول منها، يجد أن من أكثر الناس رواية عن الإمام علي هم أهل الكوفة، فمن المكثرين:
الأصبغ بن نباته، وهب بن عبد الله أبو جحيفة، الحارث الأعور، الحارث بن مضرب، حبة بن جوين، حنش بن المعتمر، ربيعة بن عمرو، زر بن حبيش، زيد بن وهب، سويد بن سعيد، الشعبي، ويجد من بين أشهر من حفظ حديث علي وفقهه: إبراهيم النخعي، و أبا إسحاق السبيعي، والأعمش، وأبو الختري. وكل هؤلاء كوفيون.
بينما يجد من البصريين: أبو الأسود الدؤلي، و خلاس بن عمرو.
ويجد من بين من اشتهر بحفظ فقه الصحابي الجليل وأحاديثه من البصرة: الحسن البصري.
وأما من أهل المدينة فيجد ممن أكثر عنه: سعيد بن المسيب. وسعيد - رحمه الله - توفي قبل مولد مالك بعدة سنوات.
هذا ما رأيته في المجلدات الثلاث الأول، وتركت النظر في باقي الأربعة الأخرى.
مع العلم أن مرويات الإمام علي في كتب السنة: خمسمائة و ثلاثون حديثا تقريبا، كما في رسالة ابن حزم المطبوعة في جوامع السيرة، وثمانون بدل ثلاثين في رسالة الحافظ بقي بترتيب ابن حزم. وأنا أذكر هذا من الذاكرة فأرجو أن لا أكون قد أخطأت في العدد.
المتحصل من هذا كله: أن الأمر ليس راجعا إلى طول الإقامة أو قصرها؛ بل هو راجع إلى من حفظ عن هؤلاء علمهم، فدونه ومحصه، ونقله سليما إلى الجيل الآتي.
بقي أن أشير في نهاية هذه العجالة إلى ان الرواية عن ابن عباس في الموطأ تعدت الخمسين مرة، بين رواية حديث نبوي، أو نقل فتوى عنه، أو بيان منه لأمر ما.
وجاء ذكر الخليفة الراشد علي بن أبي طالب في الموطأ حوالي ثلاث عشرة مرة.
عدا ما نقل عن الإمام مالك تلاميذُه من احتجاجه بفقه علي وروايته وأقضيته ... في غير الموطأ.
كتبه باستعجال: أبو عبد الله.
¥