ثانيا: الإختلاف في حال يحيى بن سليمان الحُفْري:
عن فضيل بن عياض وعباد بن عبد الصمد وعنه ابنه عبد الله بن يحيى (كما نقله الحافظ ابن ناصر الدين في "التوضيح") و جبرون بن عيسى (زاد السمعاني فقال: وهوآخر من حدث عنه) توفي سنة 237.
ومشى حاله الذهبي فقال -كما سبق-: ما علمت به بأسا.
وظاهر صنيع المنذري أنه وثقه.
ولم ينقل فيه ابن ناصر الدين جرحا ولا تعديلا
ولم يعرفه الهيثمي.
- وقال الألباني:هوعندي مستور.
- ونقل الألباني عن أبي نعيم أنه قال-كما سبق-: (فيه مقال) - ولم يفسر.
ت: وممن وثقه بلديه حافظ القيروان أبو العرب فقال تتمة للترجمة المذكورة سالفا: " وكان مسنا ثقة، سمع من أبي معمر عباد بن عباد الصمد حديثا كثيرا، وكان عالما بالفرائض والحساب.
قال أبو العرب: لقد حدثني ابنه عبد الله أن أباه أرادوا أن يولوه ديوان أفريقية لعلمه بالحساب وهو يومئذ حدث وكان ذلك سنة خمس وخمسين ومئة فسمع يومئذ من يونس بن يزيد الايلي ثم رجع بعد ذلك إلى المشرق فلقي سفيان بن عيينة والفضيل بن عياض وغيرهما. وسمع بأفريقية من غير واحد منهم عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وعبد الملك بن أبي كريمة وغيرهما.
قال أبو العرب: وسألت عبد الله بن أبي زكرياءعن مولد أبيه فقال: سنة أربع وثلاثين ومائة ومات سنة سبع وثلاثين ومائتين.
قال أبو العرب: وقال عبد الله ابنه: وولدت أنا قبل المائتين بسنة وسمع من أبي زكرياء بشر كثير من أهل القيروان من أصحاب سحنون وغيرهم"اهـ.
ت: فظن الشيخ أن يكون الحفري من المتصوفة ظن بعيد.
أما ابن حبان فالظاهر أنه لم يترجم له، قال الألباني في تتمة كلامه السابق:" وجدت في أتباع التابعين من الثقات المجلد التاسع ترجمتين:
أحدهما: يحيى بن سلام الافريقي المصري
والأخرى: يحيى بن سليمان الجعفي، وهذا مترجم في التهذيب وليس بظاهر أن أحدهما هو "الجفري" فالله أعلم.
ت: وليسا يقينا "الحفري" والأول من مشاهير المغاربة وله ترجمة مطولة في هذه السلسلة تأتي إن شاء الله.
ثم نقل الشيخ عن الحافظ أنه ذكر الحديث في الإصابة في ترجمة أبي الدحداح من رواية أبي نعيم ثم قال:"ولا يصح جبرون واهي الحديث" فلم يتعرض للحفري على أنني أرجح أنه يكون قد غلط في جبرون وخلطه بجبرون بن واقد الافريقي فقد ذكروا في ترجمته أنه متهم في حديثه ولم ينقل ذلك في حال جبرون بن عيسى وليسا بواحد.
4) - قال ابن حجر في اللسان في ترجمة عبد الله بن عثمان المعافري: وأظن هذا أخا لحاتم بن عثمان المعافري الذي استدركت ترجمته في حرف الحاء أو هو بدليل رواية داود بن يحيى عنه وإنما وقع السهو في اسمه.
ت: والصحيح الأول. قال أبو العرب في الطبقات (ص:82):" عبد الله بن عثمان أبو طالب الأبزازي، كان رجلا صالحا ثقة سمع من مالك ومن ابن فروخ. روى عنه داود بن يحيى حدثنا بذلك أحمد بن يزيد وغيره"اهـ.
وقال أيضا (ص:150):" أبو عثمان حاتم بن عثمان المعافري وأخوه أبو طالب كانا تقيين لهما سماع من عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، ومن مالك بن أنس، قال أبو العرب: وأحسب أن رحلتهما كانت مع ابن غانم القاضي، روى عنه داود بن يحيى الصوفي وغيره"اهـ.
5) - قال الذهبي في الميزان في ترجمة عبد الرحمن بن الأشرس الافريقي:" عن مالك، مجهول الحال …"، وتعقبه الحافظ في اللسان ناقلا عن أبي العرب ترجمته كما في الطبقات لكنه خلط بين ترجمة أبي الأشرس عبد الرحمن بن الأشرس الأفريقي، وأبي مسعود عبد الرحمن بن مسعود بن أشرس الأفريقي، وفاته أن ينقل عن أبي العرب قوله في أبي الأشرس (ص:223):" لعله أن يكون أخا لأبي مسعود ابن الأشرس"اهـ. وهو دليل آخر على أن الحافظ لم يقف على تصانيف أبي العرب.
6) - جاء في السلسة الضعيفة للألباني تحت حديث رقم (1198): " جئتم تسألوني عن ذي القرنين، إن أول أمره أنه كان غلاما من الروم .. (الحديث) أخرجه ابن عساكر عن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن سعيد بن مسعود عن رجلين من كندة من قوم قالا:… (فذكرا قصة).
قال الألباني: وهذا إسناد مظلم، عبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن زياد ضعيفان. وسعيد بن مسعود لم أعرفه.
¥