ـ[محمد العبادي]ــــــــ[28 - 01 - 09, 06:14 م]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
يجب التفريق بين تصحيح الأحاديث الموضوعة أو التي اتفق المحدثون على ضعفها، وبين الأحاديث التي اختلف المحدثون أنفسهم على حكمها ما بين محسن ومضعف.
فالنوع الأول لا إخال أنه لا يخالف محدث في ردها سواء شهد الواقع أو لم يشهد، أما النوع الثاني فلقد سألت فضيلة الشيخ المحدث د. عادل عبد الغفور حفظه الله تعالى في عقد زواج فضيلة الشيخ د. محمد يسري حفظه الله تعالى في شعبان 1429 عما إنا ذكان هناك حديث دائر بين الحسن والضعف، وشهد له الواقع، هل يكون الواقع مرجحًا لتحسينه؟
فرد الشيخ ردًا سريعًا، وخلاصة ما فهمته منه أن الذي جاء في الحديث إن كان يسهل الإتيان بمثله كأن يكون أمرًا يتعلق بالخبرة والتجربة .... إلخ فهنا لا يعد الواقع مرجحًا.
أما إن كان ما فيه لا يمكن أن يخبر به إلا نبي فهنا يكون مرجحًا، هذا ما فهمته من فضيلة الشيخ، والله أعلم.
ومن الأحاديث التي يمكن أن نمثل عليها:
ما رواه الطبراني في الأوسط أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا بنيت مسجد صنعاء، فاجعله عن يمين جبل، يقال له: ضين "
وفي سند الحديث (عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري)
- جاء في ترجمته في تهذيب التهذيب (ج6 ص356):
(قال فيه أبو حاتم شيخ ولم يذكر فيه البخاري في التاريخ جرحا ولا تعديلا وذكره ابن حبان في الثقات ووثقه عمرو ابن علي وقال فيه أحمد بن حنبل فيما حكاه الساجي كان يصحف لا يحسن يقرأ كتابه)
وقد حسن الهيثمي رحمه الله تعالى الحديث رغم أن عبد الملك هذا ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال (ج2 ص657) حيث رجح أن عبد الملك بن عبد الرحمن الشامي - المجمع على ضعفه الذي قال فيه البخاري أبو زرعة إنه منكر الحديث- هو نفسه عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري ..
والقاعدة عند الهيثمي رحمه الله كما ذكرها في مجمعه (ج1 ص8):
أن (من كان من مشايخ الطبراني في الميزان نبهت - أي الهيثمي - على ضعفه، ومن لم يكن في الميزان ألحقته بالثقات الذين بعده) ...
لكن لعله مال إلى تفريق البخاري وأبي حاتم رحمهما الله بينهما وهو ما رجحه الحافظ ابن حجر رحمه الله أنهما شخصان مختلفان ..
فالأول قال فيه البخاري منكر الحديث وتبعه أبو زرعة وقال فيه أبو حاتم ليس بالقوي وضعفه عمرو بن علي ..
والثاني قال فيه أبو حاتم شيخ ولم يذكر فيه البخاري في التاريخ جرحا ولا تعديلا وذكره ابن حبان في الثقات ووثقه عمرو ابن علي وقال فيه أحمد بن حنبل فيما حكاه الساجي كان يصحف لا يحسن يقرأ كتابه ....
وإذا قال أبو حاتم عن راو إنه شيخ فاختلف الباحثون فمن قائل إنه لا تقبل روايته إذا تفرد بها؛ لأنها تعني أنه رجل صالح مقل من الرواية و لا يدرى حاله، ومن قائل إنها تطلق على الراوي الذي لا يرتقي حديثه إلى الصحة لكن يكون حسن الحديث ومن أشهر من رجح ذلك من المعاصرين العلامة الألباني رحمه الله (انظر الضعيفة ج13 ص626) ..
- أما سكوت البخاري فهو محل نظر واختلف الباحثون حوله ما بين قائل إنه توثيق، وما بين قائل إنه ليس بتوثيق كما قال ذلك العلامة الألباني أيضًا
(الضعيفة ج11 ص302) وذكر أن بعض من سكت عنهم البخاري ذكرهم في كتابه (الضعفاء الصغير) وسمعت الشيخ يذكر في إحدى الأشرطة - ونسيت أيها! - يدعو الباحثين إلى استقصاء من ذكرهم البخاري في التاريخ وسكت عنهم ثم ذكرهم في الضعفاء ..
الخلاصة أن الحديث يدور بين الضعف والحسن.
والحديث قد شهد الواقع بصحته، فهل يكون هذا مرجحًا؟؟
قال لي الشيخ عادل هذا لا يعجز أحد من البشر أن يتوصل إليها، ففهمت من كلامه أنه لا يرى الواقع هنا مرجحًا.
طبعًا الشيخ عادل لم يقل لي حكمه على الحديث، فذلك يحتاج إلى دراسة للحديث كما تعلمون وليس في دقيقتين! لكن أقصد أنه رفض الترجيح بمطابقة الحديث للواقع.
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[01 - 02 - 09, 10:06 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وبعد؛
فقد كنت كتبت بحيثاً صغيراً في مادة من مواد الدكتوراة في الجامعة الأردنية بعنوان الواقع والحكم على الحديث، وقد أرفقته بملف وورد، رجاء الإفادة والاستفادة، والله الموفق
ـ[أبو صهيب المقدسي خالد الحايك]ــــــــ[01 - 02 - 09, 10:22 م]ـ
¥