[التحقيق في حال عمرو بن شعيب، وروايته عن أبيه عن جده]
ـ[عبدالله الجهني]ــــــــ[23 - 06 - 05, 02:29 م]ـ
عمرو بن شعيب بن محمد بن عبدالله بن عمرو بن العاص. القرشي السهمي، أبو إبراهيم. ويقال: أبو عبدالله المدني. وعدّه بعضهم في أهل الطائف.
روى عن: سعيد بن المسيب وأبيه شعيب وجلّ روايته عنه والربيع بنت معوذ بن عفراء، وغيرهم. وروى عنه: أيوب السختياني وثابت البناني وعبد الملك بن جريج، وغيرهم.
مختلف فيه، وفي روايته عن أبيه عن جده. وبيان ذلك في مبحثين. المبحث الأول: الخلاف في حال عمرو بن شعيب، وكلام الأئمة فيه جرحاً وتعديلاً، والراجح في حاله.
والمبحث الثاني: في حكم الاحتجاج بروايته عن أبيه عن جده، والخلاف فيها.
المبحث الأول: الخلاف في حاله، وكلام الأئمة فيه جرحاً وتعديلاً، و الراجح فيه:
قال يحيى بن سعيد القطان: إذا روى عنه الثقات فهو ثقة يحتج به. ووثقه ابن معين، والنسائي، والعجلي، وأبو زرعة، وأبو جعفر أحمد بن سعيد الدارمي، ويعقوب بن شيبة، وابن عدي.
وقال ابن معين في موضع آخر: إذا حدث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده فهو كتاب، هو عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص وهو يقول: أبي عن جدي فمن هاهنا جاء ضعفه أو نحو هذا من الكلام، وإذا حدث عن سعيد بن المسيب أو سليمان بن يسار أو عروة فهو ثقة عن هؤلاء أو قريب من هذا.
وقال أبو حاتم: سألت يحيى ابن معين عنه، فغضب، وقال: ما أقول؟ روى عنه الأئمة.
وقال أبو زرعه: روى عنه الثقات مثل أيوب السختياني وأبي حازم والزهري والحكم بن عُتيبة، وإنما أنكروا عليه كثرة روايته عن أبيه عن جده، وقالوا: إنما سمع أحاديث يسيرة، وأخذ صحيفة كانت عنده فرواها، وما أقل ما نصيب عنه مما روى عن غير أبيه عن جده من المنكر، وعامة هذه المناكير التي تروى عنه إنما هي عن المثنى بن الصباح، وابن لهيعة والضعفاء، وهو ثقة في نفسه إنما تكلم فيه بسبب كتاب عنده.
وقال أبو جعفر أحمد بن سعيد الدارمي: عمرو بن شعيب ثقة، روى عنه الذين نظروا في الرجال مثل أيوب والزهري والحكم، واحتج أصحابنا بحديثه، وسمع أبوه من عبدالله بن عمرو وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس -رضي الله عنهم-.
وقال يعقوب بن شيبه: ما رأيت أحداً من أصحابنا فيمن ينظر في الحديث وينتقي الرجال يقول في عمرو بن شعيب شيئاً، وحديثه عندهم صحيح، وهو ثقة ثبت. الأحاديث التي أنكروها من حديثه إنما هي لقوم ضعفاء رووها عنه، وما روى عنه الثقات فصحيح.
وقال ابن عدي: عمرو بن شعيب في نفسه ثقة.
وقال ابن حبان: إذا روى عمرو بن شعيب عن طاوس وابن المسيب عن الثقات غير أبيه فهو ثقة يجوز الاحتجاج بما يروي عن هؤلاء.
وقال النسائي في موضع آخر: ليس به بأس. وقال أحمد: أنا أكتب حديثه وربما احتججنا به، وربما وجس في القلب منه شيء، ومالك يروي عن رجل عنه. وقال ابن معين مرة: يكتب حديثه.
وقال الأزدي: سمعت عدة من أهل العلم بالحديث يذكرون أن عمرو بن شعيب فيما رواه عن سعيد بن المسيب وغيره فهو صدوق، وما رواه عن أبيه عن جده يجب التوقف فيه.
وقال الذهبي: الإمام المحدث. وقال في موضع أخر: مختلف فيه، وحديثه حسن وفوق الحسن.
وقال ابن حجر: صدوق. ونسبه في طبقات المدلسين إلى التدليس وذكره في المرتبة الثانية من مراتب المدلسين وهم من احتمل الأئمة تدليسه وأخرجوا له في الصحيح لإمامته وقلة تدليسه أو كان لا يدلس إلا عن ثقة. وقال بعد أن ذكر قول ابن معين إذا حدث عن أبيه عن جده فهو كتاب، وقول أبي زرعة المتقدم قال: فعلى مقتضى قول هؤلاء يكون تدليساً لأنه ثبت سماعه من أبيه وقد حدث عنه بشيء كثير مما لم يسمعه منه مما أخذ من الصحيفة بصيغة عن وهذه أحد صور التدليس.
وقال يحيى القطان في رواية عنه: حديثه عندنا واهٍ. وقال الإمام أحمد: عمرو بن شعيب له أشياء مناكير، وإنما يكتب حديثه يعتبر به، فأما أن يكون حجه فلا. وقال ابن معين في رواية أخرى عنه: ليس بذاك. وقال أبو حاتم: ليس بقوي يكتب حديثه، وما روى عنه الثقات فيذاكر به.
¥