ودعني أيسر لك الإجابة
إن قلت نعم: أنهينا الحوار.فلا فائدة منه
وإن قلت لاقلنا: قلنا فهل كان الغزالي مبتدعا بمخالفته طريقة الشافعي؟
إن قلت نعم: أنهينا الحوار فلا فائدة منه.
وإن قلت لا قلنا:فلا فرق
وسلام مع ود موصول من راجي لك الخير/أبو فهر
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[15 - 09 - 05, 02:12 ص]ـ
أخي الكريم ..
تكلمتَ بكلام طويلٍ، ولا أظنك بادلتنا فيه الاحترام الذي أوليناكه، فلعلك تنتبه لهذا مستقبلاً.
والعجيب جدًا أنك بعد أن انتهيت من ذلك، أنهيت المسألة، وختمتها، كأننا سلمنا لك، واقتنعنا بكلامك، وكأن ما قلتَه إلزام لا محيد لنا عنه.
أخي العزيز، قلتَ: "مع أنني أرى أنه لا فائدة إذ الموضوع مستهلك مبحوث وكلنا عندنا الكتب والملفات المخزنة من ردود من الطرفين وسيصبح الأمر مجرد مناظرات القص واللصق كما قلت سابقا وهذا ما لا أحبه لأنه غالبا بلا جدوى واتباعي لأئمة هذا الشأن في هذا العصر المشهود لهم بالنبوغ فيه والموضوع لهم القبول أولى بكثير ممن اتباع من أحدث هذا القول "، أسألك إذن: لماذا أثرت الموضوع من أوله، ما دام الموضوع مستهلكًا مبحوثًا، وأنك متبع لأئمة هذا الشأن ... إلخ؟!!
ومع ذلك، فلن أعتبر الموضوع انتهى، وسأتطرق لبعض النقاط التي اعتبرتَ أنك رددتَ على ما أوردتُهُ آنفًا، مع أنك تركت أشياء مما ذكرتُهُ، وهي مقنعة - إن شاء الله - لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
قلتَ أخي الكريم: "أما من قال أن لهذا العلم أسرارا وهم أعلم به إذ هم أول من أسسه".
أقول: أخطأت، وأخطأ من قال ذلك، ولو أعدت النظر - بتجرد - في هذا الموضوع، لن تجد أن أحدًا قال ذلك.
أما إن كنت فهمتَ ذلك من قولي: "وهكذا العلوم، الأئمة الذين وضعوا أسسها، وبنوا أول بنائها، أعلم بها، وأكثر قدرةً على معرفة أسرارها وكنهها"، فاسمح لي أن أقول لك أخي الكريم: هذا الفهم سطحيٌّ جدًا، ولن تستفيد منه في حياتك ما دام كذلك.
أخي العزيز، معنى كلامي - ببساطة أكثر -: مؤسسو العلم أعرف به، وبطرق الاستنتاج فيه، وأعرف بمسائله، وأضبط لمشتبهه، وأعلم بمشكِلِهِ.
ثم إنك بنيتَ على أن معنى كلامي أن لعلم الحديث أسرارًا، فأخذتَ تقول مواصلاً: "فهذا العلم ليس فيه أسرار البتة ولو كان كذلك لضاع العلم مع موتهم بل هو علم معروف معلوم".
ثم قلتَ: "ثم ألا ترى أن مثل هذا الكلام يحسنه كل متعصب لبدعته حين يتعصب لإمامه بدعوى أنه يعرف ما لا نعرفه واطلع على ما لم نطلع عليه وغير ذلك من الحجج التي تجر على الأمة وقوفها عند التقليد البحت بل الأعمى بمثل هذه الحجج والأسرار!!! ".
وأقول: لو سلمنا بهذا الفهم السطحي، واعتبرنا أنني أقول بأن أئمة علم الحديث ومؤسسيه وبانيه، مثل الإمام ابن مهدي وابن معين وابن المديني وأحمد والبخاري ومسلم وأبي حاتم وأبي زرعة = يعرفون أسرار ذلك العلم، هل تشبههم بأئمة المبتدعة الذين يتعصب لهم أتباعهم بأنهم يعرفون ما لا نعرف.
أخي الكريم، هل تدري ماذا تقول؟! أعد النظر في هذا بتعقُّل!
خلاصة هذه النقطة يا أخي أن المتقدمين يعرفون في علم الحديث، ويضبطونه، ويتقنونه، ويجيدون معرفة رجاله وعلله = أكثر من غيرهم، فعلى أيديهم قام هذا العلم، واشتد ساعدُهُ، وليس أحدٌ أعرف بشيءٍ من مؤسِّسِهِ، وليس هنالك أسرار ولا شيء من هذا القبيل.
ثم قلتَ: "ولكن لا شك أن الآخر يستفيد من الأول وللأول الفضل عليه بذلك لكن هذا لا يعني أن الأخر لا يمكن أن يستدرك على الأول أو يرد عليه بأي علم من العلوم".
أقول: وماذا قلتُ أنا؟! أنا قلت هذا، لكنك غفلت عنه أو أغفلتَه.
أخي .. انظر: "ولا ضير أبدًا من ترجيح قول المتأخر على قول المتقدم، إن كان بدلائل واضحة، وأسباب مقنعة، وعلى هذا سار الداعون إلى منهج المتقدمين في بحوثهم، وهذا ظاهر".
ثم قلتَ: "أما قول من قال أن هذا التفريق ليس هو تفريقا للأمة فهو كلام نظري يخالفه المنهج العملي وآثاره ومجرد قولك تقديم قول المتقدم
لمجرد تقدمه على المتأخر يدل على بطلانه".
لا أدري ماذا أقول، لكن إن كنتَ تفهم الكلام العربيَّ، فستفهم أنني لم أقل ذلك!
¥