تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال السخاوي:" ولذا كان الحكم من المتأخرين عسراً جداً، وللنظر فيه مجال، بخلاف الأئمة المتقدمين الذين منحهم الله التبحر في علم الحديث والتوسع في حفظه كشعبة والقطان وابن مهدي ونحوهم وأصحابهم مثل أحمد وابن المديني وابن معين وابن راهويه و طائفة، ثم أصحابهم مثل البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي، وهكذا إلى زمن الدارقطني البيهقي ولم يجئ بعدهم مساو لهم ولا مقارب أفاده العلائي، وقال: فمتى وجدنا في كلام أحد المتقدمين الحكم به كان معتمداً لما أعطاهم الله من الحفظ الغزير وإن اختلف النقل عنهم عدل إلى الترجيح

ا. هـ 6

يعني السخاوي بقوله هذا، أن تصحيح الحديث أو تعليله بناء على معرفة ما يحيط به من القرائن يصعب على المتأخرين، بخلاف المتقدمين لتبحرهم في علم الحديث وتوسعهم في حفظه.

وقال الحافظ العلائي بعد أن سرد آراء الفقهاء وعلماء الأصول حول مسألة زيادة الثقة:" كلام الأئمة المتقدمين في هذا الفن كعبد الرحمن بن مهدي ويحي بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل و البخاري وأمثالهم يقتضي أن لا يحكم في هذه المسألة ـ يعني زيادة الثقة ـ بحكم كلي، بل عملهم في ذلك دائر على الترجيح بالنسبة إلى ما يقوى عند أحدهم في حديث حديث" 7.

وقال الحافظ ابن حجر في المناسبة نفسها:" والمنقول عن أئمة الحديث المتقدمين كعبد الرحمن بن مهدي ويحي القطان وأحمد بن حنبل و يحي بن معين وعلي بن المديني والبخاري وأبي زرعة وأبي حاتم والنسائي الدارقطني وغيرهم اعتبار الترجيح فيما يتعلق بالزيادة وغيرها، ولا يعرف عن أحد منهم قبول الزيادة " 8.

وهذه النصوص واضحة وجلية في مدى احترام أئمتنا فكرة التفريق بين المتقدمين والمتأخرين في مجال الحديث وعلومه، وشعورهم العميق بالفوراق العلمية الأخذة في تبلورها بينهم بقدر كبير في معالجة مسائل علوم الحديث، تنظيراً وتطبيقاً.

كما أن هذه النصوص تحمل إشارة واضحة إلى أن كلمة " المتقدمين " يقصدون بها نقاد الحديث، باستثناء المعروفين منهم بالتساهل في التصحيح: كابن خزيمة وابن حبان والحاكم. بينما يعنون بالمتأخرين غير النقاد ممن كان يقبل الأحاديث ويردها بعد الدارقطني، من الفقهاء وعلماء الكلام وغيرهم ممن ينتهج منهجهم، أو يلفق بينه وبين منهج المحدثين النقاد، كما هو جلي من سياق كلام الحافظ العلائي والحافظ ابن حجر، إذ إن تعقيبهما الذي نقلته آنفا كان بعد سرد آراء علماء الطوائف ـ وهم الفقهاء، وعلماء الكلام والأصول، وعلماء الحديث حول مسألة زيادة الثقة. ولذلك ينبغي أن يكون الحد الفاصل بينهم منهجياً أكثر من كونه زمنياً.

هذا وقد كان استخدام لفظتي " المتقدمين والمتأخرين " مألوفاً في كتب مصطلح الحديث وغيرها، مما يبرهن به على وجود تباين بينهم في استخدام المصطلحات عموماً، الأمر الذي يفرض على الباحث في علوم الحديث أن يأخذ ذلك بعين الاعتبار عند شرح المصطلحات والنصوص ذات الطابع النقدي، لا سيما في الأنواع التي توسعت مفاهيمها وضوابطها في العصور المتأخرة، كطرق التحمل والأداء، والجرح والتعديل.

ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[17 - 09 - 05, 01:49 ص]ـ

قال ابن حجر في التلخيص الحبير

وروى ابن ماجه من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حثى من قبل الرأس ثلاثا وقال أبو حاتم في العلل هذا حديث باطل

قلت (ابن حجر) إسناده ظاهره الصحة قال ابن ماجه حدثنا العباس بن الوليد ثنا يحيى بن صالح ثنا سلمة بن كلثوم ثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة ثم أتى قبر الميت فحثى عليه من قبل رأسه ثلاثا

ليس لسلمة بن كلثوم في سننا بن ماجة وغيرها إلا هذا الحديث الواحد ورجاله ثقات

وقد رواه بن أبي داود في كتاب التفرد له من هذا الوجه وزاد في المتن أنه كبر عليه أربعا وقال بعده ليس يروى في حديث صحيح أنه صلى الله عليه وسلم كبر على جنازة أربعا إلا هذا فهذا حكم منه بالصحة على هذا الحديث

لكن أبو حاتم إمام لم يحكم عليه بالبطلان إلا بعد أن تبين له وأظن العلة فيه عنعنة الأوزاعي وعنعنة شيخه وهذا كله إن كان يحيى بن صالح هو الوحاظي شيخ البخاري والله أعلم

ـ[محمد بشري]ــــــــ[17 - 09 - 05, 01:51 ص]ـ

العلامة بوخبزة أديب شاعر خبير بالكتب المطبوعة والمخطوطة،أما القضايا الحديثية الدقيقة فلها أهلها المختصون فيها،فيا ليث الإخوان يتنبهون لمثل هذا ويسألون المشايخ فيما اختصوا به من علوم.

ـ[الحضرمي]ــــــــ[17 - 09 - 05, 09:20 ص]ـ

أعضاء اللجنة لم يروا الحق الذي رآه الحلبي!!!! لا تعليق لهذا الكلام الساقط و حكايته تدل على سقوطه.

ألا فاتقي الله وأقلل من هذه الترهات، وليس الحلبي موضوعنا.

تنزلا معكم: نترك كلام اللجنة في الزهراني (ولو كان في المعتقد!!)، وإن كان الكلام هنا بحثا علميا، تلك المجازفات عندنا وقد قرأت مسألة على الشيخ حمزة جزءا منها فصار يعجب من كلام الرجل وليس هو و لا آخر من يعجب.

يبدوا أنك لم تقرأ الموازنة ولا غيرها، ولم تسمع كلام من أحلتك إليهم و لا تعرف إلا (المجازفات) فهنيئا لهذا الإستقراء و النتيجة.

أخي أنا في غنى عن هذا الجدال السقيم العقيم الذي لا طائل منه، فالرجل قد أعد العدة و عنده الحق الذي لا مجال للنظر فيه.

والله أسأل أن يحفظ سنة نبينا من عبث هؤلاء (و لا أقصد المتقدمين ولا المتأخرين من أهل الحديث) إنما من فئة تناطح الجبال زعما أنهم رجال و النقاد رجال (كلمة حق أريد بها أبطل الباطل).

الإخوة (أحمد عبدالرؤوف، خالد عمر، عبدالله عبدالرحمن) أعانكم الله والبريقي وعوض في واد و أنتم في واد.

وفي الختام أسأل الله أن يهدينا جميعا ولا حول ولا قوة إلا بالله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير