أشكر الشيخين الكريمين الشيخ عبد الرحمن الفقيه والشيخ محمد بن عبد الله على ما أفاداني به، من طريقة كتابة الحواشي، على أن الطريقة التي ذكرها الشيخ محمد بن عبد الله سهلة وناجعة.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 07 - 05, 05:30 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو عبد الله المكي]ــــــــ[13 - 07 - 05, 07:34 ص]ـ
ما شاء الله نفع الله بك وجعلك الله من السعداء
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[14 - 07 - 05, 05:54 ص]ـ
الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونؤمن به، ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلله فلا هادي له، ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
فأشكر الأخوة على مشاركاتهم، وإن كنت أود أن تكون المشاركات علمية انتقادية لمجرد الاستفادة والإثراء العلمي، ولعل ذلك يكون في هذا الحديث وهو الحديث الثاني من البحث:
الحديث الثاني: وهو حديث رقم (2)
نص الحديث المنتقد
هو ما أخرجه مسلم من طريق علي بن عثام عن سعير بن الخمس عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة قال: "تلك محض الإيمان".
إخراج مسلم لهذا الحديث
قال مسلم في كتاب الإيمان: " حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به قال وقد وجدتموه قالوا نعم قال ذاك صريح الإيمان.
و حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة ح و حدثني محمد بن عمرو بن جبلة بن أبي رواد وأبو بكر بن إسحق قالا حدثنا أبو الجواب عن عمار بن رزيق كلاهما عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث.
حدثنا يوسف بن يعقوب الصفار حدثني علي بن عثام عن سعير بن الخمس عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة قال تلك محض الإيمان".
انتقاد أبي الفضل الهروي
انتقد أبو الفضل مسلماً على إخراجه لحديث علي بن عثام، بقوله: "وليس هذا الحديث عندنا بالصحيح، لأن جرير بن عبد الحميد وسليمان التيمي روياه عن مغيرة عن إبراهيم، ولم يذكرا علقمة ولا ابن مسعود، وسعير بن الخمس ليس هو ممن يحتج به، لأنه أخطأ في غير حديث مع قلة ما أسند من الأحاديث".
الكلام حول الحديث
كلام ابن الشهيد في تعليله لهذا الحديث له وجه قوي من النظر، وهو داعٍ كافٍ لإعراض مسلم على الأقل عن إخراج هذا الحديث لما يلي:
1 - أن اتفاق جرير بن عبد الحميد وسليمان التيمي على رواية الحديث عن مغيرة عن إبراهيم مرسلاً بدون ذكر علقمة وابن مسعود أولى بالأخذ من وصل ثقة واحد للحديث نفسه، لا سيما والذي وصل الحديث وهو هنا سعير بن الخمس ليس بمنزلتهما في الحفظ والضبط.
2 - أنه قد تابعهما على إرسال الحديث ثقتان آخران هما أبو عوانة اليشكري وأبو جعفر الرازي على ما ذكره البيهقي في شعب الإيمان.
3 - أن الحديث قد رُوي عن إبراهيم مرسلاً من غير رواية المغيرة بن مقسم، حيث روى الحديث عند النسائي في الكبرى حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم مرسلاً، وهذه متابعة لرواية من روى الحديث عن مغيرة عن إبراهيم مرسلاً، مما يؤيد احتمال الخطإ في وصْلِ مَنْ وَصَلَ الحديث.
عذر مسلم في إخراج هذا الحديث
لست أجد - في الحقيقة - غضاضة في القول بأنه قد كان الأولى بمسلم عدم إخراج هذا الحديث، إلا أنني أزعم بأن لمسلمٍ – رحمه الله تعالى - عذراً في ذلك، وهذا العذر مبني على أحد افتراضين؛
1 - (الافتراض الأول): أن مسلماً لم يكن على علم برواية من رووا الحديث مرسلاً، لعزة تلك الروايات عنهم، ومن ثم فإنه لا يلام على ما لم يبلغه علمه، لا سيما وهو قد أورد الحديث المذكور في المتابعات والشواهد لا في الأصول، حيث ابتدأ الباب بحديث أبي هريرة، ثم أورد هذا الحديث بعده، ولم يرو لعلي بن عثام ولا لسعير بن الخمس غير هذا الحديث متابعة.
¥