تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مذهب طريف من مذاهب تصحيح الحديث مع ضعف سنده …التصحيح بالواقع؟]

ـ[ابن الحاج الجزائري]ــــــــ[29 - 08 - 05, 11:49 م]ـ

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى آله وصحبه ومن اقتفى، وبعد:

فقد كنت جمعت بحثا حول (مذاهب الناس في تصحيح الحديث مع ضعف سنده) اجتمع لي منها خمس مذاهب، كلها تراعي معنى متن الحديث دون الإسناد، حتى وإن كان مختلقا موضوعا كما هو مفهوم من استقراء المذهب الأول والثاني والخامس، وهذا الأخير - وهو أطرفها لانفراد المعاصرين به- هو الذي سنفصل الكلام فيه - بعض الشيء- ولنشرع في المقصود فأقول:

1) - المذهب الأول:

• تصحيح الحديث بالكشف والمنامات:

وهو مذهب جماعة من الصوفية القائلين بعلم الباطن، نقله وأقره العجلوني كما في" كشف الخفاء" له، والغماري في "المغير" وانتصر له، وغيرهما. وقد شاع القول به عند المتأخرين، وهو مذهب ضعيف مهجور كما هو مقرر في المطولات من كتب المصطلح والأصول.

2) - المذهب الثاني:

• تصحيح الحديث بالتجربة:

وهو أيضا من مذاهب الصوفية، وممن اعتمده أيضا الإمام الطبراني والنووي والسخاوي .. ؟؟ (راجع الضعيفة:2/ 109)، وقال القادري في "إزالة الدهش والوله عن المتحير في صحة حديث ماء زمزم لما شرب له" (ص:188):" هذا الحديث صحيح متنا وسندا وتجربة وكشفا…؟؟؟ وانظر تعليق الألباني عليه هامش ص:124.

3) - المذهب الثالث:

• تصحيح الحديث بموافقته لقواعد الشريعة وعمومات القرآن:

واشتهر بهذا المذهب الشيخ محمد الغزالي كما في مقدمة كتابه" فقه السيرة" وغيره، وتبعه على هذا المنهج الشيخ البوطي في" فقه السيرة" له، انظر كلام الشيخ الألباني على هذه القاعدة في مقدمة" تخريجه للحلال والحرام" للشيخ القرضاوي، و مقدمة كتابه" تحريم آلات الطرب"، وممن تكلم عليها أيضا الشيخ سلمان العودة في "حوار هادىء…" و الشيخ ربيع المدخلي في "كشف موقف الغزالي…" وغيرهم…

4) - المذهب الرابع:

• تصحيح الحديث لتلقي الأمة له بالقبول:

وهي من المسائل التي شاعت وذاعت بين أهل العلم، وللإمام التهانوي كلام مهم حول هذه القاعدة في كتابه "قواعد في علوم الحديث"، وللشيخ أبي غدة أيضا جمع موسع في ذلك أنظره في نهاية كتاب "الأجوبة الفاضلة " للكنوي، وكذا للشيخ أبي الحسن السليماني المأربي بحث جيد حولها في (2/ 246 - 250) من كتابه الحافل المسمى" إتحاف النبيل…"

5) - المذهب الخامس:

• تصحيح الحديث لمطابقته الواقع:

وهو مذهب عصري، لم يسبق إليه –في حدود علمي- والذي يظهر من التتبع أن الحامل عليه أمران:

الأمر الأول:

موجة الكشوفات العلمية وما صحبها من قيام علماء المسلمين بتفسير آيات الكتاب وأحاديث السنة بما يوافق ما أثبته العلم الحديث من علوم الكون:

قال الكتاني في "التراتيب الإدارية" (2/ 302):"ومن بديع أمر القرآن الدال على أنه منبع الترقي و الحضارة أنك لا تجد اليوم حادثة في باب من أبواب العلوم الكونية إلا ويمكن أن تستخرجها أو ما يدل عليها من القرآن، وقد قام بهذا القسط اليوم من أهل الإسلام من شعروا بالغاية القصوى فيه من أهل مصر والشام والعراق، فتجردوا لاستخراج فوائده واستيعاب مضامينه على حسب حاجات أهل العصر، وما يرو< فيه مما هو في الحقيقة من العلوم الإسلامية… (وبعد أن ذكر جماعة من المؤلفين قال):… وأف صاحبكم هذا كتابه في إقامة أصول الكهرباء والبخار ونتائج العلم بهما من تسيير القطارات والأوتوموبيلات والغواصة البحرية والمنطادات الجوية، ومن الكتاب والسنة سميته:"اليواقيت الثمينة في الأحاديث القاضية بظهور سكة الحديد ووصولها إلى المدينة "، وقد طبع بالجزائر (1) سنة 1329 - 1911 وبلغني أنه ترجم إلى الفرنسية" اهـ.

الأمر الثاني:

أخبار الفتن والملاحم وعلامات الساعة التي صدق معظمها في أهل العصر: كأحاديث ضعف المسلمين وتشتتهم وتداعي الأمم عليهم، وتغلب اليهود والنصارى، وغزو العراق، وتحكم الرويبضة وظهور أهل النفاق وبداية الملحمة الكبرى…

راجع كتاب "مطابقة الاختراعات العصرية لما أخبر به سيد البرية" للغماري

ت (2): وفي كلا الأمرين لا يخفى على القاريء أسلوب تعمد الاستدلال بالضعيف والواهي وما لا أصل له، وتحميل النصوص مالا تحتمل. ولنقتصر هنا على مثالين يوضحان المقصود:

المثال الأول:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير