تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مقدمة في طلب علم الحديث لفضيلة الشيخ صلاح عبد الموجود]

ـ[أبو معاذ الأثري]ــــــــ[22 - 09 - 05, 08:35 م]ـ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إِنَّ الحَمْدَ للهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لهُ.

وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ -وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ-.

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)} [سورة آل عمران: 102].

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (1)} [سورة النساء: 1].

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71)} [سورة الأحزاب:70 - 71].

أَمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخيرَ الهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَة.

و َبَعْدُ:

فقد طلب من بعض إخواني من طلبة العلم بعض الدروس في علم الحديث , ونظرا لكثرة مشاغلي وعدم التماس فراغ كي ألبي رغبتهم فكنت ألتمس الأعذار , وأطلب التريث والانتظار , ولكن كثرة الإلحاح دفعتني لصياغة بعض الدروس في علم الحديث , أسوقها على فترات , بدأتها بمقدمة لا بد منها , ثم الباقي على دفعات , وأسأل الله أن ينفع بها , وأنبه الإخوة أن الحوار مفتوح , ومن تعسر عليه شيء فالمراسلة أو الاتصال - والله ولي التوفيق

مقدمة في الطلب

فإن من أعظم سعادةِ الرُّوحِ , والقَلْبِ , والبدنِ , طلب العلم النّافع؛ الذي يَدُلُّ على الله ويقرب العبد منه , فَإِنَّ في مشقةِ هذا العلم لَذَّة لا تعدلها لذة , ولولا جهل الأكثرين بحلاوةِ هذه اللذة , وعِظَمِ قدرها لتجالدوا عليه بالسيوف , ولكن حُجبوا عنها بحجاب من جهل , ليخص الله بها من شاء من عباده , والله ذو فضلٍ عظيم , لقد دل الله عليهم , وأرشد إليهم فقال تَعَالَى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (43)} [سورة النحل: 43]

وقال تَعَالَى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ من كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122)} [سورة التوبة: 122]

وما أمر سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم بطلب الزِّيادة في شيء في الدُّنيا، إلا من العلم، قَالَ تَعَالَى: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [سورة طه: 114]

وأشاد سبحانه – أيما إشادة! – بفضل أهل العلم، ورفع من شأنهم، وأعلى من قدرهم، بما يعجز عن بيانه إلا البيان المبين، من كَلامِ رَبِّ العالمين

فقد جعلهم سبحانه وتعالى شهودٌ؛ على أجلِّ مَشْهُودٍ , وقرنهم بخير شُهُودٍ فَقَالَ تَعَالَى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)} [سورة آل عمران: 18]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير