[بين شعبة والثوري]
ـ[أحمد خالد فهد المجنا]ــــــــ[25 - 09 - 05, 10:56 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد
فأرحب بمرتادي ملتقى أهل الحديث وأشكر القائمين عليه ويسرني أن أبعث بهذه المشاركة المتواضعة:
اهتم أهل العلم بالحفاظ من المحدثين فجمعوا أحاديثهم، وقسموا أصحابهم على طبقات ولا يخفى ما لذلك من أهمية عندهم ومن ذلك جمع ما أخطأ فيه الحفاظ حتى يتبين ما وقع منهم ولا يُنخدع به اعتمادا على منزلتهم ومن ذلك ما وقع من شعبة إمام المحدثين فقد أخطأ في نحو من خمسين حديثا خالف فيها سفيان الثوري-فقد قصدت جمع الأحاديث التي اشتركا في روايتها إلا أن شعبة قد خالف فيها الثوري والقول قول الثوري- قال الإمام أبو داود:"ليس يختلف سفيان وشعبة في شيء إلا يظفر به سفيان الثوري، وخالفه في أكثر من خمسين حديثا القول فيها قول سفيان". فمثل هذا محل عناية أهل العلم، ومن ذلك اهتمامهم بذكر الأحاديث التي أغرب بها كل منهما عن الآخر وللإمام النسائي مصنف في ذلك عني فيه بذكر أحاديث شيوخ سمع منهم أحد هذين الإمامين، ولم يسمع منهم الآخر.
وإليكم بعض ما وقفت عليه من هذه الأحاديث والتي خالف فيها شعبة الثوري ويأتي البقية لاحقا إن شاء الله.
1 - حديث شعبة عن سلمة بن كهيل عن حجر أبي العنبس عن علقمة بن وائل عن أبيه أن رسول الله لما قرأ غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال آمين وأخفى به صوته.
أجمع الحفاظ منهم البخاري وغيره أن شعبة وهم في قوله خفض صوته وإنما هو مد صوته.
قال الترمذي في جامعه سمعت محمدا يقول حديث سفيان أصح من حديث شعبة في هذا وأخطأ شعبة في مواضع من هذا الحديث فقال عن حجر أبي العنبس وإنما هو حجر بن عنبس ويكنى أبا العنبس، وزاد فيه عن علقمة بن وائل وليس فيه عن علقمة وإنما هو حجر بن عنبس عن وائل بن حجر وقال وخفض بها صوته وإنما هو مد بها صوته.
قال الترمذي وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث فقال حديث سفيان في هذا أصح.
2 - حديث شعبة عن علقمة بن مرثد قال سمعت سالم بن رزين يحدث عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل تكون له المرأة ثم يطلقها ثم يتزوجها رجل فيطلقها قبل أن يدخل بها تحل للأول قال لا حتى تذوق العسيلة.
قال أبو القاسم:" وهم شعبة في هذا الحديث في موضعين قوله عن سالم بن رزين وإنما هو سليمان بن رزين وزاد في الإسناد سعيد بن المسيب رواه سفيان الثوري وقيس بن الربيع عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن رزين الأحمر عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصواب". (المعجم الكبير 12/ 271).
3 - حديث شعبة عن منصور عن الفيض بن أبي حثمة عن أبي ذر أنه كان إذا خرج من الخلاء قال الحمد لله الذي عافاني واذهب عني الاذى.
قال ابن أبي حاتم:"سألت أبا زرعة فقال: وهم شعبة في هذا الحديث ورواه الثوري فقال عن منصور عن أبي علي عبيد بن علي عن أبي ذر وهذا الصحيح وكان أكثر وهم شعبة في أسماء الرجال. وقال أبي: كذا قال سفيان وكذا قال شعبة والله اعلم ايهما الصحيح والثوري أحفظ وشعبة ربما أخطأ في أسماء الرجال ولا يدري هذا منه أم لا. (العلل لابن أبي حاتم 1/ 27).
4 - حديث شعبة عن مالك بن عرفطة عن عبد خير رأيت علي في صفة الوضوء …وهذا الحديث يرويه سفيان الثوري عن خالد بن علقمة وهو الذي سماه شعبة مالك بن عرفطة كان شعبة يخطئ في اسمه ونسبه وقد وافق سفيان على روايته زائدة بن قدامة وشريك بن عبد الله عن خالد بن علقمة. الفصل للوصل للخطيب (1/ 567 - 571).
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[26 - 09 - 05, 12:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الحبيب أحمد.
أرجو أن تبين لنا في نهاية البحث إن كان أكثر غلط شعبة في الأسناد مخالفا لغيره أم في الأسماء.
وما مقدار تأثير ذلك على روايته.
والذي خالف فيه في الإسناد هل انفرد به أم توبع عليه.
وجزاك الله خيرا
ـ[أحمد خالد فهد المجنا]ــــــــ[26 - 09 - 05, 11:26 م]ـ
جزاك الله خيرا أخ شاكر ولعلي أجيب طلبك مستقبلا إن كان في العمر بقية ووجدت فسحة من الزمن، ولكن عموما الحفاظ ينصون على أن أكثر ما وقع من شعبة من وهم فهو في أسماء الرجال كما بينه أبو زرعة، على أنه ربما خالف فزاد في الإسناد كما يتضح من المثال الثاني والأمر يحتاج إلى مزيد بحث
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[27 - 09 - 05, 12:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا والله نسأل أن يعنك على مبتغاك.
لا يخفاك أخي الحبيب أن المقارنة بين جبلين من جبال الرواية والححفظ والترجيح بينهما يحتاج إلى البحث الحثيث ولن أتعجل نتائجك وإن كنت أشرت إلى ذلك بقول أبي زرعة لكن تنبه حفظك إلى ما ستصل له من النتائج بعد البحث لما له من أثر في العلل.
أخوك المحب.