وما أدري هل هناك فرق آخر بين المعاصرين والمتأخرين إن كان إنكار من يريد أن ينكر على أصحاب المنهج الخالص الأصولي في التصحيح والتضعيف فلماذا لا يقال هذا صراحة ولماذا يحشر معهم غيرهم من المحدثين الذين ربما صححوا مثلا بالشواهد والمتابعات وغير ذلك لماذا يطال الكلام أئمة الحديث في العصور اللاحقة لعصور من سموا بالمتقدمين
أما من قال أني اتهمت الشيخ ابن باز فالله يسامحه أنا بينت أن فتواه في الزهراني لم أرها ولم أر كتاب الزهراني وإنما تكلمت عن الفتوى في الحلبي وحينها ابن باز لم يكن وعنها قلت أني تتبعتها يعني تتبعت كلامهم وقارنته بالكتاب ورأيت فعلا ولكل واحد أن يفعل ما فعلت حتى يظهر له أن الفتوى غير مطابقة لما جاء بالكتاب في مواضع وأنها تحميل للكتاب من معاني لا يحتملها مما يؤكد أحد أمرين إما أنهم لم يقرؤوا الكتاب واعتمدوا على أقوال غيرهم وإما قرؤوا وأصدروا فوقعوا فيما وقعوا فيه وبين ذلك بأوضح بيان الحلبي نفسه في الأجوبة المتلائمة
أما قولك أن للمجتهد أن يقعد قواعد في الصناعة وليس شرطا أن يكون له سلف ولم تر من اشترط هذا أو على الأقل لم تر من يرميه بالبدعة فكلام غير صحيح أرأيت إن جاء رجل وادعى اجتهادا ما وقعد أصولا جديدة يستنبط بها الأحكام وخالف بذلك من كان قبله يعني بنتائج الفقه فماذا يسمى هذا أيسمى مجتهدا أم يسمى مخربا ألا ينكر عليه فعلته وهذا تماما ما فعله بعض المحدثين مع قواعد الأصوليين في التصحيح والتضعيف ولكن المشكلة أن يحشر معهم اليوم غيرهم
أخي أبا فهر قلت لك إن وجد هناك منهج كامل اتبع من دون منهج من سبق فأدى إلى نتائج لا يؤديها دلك المنهج فهنا لابد من الإنكار وأنا أقول لك أما مناهج الأصوليين الذين سألت هل هم على قواعد الشافعي فإن كنت تقصد أصوليي الشافعية فأقول هم غالبا وليس في كل شيء على أصوله وعليه ألفوا ما ألفوا من كتب أصول وفقه نعم هم أدخلوا أشياء غير ما كان عليه الشافعي ولكن لم يخرجهم هذا من مسمى الشافعية وكذلك أصوليي كل مذهب ونفس الكلام بالنسبة للفقه هل كل فقهاء الشافعية على ما كان عليه الشافعي الجواب لا ولكن هل أخرجهم هذا عن أن يكونوا شافعيين الجواب لا ولذلك ترى مثلا أن أصوليي الأحناف لن يدخلوا في مسمى الشافعية لأن غالب أصولهم تخالف أصول الشافعية وليست كلها يعني أن هذه المخالفة الكبيرة تؤدي لنتائج مغايرة عما عليه الشافعية فلذلك لا يمكن أن يحشروا فيهم ومثله في الفقه والكلام نفسه يمكنك تطبيقه في الحديث وصناعته
أما الأخ محمد أنا لما أنهيت المسألة أنهيتها من طرفي ولم يخطر في بالي لحظة أنكم اقتنعتم ولذلك أنهيت الحوار ولكن قلت هي ذكرى وأما عن الاحترام فأين قللت أدبي معكم فإن كان أرجو المسامحة وأسأل الله أن يحسن خلقي كما حسن خلقي
وأنا لم أشبه أحدا بأئمة المبتدعة بل بالعكس شبهت التعصب للائمة الأربعة وأمثالهم ممن تعصب لهم ويدخل في هذا نعم غيرهم من رؤوس المبتدعة الذين تعصب لهم فلماذا تلزم كلامي بتشبيه أولئك الأئمة البخاري وغيره بالمبتدعة وحسب لماذا لا تذكر أئمة الفقه غير المبتدعين بل المبدعين؟
ثم ما زلت تقول أن كلام المتقدم يقدم لمجرد أنه متقدم أما قولك لأنه أخبر في هذا العلم وأعرف وما إلى ذلك فهذه وحدها غير كافية لترجيح كلامه وهذه الحجة كما قلت لك هي نفس حجة الذين يقدمون كلام الشافعي على كلام غيره أو قل أحكامه عند المخالفة فمجرد أنهم أخبر وأعلم لا يكفي يا أخانا بل العبرة بالدليل وإصابة الحق ألم تر أن بعض التلاميذ قد يرد على أستاذه الذي هو أخبر منه وأعلم
نعم الأخبر والأعلم والأتقى أولى باتباعه ولكن لا يعني هذا ترجيح قوله عند المخالفة لمجرد هذه الميزة فليعلم ذلك وإلا لو كان الأمر كما قلت لما رأيت مخالفا لأبي حنيفة ولمالك ولا ولا ولا
وأما تكريرك لمقالة الذهبي وغيره قلت سابقا هل رأيت الذهبي بعد هذا الكلام انتهى عن الخوض في الحديث وأنت اسأل نفسك وأجبها هل الذهبي عندك من المتقدمين أم المتأخرين منهجيا؟ يمكنك أن تحتفظ بالجواب
أما الألباني فأنا معك ومع كل عاقل منصف أنه بشر يمكن أن يستدرك عليه حتى أمثالي وبالأولى أمثالكم ولكن السؤال نفسه يرد هو على أي منهج عندكم؟ ويمكنك أن تحتفظ بالجواب
ويبقى أيضا السؤال من سبق من الأئمة لهذه الدعوة التي تقولونها بهذا الشكل مما يوحي للسامع أنها فاقعة وقعت فيها الأمة حديثيا ويجب أن تصحح الآن أليس الدعوة لهذه التفرقة اليوم بهذا الشكل وفي هذا العصر بحيث لا تجد لها سلفا تحتاج إلى وقفة
أرجو أن لا يعاد الجواب على هذا بكلام الذهبي وغيره فهو ليس جوابا على هذا أبدا لمن تدبر كلامهم ثم فعلهم
أما إن كان هناك تقصير بالجواب على من كتب ولكل ما كتب فعذرا فأنتم ترون أني واحد والكتاب من الطرف المحب الآخر كثر ولله الحمد فلا أستطيع أن أرد على كل فوقتي أضيق من ذلك وأنا عندما بدأت لم يخطر في بالي أن يصل الموضوع لهذا الحد ولكن قدر الله وما شاء فعل
والسلام عليكم
¥