[الْخَامِسُ] إِبْرَاهِيمُ الآجُرِّيُّ (6) أبُو إِسْحَاقَ الزَّاهِدُ، شَيْخٌ آخَرُ يَأْخُذُ عَنْ الْمُتَقَدِّمِ وَيَرْوِي عَنْهُ. وَمِنْ لَطَائِفِ حِكَايَاتِهِ، مَا أَخْرَجَهُ أبُو بَكرٍ الْخَطِيبُ قال: أَخْبَرَنَا أبُو نُعَيمٍ الْحَافِظُ أَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ الْخُلْدِيُّ فِي كِتَابِهِ حَدَّثَنَا أبُو الْعَبَّاسِ بْنُ مَسْرُوقٍ وَأبُو مُحَمَّدٍ الْجُرَيْرِيُّ وَأَبُو أَحْمَدَ الْمَغَازِلِىُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الآجُرِّيِّ: أَنَّ يَهُودِيَّاً جَاءَهُ يَقْتَضِيهِ شَيْئَاً مِنْ ثَمَنِ قَصَبٍ، فَكَلَّمَهُ فِي أَنْ يُسْلِمَ، فقال له: أَرِنِى شَيْئَاً أَعْرَفُ بِهِ شَرَفَ الإِسْلامِ وَفَضْلَهُ عَلَى دِينِي حَتَّى أُسْلِمَ، فَقَالَ: أَوَ تَفْعَلُ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: هَاتِ رِدَاءَكَ، قَالَ: فَأَخَذَهُ فَجَعَلَهُ فِي رِدَاءِ نَفْسِهِ، وَلَفَّ رِدَاءَهُ عَلَيْهِ، وَرَمَى بِهِ فِي نَارِ أتون الآجُرِّ، وَدَخَلَ فِي أَثَرِهِ، فَأَخَذَ الرَّدَاءَ، وَخَرَجَ مِنْ النَّارِ، فَفَتَحَ رِدَاءَ نَفْسِهِ، فَإِذَا هُوَ صَحِيحٌ، وَأَخْرَجَ رِدَاءَ الْيَهُودِيَّ مَحْرُوقَاً أَسْوَدَ مِنْ جَوْفِ رِدَاءِ نَفْسِهِ، فَأَسْلَمَ الْيَهُودِيُّ.
ويتبع بتوفيق الله تعالَى.
ـــــــ هامش ـــــــ
(1) تَرْجَمَتُهُ فِي: تاريخ الإسلام (1/ 2345)، وتاريخ بغداد (5/ 237)، والْعِبَر فِي خَبَر مَنْ غَبَر (1/ 114)، ولسان الْمِيزَان (5/ 157)، والْمُنتظم (6/ 165)، والوافِي بالوفيات (1/ 319).
(2) تَرْجَمَتُهُ فِي: تاريخ بغداد (4/ 127و5/ 240).
(3) تَرْجَمَتُهُ فِي: تاريخ بغداد (5/ 241)، والْمُنتظم (6/ 138).
(4) الْخُلْدُ: قَصْرٌ لِلْخَلِيفَةِ الْمَنْصُورِ الْعَبَّاسِيِّ عَلَى شَاطِئ دِجْلَةَ، ثُمَّ صَارَ مَوْضَعَ الْمَارِسْتَانِ الْعَضُدِيِّ بَعْدَ، وبُنِيَتْ حَوْلَهُ دُورٌ وَمَنَازِلُ، ثُمَّ صَارَ مَوْضِعُهُ مَحَلَّةً كبيرَةً عُرِفَتْ بالْخُلْدِ. وَقَدْ نسب إليه جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ: صُبْحُ بْنُ سَعِيدٍ الْخُلْدِيُّ وَعِدَّةٌ.
وَأَمَّا أبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيَّ الْخَوَّاصُ أَحَدُ مَشَايخِ الصُّوفِيَّةِ، فَإِِنَّهُ غَيْرُ مَنْسُوبٍ إِِلَيْهِ، بَلْ لَقَبٌ لَهُ، قِيلَ لأَنَّ الْجُنَيْدَ سُئِلَ عَنْ مَسْأََلِةٍ، فَقَالَ لَهُ: أَجِبْ، فَأَجَابَ، فَقَالَ: يَا خُلْدِيُّ! مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذِهِ الأَجْوِبَةُ؟، فَلَزِمَهُ النَّعْتُ.
(5) تَرْجَمَتُهُ فِي: تاريخ بغداد (6/ 211).
(6) تَرْجَمَتُهُ فِي: تاريخ الإسلام (1/ 2113)، وتاريخ بغداد (6/ 211).
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[24 - 08 - 05, 07:59 م]ـ
شُيُوخُهُ
ـــ
لَمْ نَرْ للآجُرِّيِّ تَرْجَمَةً تَشْفِى الْغَلِيلَ. وَلَمْ يَذْكُرُوا مِنْ شُيُوخِهِ إِلا الْعَدَدَ الْقَلِيلَ. عَلَى أَنَّ تَصَانِيفَهُ تَنْطِقُ بِلَوَامِعِ الأَسْمَاءِ. وَتَقْضِى بِمَا لَهُ مِنْ رَحَلاتٍ وَاسِعَةٍ فِى شَتَى الْبُلْدَانِ وَالأَنْحَاءِ. فَقَدْ سَمِعَ الْحَدِيثَ مِنْ كَثِيرٍ مِنْ الأَئمَّةِ الْعُلَمَاءِ الأَعْلامِ. مِمَّنْ ذَاعَ صِيتُهُمْ بِبَغْدَادَ وَالْبَصْرِةِ وَالْكُوفَةِ وَوَاسِطٍ وَمِصْرَ وَالشَّامِ. وَهَاكَ مُعْجَمَاً بِسِتِينَ عَلَمَاً مِنْ مَشَاهِيرِ شُيُوخِهِ وَمُعَلِّمِيهِ، فِى أَفْخَمِ تَصَانِيفِهِ الْمَوْسُومِ بـ ((كِتَابِ الشَّرِيعَةِ)):
ـ[عمر رحال]ــــــــ[24 - 08 - 05, 08:29 م]ـ
بارك الله فيكم، ونفع بعلمكم.
قال الشافعي: " أهلُ الحديث في كل زمان كالصحابة في زمانهم، وكان يقول: "إذا رأيتُ صاحبَ حديثٍ فكأني رأيت أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
محبكم:
عمر رحال
ـ[عمر رحال]ــــــــ[24 - 08 - 05, 08:32 م]ـ
شيخ، وهل له مصنفات أخرى غير ما نعرفه (الشريعة)؟
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[25 - 08 - 05, 07:16 ص]ـ
جزاك الله خيراً أبو محمد أشكرك على تعبك في هذا الموضوع وننتظر المزيد زادك الله من فضله وتوفيقه
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[25 - 08 - 05, 09:19 ص]ـ
للآجري مصنفات كثيرة غير الشريعة، من أشهرها:
أخلاق العلماء، الغرباء، أخبار عمر بن عبد العزيز، وغيرها كثير.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[25 - 08 - 05, 12:56 م]ـ
الأخ الودود / عمر رحال
وَعَلَيْكَ مِنِّي أَلْفُ أَلْفِ تَحِيَّةٍ ... وَسَلامَةٍ تَبقَى بِغَيْرِ تَبَدُّلِ
قَدْ نَصَحَنَا - للهِ دَرُّهُ - الإمَامُ الثَّبْتُ النِّحْرِير، النَّاصِرُ لِسُنَّةِ الْبَشِيرِ النَّذِير، فَقَالَ:
يَا أيُّهَا الرَّجُلُ الْمُرِيدُ نَجَاتَهُ ... اسْمَعْ مَقَالَةَ نَاصِحٍ مِعوَانِ
كُنْ فِي أُمُورِكَ كُلِّهَا مُتَمَسِّكَاً ... بِالْوَحْي لا بِزَخَارِفِ الْهَذَيَانِ
وَانْصُرْ كِتَابَ اللهِ وَالسُّنَنَ الَّتِي ... جَاءَتْ عَنِ الْمَبعُوثِ بِالفُرْقَانِ
وَاضْرِبْ بِسَيْفِ الْوَحْي كُلَّ مُعَطِّلٍ ... ضَرْبَ الْمُجَاهِدِ فَوْقَ كُلِّ بَنَانِ
وَاحْمِلْ بِعَزْمِ الصِّدْقِ حَمْلَةَ مُخُلِصٍ ... مُتَجَرِّدٍ للهِ غَيْرِ جَبَانِ
وَاثُبُتْ بِصَبْرِكَ تَحْتَ ألْوِيَةِ الْهُدَى ... فَإِذَا أُصِبْتَ فَفِي رِضَا الرَّحْمَنِ
وَاجْعَلْ كِتَابَ اللهِ والسُّنُنَ الَّتِي ... ثَبَتَتْ سِلاَحَكَ ثُمَّ صِحْ بِجَنَانِ
مَنْ ذَا يُبَارِزُ فَلْيُقَدِّمْ نَفْسَهُ ... أَوْ مَنْ يُسَابِقْ يَبْدُ فِي الْمَيْدَانِ
وَاصْدَعْ بِمَا قَالَ الرَّسُولُ ولا تَخَفْ ... مِنْ قِلَّةِ الأَنْصَارِ والأَعْوَانِ
فَاللهُ نَاصِرُ دِينِهِ وَكتَابِهِ ... وَاللهُ كَافٍ عَبْدَهُ بأمَانِ
¥