تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قُلْتُ: وَهَذَا اخْتِيَارٌ ضَعِيفٌ لِلْحَاكِمِ أَبِي عَبْدِ اللهِ، تَعَجَّبَ مِنْهُ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ وَرَدَّهُ، فَقَالَ ((تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ)) (5/ 138): ((وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ: عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ أَتَمُّ مْنِ أَخِيهِ سُلَيْمَانَ، وَلَمْ يَسْمَعَا مِنْ أَبِيهِمَا، وَفِيمَا رَوَى عَبْدُ اللهِ عَنْ أَبِيهِ أَحَادِيثَ مُنْكَرَةٌ، وَسُلَيْمَانَ أَصَحُّ حَدِيثَاً. قُلْتُ: وَيُتَعَجَّبُ مِنْ الْحَاكِمِ مَعَ هَذَا الْقَوْلِ فِي عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ؛ كَيْفَ يَزْعُمُ أَنَّ سَنَدَ حَدِيثِهِ مِنْ رِوَايَةِ حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ أَصَحُّ الأَسَانِيدِ لأَهْلِ مَرْوَ!!)) اهـ.

قَالَ مُسْلِمٌ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ح وحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ ثَنَا أَبُو تُمَيْلَةَ قَالا جَمِيعَاً حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: غَزَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً قَاتَلَ فِي ثَمَانٍ مِنْهُنَّ.

قُلْتُ: وَلَيْسَ لِمُسْلِمٍ فِى ((صَحِيحِهِ)) بِهَذَا الإِسْنَادِ غَيْرَهُ، وَأَمَّا الْبُخَارِيُّ فَلَمْ يُخَرِّجْ شَيْئَاً عَنْ حُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ أبى عليٍّ المروزيِّ الْقَاضِي، وَهُوَ ثِقَةٌ لَهُ أَوْهَامٌ اسْتَنْكَرَ الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلَ بَعْضَ أَحَادِيثِهِ.

وَمِنْ حِسَانِ أَحَادِيثِ هَذَا الإِسْنَادِ:

قَالَ التِّرْمِذِيُّ (2545): حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ وَيُوسُفُ بْنُ عِيسَى قَالا ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ ح وحَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ وَمَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ قَالا ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ أَبِيهِ ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الشَّقِيقِيُّ وَمَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ قَالا ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ)).

قَالَ أَبُو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ)).

وَمِنْ غَرَائِبِهِ:

قَالَ التِّرْمِذِيُّ (2697): حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ سَمِعْتُ أَبِي بُرَيْدَةَ يَقُولُ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي، إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ وَمَعَهُ حِمَارٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ارْكَبْ، وَتَأَخَّرَ الرَّجُلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لأَنْتَ أَحَقُّ بِصَدْرِ دَابَّتِكَ، إِلا أَنْ تَجْعَلَهُ لِي) قَالَ: قَدْ جَعَلْتُهُ لَكَ قَالَ: فَرَكِبَ.

قَالَ أَبُو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ)).

قُلْتُ: وَالَّذِى يَظْهَرُ بِاسْتِقْرَاءِ صَنِيعِ الشَّيْخَيْنِ فِى ((الصَّحِيحَيْنِ)) أنَّ:

أَصَحُّ الأَسَانِيدِ عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيْبِ: سُفْيَانَ الثَّوريُّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ.

قَالَ مُسْلِمٌ ((كِتَابُ الشِّعْرِ)) (4194): حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ فَكَأَنَّمَا صَبَغَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرٍ وَدَمِهِ)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير