" فمن أراد أن يقبل قول العلماء الثقات الأئمة الاثبات بعضهم في بعض فليقبل قول من ذكرنا قوله من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين بعضهم في بعض فإن فعل ذلك ضل ضلالاً بعيداً وخسر خسراناً مبيناً.
الوجه الثالث:
الصاعقة على رؤوسكم أنه إن كان كل طعنكم هذا من أجل من صحح ما جاء في الطعن في أبي حنيفة فهاكم كلام "الإمام الحافظ الكبير" كما تسمونه وهو ابن الجوزي اطعنوا فيه واجعلوه وهابياً بعد أن كان عندكم من فضلاء الحنابلة
قال في ترجمة الإمام أبو حنيفة في المنتظم: ((نعمان بن ثابت أبو حنيفة التيمي إمام أصحاب الرأي. ولد سنة ثمانين رأى أنس بن مالك وسمع من عطاء بن أبي رباح ...
[ثم قال:] لا يختلف الناس في فهم أبي حنيفة وفقهه. كان سفيان الثوري وابن المبارك يقولان: أبو حنيفة أفقه الناس. وقيل لمالك: هل رأيت أبا حنيفة فقال: رأيت رجلاً لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهباً لقام بحجته. قال الشافعي رحمة الله عليه: الناس عيال على أبي حنيفة في الفقه.
وبعد هذا فاتفق الكل على الطعن فيه ثم انقسموا على ثلاثة أقسام:
ا- فقوم طعنوا فيه لما يرجع إلى العقائد و الكلام في الأصول.
ب-وقوم طعنوا في روايته وقلة حفظه وضبطه.
ت-وقوم طعنوا لقوله الرأي فيما يخالف الأحاديث الصحاح.
فأما القسم الأول:
[نقل بإسناده عن] حمزة بن الحارث بن عمير عن أبيه قال: سمعت رجلاً يسأل أبا حنيفة في المسجد عن رجل قال: أشهد أن الكعبة حقٌ ولكن لا أدري هي هذه التي بمكة أم لا فقال: مؤمن حقاً. وسأله عن رجل قال: أشهد أن محمداً عبد الله نبي ولكن لا أدري هو هذا الذي قبره بالمدينة أم لا قال: مؤمن حقاً. قال الحميدي: ومن قال هذا فقد كفر.
[ثم نقل بإسناده عن] يحيى بن حمزة: أن أبا حنيفة قال: لو أن رجلاً عبد هذا البغل يتقرب به إلى الله لم أر بذلك بأساً.
[ثم نقل بإسناده عن] أبا إسحاق الفزاري يقول: سمعت أبا حنيفة يقول: إيمان أبي بكر الصديق وإيمان إبليس واحد قال إبليس: يا رب. وقال أبو بكر: يا رب. قال أبو إسحاق: ومن كان من المرجئة ثم لم يقل هذا أنكر عليه قوله.
[ثم نقل بإسناده عن] عبد الله بن محمد بن عمر قال: سمعت أبا مسهر يقول: كان أبو حنيفة رأس المرجئة.
[ثم نقل بإسناده عن] أبو بكر أحمد بن علي الحافظ قال: المشهور عن أبي حنيفة أنه كان يقول بخلق القرآن ثم استتيب منه.
وأخبرنا الخلال قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا عمر بن الحسن القاضي قال: حدثنا العباس بن عبد العظيم قال: حدثنا أحمد بن يونس قال: كان أبو حنيفة في مجلس عيسى بن موسى فقال: القرآن مخلوق. فقال: أخرجوه فإن تاب وإلا فاضربوا عنقه.
[ثم نقل بإسناده عن] شريكاً قال: استتيب أبو حنيفة مرتين.
[ثم نقل بإسناده عن] يوسف بن أسباط يقول: قال أبو حنيفة: لو أدركني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدركته لأخذ بكثير من قولي.
القسم الثاني: أنهم ضعفوه لعلة حفظه وضبطه وكثرة خطأه
[ثم نقل بإسناده مجموعة من الآثار ثم قال]
القسم الثالث: قوم طعنوا فيه لميله إلى الرأي المخالف للحديث الصحيح وقد كان بعض الناس يقيم عذره ويقول: ما بلغه الحديث وذلك ليس بشيء لوجهين:
أحدهما: أنه لا يجوز أن يفتي من يخفى عليه أكثر الأحاديث الصحيحة.
والثاني: أنه كان إذا أخبر بالأحاديث المخالفة لقوله لم يرجع عن قوله.
[ثم نقل بإسناده مجموعه من الآثار ثم قال]
فأما المسائل التي خالف فيها الحديث فكثيرة إلا أن من مشهورها الذي خالف فيه الصحاح: [ثم ذكر مجموعة من المسائل ثم قال]
فهذا من مشهور المسائل والمتروك أضعافه ولكونه خالف مثل هذه الأحاديث الصحاح سعوا بالألسن في حقه فلم يبق معتبر من الأئمة إلا تكلم فيه ولا يؤثر أن يذكر ما قالوا والعجب منه إذا رأى حديثاً لا أصل له هجر القياس ومال إليه كحديث: نقض الوضوء بالضحك. فإنه شيء لا يثبت وقد ترك القياس لأجله. أ. هـ
ـ[أبوعمر اليماني]ــــــــ[15 - 11 - 03, 07:36 ص]ـ
الحمد لله ..
للشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى كتاب بعنوان «نشر الصحيفة في ذكر الصحيح من أقوال أئمة الجرح والتعديل في أبي حنيفة».
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[04 - 10 - 04, 02:51 ص]ـ
بئس الكتاب كتاب الشيخ مقبل وماذلك عليه بغريب فتلك هي عادته عفا الله عنه