تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[30 - 09 - 05, 05:40 ص]ـ

وِإِنْ كَانَ الْحَدِيثُ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ ابْنِ عَوْسَجَةَ أَشْهَرُ وَأَشْيَعُ كَمَا أَسْلَفْنَا، فَهُوَ مُسْتَفِيضٌ مَشْهُورٌ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ. فَقَدْ رَوَاهُ عَنْهُ كَذَلِكَ: زَاذَانُ أبُو عُمَرَ، وَعَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، وَسَعْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ، وَأَوْسُ بْنُ ضَمْعَجٍ.

فَأَمَّا حَدِيثُ زَاذَانَ أبِي عُمَرَ، فَقَالَ الدَّارَمِيُّ (3501): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ يَعْنِي الْبُرْسَانِيُّ ثَنَا صَدَقَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ زَاذَانَ أَبِي عُمَرَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((حَسِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ، فَإِنَّ الصَّوْتَ الْحَسَنَ يَزِيدُ الْقُرْآنَ حُسْنَاً)).

وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ ابْنُ حِبَّانَ ((الثِّقَاتُ)) (9/ 48)، وَتَمَّامٌ الرَّازِيُّ ((الْفَوَائِدُ)) (1072،1071)، وَأَبُو نُعَيْمٍ ((طَبَقَاتُ الْمُحَدِّثِينَ بِأَصْبَهَانَ)) (4/ 12)، وَالْحَاكِمُ (1/ 768)، وَالْبَيْهَقِيُّ ((شُعُبُ الإِيْمَانِ)) (2/ 386/2141)، وَابْنُ عَسَاكَرَ ((التَّارِيخُ)) (51/ 23)، وابن الشَّجَرِيِّ ((الأمَالِي الْخَمِيسيَّةُ))، وَالذَّهَبِيُّ ((سِيَرُ الأَعْلامِ)) (20/ 36) مِنْ طُرُقٍ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ زَاذَانَ أَبِي عُمَرَ بِمِثْلِهِ.

قُلْتُ: وَهَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ، رِجَالُهُ موثقون. زَاذَانُ أبُو عُمَرَ الْكِنْدِيُّ صَدُوقٌ، وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَالْعِجْلِيُّ. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي ((الثِّقَاتِ)) (4/ 265)، وَقَالَ: يُخْطِئُ. وَاحْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ فِي ((صَحِيحِهِ)). وصَدَقَةَ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ قَاضِي الأَهْوَازِ، قَالَ أبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ شَيْخٌ صَالِحٌ، لَيْسَ بِذَاكَ الْمَشْهُورِ. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي ((الثِّقَاتِ)) (6/ 467). وَرَوَى لَهُ مُسْلَمٌ حَدِيثَاً فِي صَوْمِ عَاشُورَاءِ.

وَأَمَّا حَدِيثُ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، فَقَدْ أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ (1/ 768) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ الْقَاسِمِ عن عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ)).

قُلْتُ: وَهَذَا إِسْنَادٌ وَاهٍ بِمَرَّةٍ. عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ أبُو مَرْيَمَ الأَنْصَارِيُّ رافضِيٌّ غالٍ لَيْسَ بِثِقَةٍ وَلا مَأْمُونٍ، يُحَدِّثُ بِبَلايَا فِي عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ أبُو حَاتمٍ الرَّازِيِّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ كَانَ مِنْ رُؤسَاءِ الشِّيعَةِ.

وَأَمَّا حَدِيثُ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ: فَقَالَ الرُّويَانِيُّ (397): حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ الْبَرَاء ِقاَلَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ مِنْ اللَّيْلِ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ لِيَكُنْ آخِرَ مَا تَقُولُ: قُلْ اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لا مَلْجَأَ وَلا مَنْجَا مِنْكَ إِلا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مُتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ) قَالَ: وَكَانَ يَأْتِينَا إِذَا قُمْنَا إِلَى الصَّلاةِ، فَيَمْسَحُ صُدُورَنَا وَمَنَاكِبَنَا، ثُمَّ يَقُولُ: ((لا تَخْتَلِفْ صُفُوفُكُمْ، فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ) وقال: ((زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ)).

وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ ((الْكُبْرَى)) (6/ 195/10617) و ((الْيَوْم وَاللَّيْلَة)) (781) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ سَابِقٍ عن إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ بِالْفَقْرَةِ الأُولَي وَحْدَهَا.

قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ((عِلَلُ الْحَدِيثِ)) (1/ 67/177): ((سَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ الْبَرَاء قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاةِ)). قَالَ أَبِي: هَذَا خَطَأٌ، لَيْسَ فِيهِ الْحَكَمُ، إِنَّمَا هُوَ مَنْصُورٌ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ نَفْسَهُ عَنْ الْبَرَاءِ عَنْ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)) اهـ.

قُلْتُ: هَوَ كَمَا قَالَ، فَقَدْ أَخْرَجَاهُ فِي ((الصَّحِيحَيْنِ)) مِنْ حَدِيثِ مَنْصُورٌ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ الْبَرَاءِ.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير