تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فلعلك تفهم الآن العبارة؟ ونعم ما أفاد أبو محمد، وما يضره إن لم يكن السبق له، وإن كان الأولى أن تكون العبارة " من اختلف في جهالته " وأخيرا أخي الكريم إذا تدبرت ما أكتب تستفد كثيرا، وكم من عالم حرر نتيجة سؤال جاهل! ولنا بأبي عبيد القاسم بن سلام خير سلف، كم من راو لا يعرفه يحي بن سعيد وعرفه غيره فإطلاق العبارات على عواهنها غير محمود ومنهج غير مرضي ولا يوصل إلى نتيجة سليمة، يقولون إن عمرو بن أبي عمرو وثقه ابن معين لرواية مالك عنه وكما رأيت قد ضعفه بعض أهل المعرفة عن ابن معين! وعمرو ثقة، وثقه أبو زرعه، ألم يقولون أن مالك لم يذكر في الموطأ إلا الثقات؟ فكيف يكون عمرو مجهولا! ألا يجب حفظك الله الوقوف عند هذا ومن ثم تقديم تفسير سليم مقبول ليتعلم الجاهل ويتذكر الغافل بدل أن يضيق الصدر وتُلمز الأنفس ويُنتصر للشهرة، أخي أقول لك كم من مشار إليه بالبنان وهو على شفى جرف هار (وهذا كلام عام بارك الله فيك لا تحمله أكثر مما يطيق) فإذا لم نبلغ ما نراه مما يثير التساؤل فكيف يتعلم الطالب ويرتقي علم العالم، وأعلم أنه بقدر ما تعترض صوابا أم خطأ فإنه فيه خير كبير للمتصدي للحديث طلبا وتعليما، فلا نموتن موت المتفقرة، نعوذ بالله من ذلك.

ثم إنني أخي الكريم لم أزد على قول أهل العلم ووقفت عنده، وهذا واضح من النقول، أللهم إلا ما سلكت فيه سبيل من حكم بجهالة كبشة ـ عمدا ومحاكاة له، وبين المنطق وعلم الحديث بون ـ فبيننا وبين من يحكم عليها بالجهالة ومن عرفها القرون والصحارى، واعلم أن من نصب نفسه معلما عليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بقوله، وقد نُسب ما يشبه ذلك إلى علي رضي الله عنه. ومن صفات طالب العلم التريث، والتحرير وقد أشار أبو المقداد إلى ذلك؛ وهل التدقيق والتحرير سوى عدم الهجوم غير المدروس وعدم التحكم والاستبداد؟! فمن أصر على جهالة كبشة وقد وثقها من وثقها من أهل المعرفة بهذا الفن فقد استبد، إن شئنا أم أبينا، قد أكون بحاجة لفهم العربية وتحرير الألفاظ، أو استعمال ما هو أسهل وأيسر على القارئ فأستغفر الله لهذا التعقيد وعلي أن آخذ دورسا في الإنشاء ولم لا؟ ثم اعلم أن على طالب العلم أن لا يكون ببغاء، كما عليه أن يؤدي ما يجد من دقائق إلى من هو أوسع معرفة وأكبر قدرا كما أنه على الأخير أن لا يضيق صدره بذلك ويخرج عن جادة المعلم " فبابي هو وأمي فو الله ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه فو الله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني" والحمد لله رب العالمين

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير