[لفظة أعيت شراح سنن أبي داود وآخرهم حاتم العوني في سماع الحسن من سمرة فلنشارك في حلها]
ـ[المقرئ]ــــــــ[17 - 08 - 05, 05:15 م]ـ
إخواني أهل الحديث:
قرأت أكثر كتاب د / العوني: المرسل الخفي وفقه الله
وأثناء القراءة عرض مسألة أعيته وقال: نقف مع موقف غامض لأحد الأئمة الكبار من هذه المسألة أعرض لك في هذه الوقفة الغموض الذي اكتنف كلامه واستشكال الأئمة له بعده وبعض جهودي في كشف هذا الغموض دون جدوى!!! نعم ... دون جدوى، إلا من ترجيح، المبني على الظن!!!)
ثم بدأ يعرض إشكاله بأسلوب قصصي جذاب بل إنك تنسى أحيانا أنك تقرأ مسألة في الحديث بله من أدق مسائله وبكل اقتدار يستطيع المؤلف أن يسرق عقلك وفكرك حتى لكأنك بنفسك تعيش أجواء القصة وتتخيل نفسك في مكتبته وهو يفتح الكتاب ثم ينصرف إلى آخر أو يخرج من بيته متوجها إلى المكتبات المركزية للنظر في مخطوط أو تحقيق بل إنك أحيانا تسارقه وتسابقه في الوصول إلى النتيجة فإذا ما باءت المحاولة بالفشل يعتريك ما اعتراه تلك اللحظة من خيبة وتحسر
وكم يعجبني مثل هذه الطريق في البحث والتقصي
أعود إلى الإشكال وأريد أن أعرضه باختصار حسب تسلسل المؤلف ثم نحاول أن نساهم في حل ما استغلق على الشيخ:
قال الشيخ: د / حاتم في كتابه المرسل الخفي (أنقل باختصار)
قال أبو داود في سننه:
حدثنا محمد بن داود بن سفيان ثنا يحيى بن حسان ثنا سليمان بن موسى أبو داود ثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب حدثني خبيب بن سليمان بن سمرة عن أبيه سليمان بن سمرة عن سمرة بن جندب أما بعد أمرنا رسول الله إذا كان في وسط الصلاة أو حين انقضائها فابدؤوا قبل التسليم فقولوا التحيات الطيبات والصلوات والملك لله ثم سلموا على اليمين ثم سلموا على قارئكم وعلى أنفسكم قال أبو داود سليمان بن
موسى كوفي الأصل كان بدمشق قال أبو داود دلت هذه الصحيفة على أن الحسن سمع من سمرة
قال الشيخ العوني: يعني أبو داود بالصحيفة: صحيفة سمرة بن جندب رضي الله عنه التي أرسلها سمرة إلى بنيه وهذا الحديث أحد الأحاديث التي تضمنتها تلك الرسالة الكبيرة
وعندما وقف الحافظ ابن حجر على هذا الحديث ونقل كلام أبي داود عقبه في كتابه (النكت الظراف) وتهذيب التهذيب فقال في الأخير: لم يظهر لي وجه الدلالة بعد)
ولا علاقة ظاهرة بين إسناد هذا الحديث والحسن البصري ولا من وجه حتى يكون الحديث بعد هذا دالا على سماع الحسن من سمرة
فرجعت إلى عون المعبود فإذا به يقول: وأما قول المؤلف دلت هذه الصحيفة فوجه دلالتها وتعلقها بالباب أن هذا اللفظ الذي رواه سليمان بن سمرة عن أبيه بقوله أما بعد فإن رسول الله إلخ من ألفاظ الصحيفة التي أملاها سمرة ورواها عنه ولده سليمان فأراد أبو داود أن سليمان بن سمرة كما صح سماعه من أبيه بهذه الصحيفة وغيرها كذلك الحسن البصري صح سماعه بهذه الصحيفة وغيرها من سمرة لأن كل منهما أي سليمان بن سمرة وكذا الحسن بن يسار من الطبقة الثالثة فدل ذلك أن الحسن سمع من سمرة كما أن سليمان بن سمرة سمع من أبيه سمرة لأنهما من الطبقة الثالثة فلما سمع سليمان من أبيه سمرة فلا مانع أن يكون الحسن سمع منه وأن أبا داود من القائلين بأن الحسن البصري ثبت سماعه من سمرة) وبعد قراءة الكلام وهو أمامك فاقرأه، بان ولا محصل منه!!! فلا تغتر بسطوره فإنما هي بياض في الحقيقة وامض فكأنه كلام ما قيل ولا تطالبني ببيان عوار هذا الكلام فهو ما رأيته في الكلام نفسه والله يعينك!! ثم إلى شرح مخطوط لسنن أبي داود لابن أرسلان فلم أجده شرح هذه اللفظة، ثم تطلعت إلى شرح آخر وهو للعيني في نسختين خطيتين أحدهما بخط المؤلف نفسه فوجدته قد ذكر هذه اللفظة وبيض لها موضع سطرين أو ثلاثة ويبدو أن العيني لم يظهر له وجه الدلالة
ومما يزيد الإشكال بل ويجعله شبه مستغلق مستحيل الظهور أن نسخة رواية أبناء سمرة عن أبيهم هذه النسخة نفسها حجة من قال بأن الحسن إنما يروي من صحيفة سمرة لا عن سماع!! فكيف تكون النسخة التي هي دليل على عدم سماع الحسن من سمرة عند جماعة من الأئمة دليلا هي نفسها عند أبي داود على سماع الحسن من سمرة؟!! هذا مستحيل أن يكون هذا الدليل الواحد دليلا للشيء ونفيضه!! أرأيتم هذا الاستغلاق!!! ثم بعد هذا كله وقفت على ما زاد الموقف غموضا بل ما جعل الأمر مبهما ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها!!! ذلك أن أباداود في كتابه المراسيل روى فيه حديثا عن الحسن عن سمرة " من وجد عين ماله ... " وإخراج أبي داود هذا الحديث في كتابه (المراسيل) يعني أنه عند أبي داود من المراسيل وكذلك أني باستقراء كتاب المراسيل لأبي داود وجدته إنما يذكر فيه صورتين من لإرسال الأولى: رواية التابعي عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى هذا غالب الكتاب، الثانية: رواية التابعي عمن لم يلقه من الصحابة رضي الله عنهم وعلى هذا فيكون الحسن عند أبي داود لم يسمع من سمرة!! فكيف يكون الحسن لم يسمع من سمرة عند أبي داود! قف من هذا الإشكال ما شئت من وقفات فلن تخرج إلا بالحيرة وبالإشكال أكثر من ذي قبل إشكالا!! ...... إلى أن لاح لي احتمال إن صدق كان الحل لجميع إشكالات المسألة والكاشف لكل ستور غموضها!! وهو أن يكون أصاب كلام أبي داود في السنن (تحريف) أخل بمعناه سبب كل ذلك الغموض والإشكال الذي لو كان الكلام على وجهه لوجب على أبي داود إيضاح وجه استدلاله
وعليه فتكون العبارة قد سقط منها أداة النفي كـ (ما) قبل سمع فتكون العبارة: (دلت هذه الصحيفة على أن الحسن [ما] سمع من سمرة)
وقد حاولت أن أنظر إلى مخطوطات السنن ورواياته وترفقت في طلب ذلك بالوسائط والشفعاء للنظر في صفحة من (سنن أبي داود) فقط لا لتصويرها ولا لاقتناء نسخة منها فما عدت إلا بخفي حنين!! فيا لغربة الإسلام فإذا عدنا إلى معضلتنا عدنا إلى أنني لم أستطع الجزم فيها بشيء لأنه في هذا الموطن قد حيل بيني وبين سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أني ما زلت أميل ميلا قلبيا إلى أن الصواب بإضافة حرف النفي وميلان القلب ليس من العلم
فلنشارك إما بمراجعة مخطوط أو محاولة تحليل لنستفيد جميعا
المقرئ
¥