وأقول السنة لا تثبت بمجرد التجربة ولا يخرج بها الفاعل للشيء معتقدا أنه سنة عن كونه مبتدعا وقبول الدعاء لا يدل علىأن سبب القبول ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى أن قال:والعجب من اعتماد مثل الحاكم والبيهقي والواحدي ومن بعدهم على التجريب في أمر يعلمون جميعا أنه مشتمل على خلاف السنة المطهرة وعلى الوقوع في مناهيها 0
*وقسم استدل فقط بالتجربة
كمافعلوا في كلامهم على حديث ماء زمزم لما شرب له
فإنهم بعد تحسينه بالأسانيد استدلوا على ثبوته بالتجربة كما فعل
ابن القيم في (زاد المعاد) (3/ 192) عقب حديث ابن أبي الموال المتقدم عن ابن المنكدر عن جابر: (وابن أبي الموال ثقة فالحديث إذا حسن وقد صححه بعضهم وجعله بعضهم موضوعا وكلا القولين فيه مجازفة وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أمور عجيبة واستشفيت به من عدة أمراض فبرأت بإذن الله وشاهدت من يتغذى به الايام ذوات العدد قريبا من نصف الشهر أو أكثر ولا يجد جوعا ويطوف مع الناس كأحدهم وأخبرني أنه ربما بقي عليه أربعين يوما وكان له قوة يجامع بها أهله ويصوم ويطوف مرارا).
وسبق ذكر قول الحافظ وموافقة السخاوي عليه
وورد في فيض القدير
9075 - (من وسع على عياله) وهم في نفقته (في يوم عاشوراء) عاشر المحرم وفي رواية بإسقاط في (وسع الله عليه في سنته كلها) دعاء أو خبر وذلك لأن الله سبحانه أغرق الدنيا بالطوفان فلم يبق إلا سفينة نوح بمن فيها فرد عليهم دنياهم يوم عاشوراء وأمروا بالهبوط للتأهب للعيال في أمر معاشهم بسلام وبركات عليهم وعلى من في أصلابهم من الموحدين [ص 236] فكان ذلك يوم التوسعة والزيادة في وظائف المعاش فيسن زيادة ذلك في كل عام ذكره الحكيم وذلك مجرب للبركة والتوسعة قال جابر الصحابي: جربناه فوجدناه صحيحا وقال ابن عيينة: جربناه خمسين أو ستين سنة
لكن هذا حديث منكر استنكره احمد
والصواب فيه الإرسال كما رجحه المتقدمون مثل العقيلي والدارقطني0
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 08 - 05, 07:24 ص]ـ
بارك الله فيكم
والأمثلة التي ذكرتها وفقك الله عن البيهقي وغيره لم يصححوا الحديث فيها بالتجربة، ولا يعرف عن أحد من علماء السنة المتقدمين تصحيح الحديث بالتجربة
أما استدلالك بحديث اسقه عسلا فليس له علاقة بالتجربة، فالحديث سمعه الصحابي من النبي صلى الله عليه وسلم فهو صحيح ثابت عنده، ولكنه كان يحتاج إلى أكثر من جرعة من شرب العسل.
وأما قول البيهقي (
وقال: هذا موقوف على ابن عباس مستعمل عند الصالحين من
أهل العلم لوجود صدقه عندهم فيما جربوا وبالله التوفيق)
فليس في هذا تصحيح للحديث بالتجربة، وإنما الحديث موقوف على ابن عباس ومثل هذا لايقال من قبيل الرأي فيعمل به، وقد جربه عدد من العلماء فحصل لهم ذلك الأمر فزاد اطمئنانهم بذلك
وكذلك حديث شرب ماء زمزم، ليس معنى هذا أن الحديث لم يعلموا صحته من ضعفه ابتداء ثم جربوه فوجده حقا فصححوا الحديث بذلك
فمعنى التصحيح بالتجربة هو أن يكون الحديث عند أحد العلماء مثلا لايعرف صحته من ضعفه، ثم يقوم بتجربة ما ورد في ذلك الحديث فإن وجد ما ورد في الحديث صححه! وإن لم يجده ضعفه،
وهذا أمر خطير لايمكن لعالم من علماء السنة أن يفعله، فيصحح الحديث ويضعفه بتجربته الخاصة
والله يحفظكم ويرعاكم.
ـ[عبدالفتاح محمود]ــــــــ[14 - 08 - 05, 09:08 ص]ـ
الشيخ الفاضل
عبد الرحمن الفقيه كم أسر بمداخلتكم لأنها ثرية وعلمية بعيدة عن التعصب
وأنا أوافقكم عل ما ذهبتم إليه
وقد قررت أن التجارب ليست من الأدوات التي يتكأعليها لمعرفة صحة الحديث من ضعفه
لكن هذا بالنسبة لمن يستمسك بالمنهج الموروث عن الأئمة في النظر في الروايات أعني
اعتبار القواعد فقط في قبول أو رد الأحاديث لكن كما تعلمون فقد تكدر هذا المنهج لأسباب منها الزمن والمذاهب وقلة النوابغ 000الخ
ألا ترى معي كيف ان السخاوي لم ينظر البتة للإسناد في حديث ما خلا يهوديان بمسلم إلا هما بقتله،
وقواه فقط بصدق التجربة
مع أنه من ناحية الصناعة الحديثية فإنه لايثبت
ونسخة يحيى بن عبيد اللَّه عن أبيه عن أبي هريرة
مشهورة معروفة بالضعف
نعم قد يقال إن السخاوي يقصد تقوية المعنى الوارد في الحديث دون إثبات نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم
¥