تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لكن مع كثير من التأمل لكلام الأخ بريقي نجد أنه كان حريصًا على أن يشتمل رده الأخير على ثلاثة معالم ..

1 - تأكيد عدم فهمه للموضوع.

2 - وهروب.

3 - وتعمّد تخليط!

===============

1 - فأما ما يؤكد عدم فهمه للموضوع فقوله:

إن كان النظر للمخالف للمتقدمين هو إلى حجته فما معنى إذا القول بوجود منهج مخالف إن كان هو على هذا المنهج المخالف

ومع ذلك ننظر إلى قوله فإما أن قوله له وزن مه مخالفته في المنهج وحينها لا داعي للقول إذا بمنهجين لا يقبل منهما المتأخر وإلا كانن التفريق جعجعة لا طحن فيها

أما إن كان النظر له لمعرفته هل سلك الجادة على طريقة المتقدمين فاسمح لي هذا تضييع للوقت وإتعاب بلا طائل

ما دامت الثقة قائمة بأئمة العلل وحسب ومن خالفهم فنادر جدا

وهذه الأسطر عبارة عن بعض الكلمات المتراصة، بعد تأمّلها عرفت أن الأخ ـ المسكين ـ يريد أن يقول لنا:

((إذا كان اعتراضكم على منهج المتقدمين اعتراض على أصولهم ونظرياتهم فلا معنى أن تنظروا إلى تطبيقهم ..

لأنكم تخالفونهم في القاعدة ..

أمّا إن كانوا موافقين لكم في القواعد، بحيث يكون بعض كلامهم صحيحًا، فلا داعي للقول بمنهجين مختلفين .. )).

أقول للأخ الكريم ـ نوَّر الله بصيرته ـ:

إن مخالفة المتأخرين في التصحيح والتضعيف ليست بالضرورة نابعةً من مخالفةٍ في القواعد والنظريّات،

فنحن نقول: إن تساهلاً حصل عنده المتأخرين في التصحيح والتحسين، وهذا التساهل راجعٌ إلى سببين رئيسيين:

الأول: إمَّا لمخالفتهم للأئمة النقّاد في بعض النظريات والقواعد، وجريانهم على قواعد غيرهم من الفقهاء والأصوليين مثلا .. (مثال مسألة: زيادة الثقة).

الثاني: لتساهلهم في تطبيق بعض القواعد المتفق عليها ..

ولأجل هذا السبب الثاني نحن ننظر إلى كلام هؤلاء المتأخرين، علّهم أصابوا وما تساهلوا ..

على سبيل المثال: حَرَصَ الأئمة النقّاد على التأكد من اتصال السّند خاصّة في الطبقات الأولى منه، لعلنا نقول طبقة التابعين والطبقتان بعدها ..

لكنّ كثيرًا من المتأخرين لم يكونوا على نفس درجة الحرص .. فقد صححوا بعض الأحاديث ولم يتفطنوا إلى انقطاع السند ..

مثال آخر: بعض الأحاديث يكون ظاهر إسنادها الصحة، إلا أن فيها علّة خفيّة تمنع من تصحيح المتن قد ينص عليها بعض الأئمة النقّاد، ولا يلتفت إلى ذلك بعض المتأخرين لضعف اطلاعهم على كتب العلل ..

مثال ثالث: التوسع عند المتأخرين في مفهوم التصحيح بالمتابعات، حتى أن بعضهم يصحح بطريقين، أحدهما معلول لا يثبتُ إلى المُتابِع ..

فيقول بعضهم: هذا إسناد ضعيف، مداره على فلان، لكن تابعه علان ..

فننظر فإذا الإسناد إلى علاّن لا يصحّ، فأي متابعة هذه؟!!

ولا شك أن المتأخرين لا يختلفون على ضرورة اتصال السند، والخلو من العلة القادحة قبل تصحيح المتن ..

ولا شكّ أننا نقول أن الحديث يتقوّى بالمتابعات ..

فالاختلاف هنا ليس بسبب اختلاف النظرية، لكن بسبب اختلاف التطبيق،،

وأرجو أن تكون فهمتَ ..

ولا شك أن هذا السبب الثاني ليس مطّردًا، فيكون تصحيح المتأخر صحيحًا بلا ريب، إذا لم يقع في مثل ما قلت لك،

فلا يكون السند منقطعًا، ولا في الحديث علّة نبّه عليها أحد الأئمة ..

أو قد يتفطّن المتأخر إلى الانقطاع فيضعّف الحديث ـ مثلا ـ، فيُقبل كلامه ..

لذلك تحدّيناك أن تقول لنا عن واحد فقط ممن هو على نفس منهجنا ردّ كل أحكام الشيخ الألباني، فلم تأتِ ولن تأتي!

لأن هذا محض افتراء ..

2 - وأما هروبه ففي قوله:

وعلى كل حال أنا أعتذر عن المشاركة لمدة بسبب شغل جاءني وربما إن شاء الله أتابع بعد شهرين تقريبا

وقد قلتُ من قبل أنني لا أكذّبُ الأخ .. والأمر كما قال: لكل ظروفه ..

لكن بعض ما طالبناه وألححنا عليه به لا يحتاج إلى وقت ..

فقد زعم الأخ أننا أصحاب المنهج الجديد نردّ كل أحكام الشيخ الألباني مع غيره من المتأخرين،

ومع كثرة ما طالبته ـ ومثلي الشيخ خالد بن عمر ـ بأن يأتيني بواحد فقط يقول بذلك، وصرّحتُ له أننا سنتبرّأ منه ..

إلا أنه لم يبرهن على هذه الدعوى الفارغة ..

قلتُ لعلّه يعتذر، لكنّه لم يفعل .. ولو اعتذر على مجازفته وسوء فهمه ما نقص ذلك من قدره شيئًا، بل لزاد ..

فهل يحتاج ذكر اسم واحد فقط إلى كثير وقت؟

خاصّة ونحن نطالبه بذلك منذ عشرة أيام .. ونؤكد أن هذه فرية منه،

أفلا يدافع عن نفسه؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير