جُرْجَانَ رَاجِعَاً مِنْ خُرَاسَانَ، سَأَلْتُهُ أَنْ يُقِيمَ بِجُرْجَانَ، فَأَبَى، وَحَمَلَ جَمِيعَ كُتُبِهِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدِي وَدِيعَةً مِنْ سَمَاعَاتِهِ بِجُرْجَانَ، وَرَأَى كِتَابِي هَذَا، فَاسْتَحْسَنَهُ، وَسَأَلَنِي أَنْ اكْتُبَ اسْمَهُ فِي هَذَا الْكِتَابِ، فَأَثْبَتُ اسْمَهُ فِيهِ، لِمَا كَانَ بَيْنِي وبَيْنَهُ مِنْ الصَّدَاقَةِ، وَالصُّحْبَةِ الْقَدِيْمَةِ بِجُرْجَانَ، وَنَيْسَابُورٍ، وَالْعِرَاقِ، وَمِصْرَ. وَخَرَجَ مِنْ جُرْجَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِمِائَةٍ إِلَى أَصْبَهَانَ، وَالْعِرَاقِ، وَالشَّامِ. وَمَاتَ بِمِصْرَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِمِائَةٍ)).
قُلْتُ: مَعَ الصَّدَاقَةِ الْوَطِيدَةِ، وَالصِّلَةِ الْوَثِيقَةِ مَا بَيْنَ السَّهْمِِيِّ وَالْمَالِينِِيِّ، إِلا أَنَّهُ لَمْ يَضْبِطْ اسْمَهُ، وَلا تَارِيخَ وَفَاتِهِ!!.
فَقَدْ قَالَ أبُو إِسْحَاقَ الْحَبَّالُ: تُوُفِّي أبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ السَّابِعَ عَشْرَِ مِنْ شَوَالٍ سَنَةَ اثْنَتِي عَشْرَةَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ.
أَسْنَدَ أبُو الْقَاسِمِ بْنُ عَسَاكَر فِي ((تَارِيخِ دِمِشْقَ)) بِالإِجَازَةِ عَنْ أبِي الطَّاهِرِ السِّلَفِيِّ أنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصَّيْرَفِيُّ سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عَلِيٍّ الأَزْجِيَّ يَقُولُ: أَخَذْتُ مِنْ أَبِي سَعْدٍ الْمَالِينِيِّ أُجْرَةَ النَّسْخِ وَالْمُقَابَلَةِ خَمْسِينَ دِينَارَاً فِي دُفْعَةٍ وَاحِدَةٍ.
ـــ هامش ـــ
(1) مذكور فِي: تَدْرِيبُ الرَّاوِي فِي شَرْحِ تَقْرِيبِ النَّوَاوِيِّ (1/ 106)، وتَوْجِيهُ النَّظَرِ إِلَى أُصُولِ الأَثَرِ (1/ 340)، تَوْضِيحُ الأَفْكَارِ لِمَعَانِي تَنْقِيحِ الأَنْظَارِ (1/ 66)، النُّكُتُ عَلَى مُقَدِمَةِ ابْنِ الصَّلاحِ (1/ 223).
(2) تَرْجَمْتُ لَهُ تَرْجَمَةً وَافِيَةً فِي كِتَابِي ((الأَرْبَعُونَ الْمَالِينِيَّةُ)).
ـ[أبو بكر الهاشمي]ــــــــ[10 - 09 - 05, 09:45 م]ـ
أخي الكريم لا شك في بطلانه، وقد رد عليه الإمام الذهبي رحمه الله في السير في ترجمة الحاكم أبي عبد الله رحمه الله.
ـ[سيف 1]ــــــــ[11 - 09 - 05, 12:59 ص]ـ
أخي الكريم أبو بكر أظن شيخنا أبو محمد يتكلم عن صحة نسبة القول لقائله لا كونه باطلا في نفسه (اي الكلام). وأظنه يتبع من الشيخ.والله اعلم
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[11 - 09 - 05, 08:52 ص]ـ
أخي الكريم أبو بكر أظن شيخنا أبو محمد يتكلم عن صِحَّةِ نِسْبَةِ الْقَوْلِ لِقَائِلِهِ لا كونه باطلا في نفسه (اي الكلام).
وَلَم يَزَلِ الثَّنَاءُ عَلَيْكَ يَتْرَى ... بِظَهْرِ الْغََيْبِ يَتْبَعُهُ الدُّعَاءُ
نَعَمْ، هُوَ ذَاكَ.
وَإِنَّمَا أَتَعَجْبُ لِتَلِكَ الْمَقَالَةِ مَعَ وُضُوح بُطْلانِهَا، أَيَصْدُرُ مَثْلُهَا عَنْ الْمَالِينِيِّ الْحَافِظِ!.
وَأَعْنِي: تَحْقِيقَ سَنَدِهَا، وَالتَّعَرُّفَ عَلَى مَقَاصِدِ قَائِلِيهَا.
وَلا يَخْفَاكَ أَنَّ الْمَالِينِيَّ كَانَ مُعَاصِرَاً لِلْحَاكِمِ، مُشَارِكَهُ فِي مُعْظِمِ شُيُوخِهِ مِنْ النَّيْسَابُورِيِّينَ وَالْخُرَاسَانِيِّينَ.
ـ[أبو بكر الهاشمي]ــــــــ[11 - 09 - 05, 10:08 ص]ـ
جزاكم الله خيرا