[توثيق الامام ابن حبان بين القبول و الرد]
ـ[هيثم إبراهيم]ــــــــ[28 - 04 - 02, 09:16 م]ـ
الامام ابن حبان رحمه الله وُصف بالتساهل فى التوثيق حتى انه ليوصف
بتوثيق المجاهيل ونرى الحافظان الذهبى و العسقلانى لا يعتبرا توثيقه إذا انفرد بالتوثيق إلا انه فى الوقت نفسه نرى نفس الحافظان يصفان ابن حبان بالتشديد فى مواضع اخرى فما هذا الاختلاف؟
قال العلامه (ذهبى العصر) المعلمى اليمانى رحمه الله مانصه:
التحقيق ان توثيق ابن حبان على درجات
الاولى: أن يصرح به كأن يقول "كان متقنا" أو " مستقيم الحديث" أو نحوذلك
الثانيه: أن يكون الرجل من شيوخه الذين جالسهم و خبرهم
الثالثه: أن يكون من المعروفين بكثرة الحديث بحيث يُعلم ان ابن حبان وقف له على أحاديث كثيره
الرابعه: ان يظهر من سياق كلامه أنه قد عرف ذاك الرجل معرفة جيده
الخامسه: ما دون ذلك
فالاولى لا تقل عن توثيق غيره من الائمه بل لعلها أثبت من توثيق كثيرا منهم،
والثانيه قريب منها، و الثالثه مقبوله، والرابعه صالحه، و الخامسه لا يؤمن فيها الخلل. والله اعلم.انتهى من التنكيل ترجمه رقم 200
و قد علق على هذا الكلام العلامه المجدد الالبانى (قدس الله روحه) فقال:
هذا تفصيل دقيق يدل على معرفة المؤلف رحمه الله تعالى، و تمكنه من علم الجرح و التعديل و هو مما لم أره لغيره، فجزاه الله خيرا
غير انه قد ثبت لى بالممارسه ان من كان منهم من الدرجه الخامسه فهو على الغالب مجهول لا يعرف و يشهد لذلك صنيع الحفاظ كالذهبى و العسقلانى و غيرهما من المحققين، فإنهم نادرا ما يعتمدون على توثيق ابن حبان وحده ممن كان فى هذه الدرجه بل و التى قبلها احيانا ............. انتهى
و من هذا التحقيق تعلم خطاء العلامه اللكنوى الحنفى رحمه الله لما استشكل كيف يوصف ابن حبان بالتساهل و التعنت فى نفس الوقت (انظر الرفع و التكميل ص335)
ومن الفوائد ايضا انه اذا انفرد ابن حبان بالتوثيق و روى عن هذا الراوى اثنين فصاعدا فإن الحافظ ابن حجر و غيره يحكم عليه بإنه صدوق و انظر بيانا شافيا لهذه القاعده الهامه (كتاب تمام المنه ص205) والله اعلم