[علم الجرح والتعديل عند الرافضة وهل لجرحهم وتعديلهم قيمة؟]
ـ[فهَّاد]ــــــــ[22 - 07 - 05, 04:40 ص]ـ
لو تمعنت أخي في الله إلى ما يمدح به علماء الرافضة كتبهم المعتبرة
وخاصة الكافي ومن لا يخضره الفقيه والتهذيب والاستبصار
ولا ننسى من مدحه علماؤهم بأنه أخو القرآن وهو نهج البلاغة
سوف تجد أن علم الجرح والتعديل علم مهمل لا يلتفت إليه وأعتقد إن سبب التفات بعض علماء القوم لهذا العلم أتى بعد ما طعن علماء السنة في أحاديث القوم وأنه ليس لها ضابط يضبط صحة الحديث
ولذالك تجد علماء القوم لا يطعنون بكتب الأحاديث عندهم بل أنهم غالوا في ذلك فحرموا رد أي حديث من الأحاديث المنسوبة إلى أئمتهم ووضعوا له قدسية تفوق قدسية القرآن الذي وصفوه بأنه محرف
ومعلوم أن المحرف يعتبر من الموضوع فأسقطوا حجيته مع بقاء حجية أحاديثهم
فقد أوردوا أحاديث كثيرة في تحريم رد أحاديث أئمتهم
ففي " البحار" للمجلسي " جاء هذا الباب بعنوان (باب أن حديثهم عليهم السلام صعب مستصعب وأن كلامهم ذو وجوه كثيرة وفضيلة التدبر في أخبارهم عليهم السلام والتسليم لهم والنهي عن رد أخبارهم) وفيه "116" حديثاً البحار (2\ 182 - 212)
ومن هذه الروايات التي يذكرونها في هذا الباب المشحون بالروايات التي تحرم رد أحاديثهم
عن سفيان السمط قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام:"جعلت فداك إن رجلاً يأتينا من قبلكم يعرف بالكذب فيحدث بالحديث فنستبشعه فقال أبو عبد الله: يقول لك إني قلت الليل أنه نهار أو النهار أنه ليل قال: لا فإن قال لك هذا إني قلته فلا تكذب به فإنك إنما تكذبني " (البحار2\ 211)
وهذه رواية أيضا في الكافي
وعن جابر الجعفي قال قال أبو جعفر (ع) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن حديث آل محمد صعب مستصعب لا يؤمن به إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان ... ) (الكافي 1\ 401)
وبهذه الروايات الكثيرة التي فاق عددها المائة نعرف ان من رد الحديث ولو كان الراوي كاذباً فإنه محرم ولا يجوز وهذا مخالف لقول المعصومين لدى الرافضة
فلقد حرم شيخهم السحيباني انتقاء الحديث الضعيف لتبيان ضعفه وسببه لأن في ذلك ضياع مذهبهم لأن جل أحاديثهم ضعيفة
فقد قال في كتابة دروس موجزة في علمي الرجال والدراية ص174
"،ولا يجوز لنا انتقاء الأحاديث وحذف الضعيف في جمع الأحاديث، إذ ربّما تحصل هناك قرائن على صدقه، وربما يؤيّد بعضها بعضاً، ويشدّ بعضها بعضاً، وما يتراءى من قيام بعض الجُدد بتأليف كتب حول الصحاح كالصحيح
من الكافي، فهو خطأ محض" اهـ
ولا يسعنا في هذا الموضوع ذكر ما قاله علماء الرافضة في مدح كتبهم بل سنقف عند قول أحد كبار علماؤهم
وهو قول السيد محمد صادق الصدر:
(والذي يجدر بالمطالعة أن يقف عليه هو إن الشيعة وإن كانت مجمعة على اعتبار الكتب الأربعة وقائله بصحة كل ما فيها من روايات غير إنها لا تطلق عليها اسم الصحاح كما فعل ذلك إخوانهم أهل السنة إذ إن الصحيح عندهم باصطلاح أهل الحديث ما كان سلسلة رجال الحديث كلهم إماميون وعدول ومع هذا اللحاظ لا يمكننا أن نعبر عن الكتب الأربعة بالصحاح لأن فيها الصحيح وفيها الحسن وفيها الموثق).
نستخلص من كلام الصدر
1 - إن هذه الكتب خالية عندهم من الضعيف والموضوع بدليل ان أحاديثها تنقسم إلى ثلاثة أقسام هي الصحيح والحسن والموثق على حد قول الصدر.
2 - أن الرافضة أهل أهواء ونزعات خبيثة فان رأوا حديثا صحيحا رواته أماميون ومخالفا لأهوائهم حملوه على التقية.
وإن رأوا حديثا آخر موثقا ومخالفا لمذهبهم قالوا:إن رواته من العامة وان كان موثقا وموافقا لأهوائهم أخذوا به.
ولقد أعترف رواتهم أنهم ليسوا أهل ضبط ولا أمانة في هذا المضمار بعكس أهل السنة أهل هذا العلم الحقيقي
وجاء في كتاب " السرائر "
وهو واحد من كتبهم المعتبرة
وقال عنه صاحب البحار (كتاب الأسرار لا يخفى الوثوق عليه وعلى مؤلفه على أصحاب السرائر "ووصف مؤلف السرائر ب ـ الإمامة العلامة حبر العلماء والفقهاء وفخر الملة والحق والدين شيخ الفقهاء رئيس المذهب الفاضل الكامل عين الأعيان ونادرة الزمان" منتهى المقال ص26 البحار ج1 \ص163)
¥