تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مَعَكَ، لَعَلَّ مُحَمَّدَاً صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو اللهَ لِي، قَالَ: فَحَمَلَهُ، فَلَمَّا دَخَلَ جِبْرِيلُ عَلَى النَّبيِّ وَهَنَّأَهُ مِنَ اللهِ وَهَنَّأهُ مِنْهُ، َأْخْبَرَهُ بِحَالِ فُطْرُسَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَاجِبْرَئِيلُ أَدْخِلْهُ، فَلَمَّا أَدْخَلَهُ أَخْبَرَ فُطْرُسُ النَّبيَّ بِحَالِهِ، فَدَعَا لَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ لَهُ: تَمَسَّحَ بِهَذَا الْمَوْلُودِ وَعُدْ إِلَى مَكَانِكَ، قَالَ: فَتَمَسَّحَ فُطْرُسُ بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَارْتَفَعَ، وَقَالَ: يَارَسُولَ اللهِ، أَمَا إِنَّ أُمَّتَكَ سَتَقْتُلُهُ، وَلَهُ عَلِيَّ مُكَافَأةٌ أَنْ لا يَزُورَهُ زَائِرٌ إِلا بَلَّغْتُهُ عَنْهُ، وَلا يُسَلِّمَ عَلَيهِ مُسَلّمٌ إلاّ بَلَّغْتُهُ سَلامَهُ، وَلا يُصَلِّي عَلَيْهِ مُصِلٍّ إِلا بَلَّغْتُهُ صَلاته، قَالَ: ثُمَّ ارْتَفَعَ.

قُلْتُ: وَهَذَا إِسْنَادٌ مُتَهَافِتٌ وَاهٍ بِمَرَّةٍ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ: عَبْدُ اللهِ بْنُ الْقَاسِمِ الْحَضْرَمِيِّ، كَذَّابٌ هَالِكٌ غالٍ لا خَيْرَ فِيهِ، طَعَنَهُ ذَوُوهُ مِنْ الشِّيعَةِ، وَبَالََغُوا فِي الْحَمْلِ عَلَيْهِ، وَهُمْ بِهِ أَعْرَفُ وَأَعْلَمُ.

قَالَ ابْنُ الْغَضَائِرِيِّ فِي «رِجَالِهِ»: «عَبْدُ اللهِ بْنُ الْقَاسِمِ الْحَضْرَمِيُّ، كُوْفِيٌّ، ضَعِيْفٌ، غَالٍ، مُتَهَافِتٌ، لا ارْتِفَاعَ بِهِ».

وَقَالَ النَّجَاشِيُّ فِي «رِجَالِهِ»: «عَبْدُ اللهِ بْنُ الْقَاسِمِ الْحَضْرَمِيِّ الْمَعْرُوفُ بِالْبَطَلِ كَذَّابٌ غَالٌ، يَرْوِى عَنْ الْغُلاةِ، لا خَيْرَ فِيهِ، وَلا يُعْتَدُّ بِرِوَايَتِهِ، لَهُ كِتَابٌ يَرْوِيهِ عَنْهُ جَمَاعَةٌ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْهُ بِكِتَابِهِ».

وقال ابْنُ دَاوُدَ الْحِلِّيُّ فِي «رِجَالِهِ» (ص255/ 285): «عَبْدُ اللهِ بْنُ الْقَاسِمِ الْحَضْرَمِيِّ الْمَعْرُوفُ بِالْبَطَلِ كَذَّابٌ غَالٌ، يَرْوِى عَنْ الْغُلاةِ، لا خَيْرَ فِيهِ، وَلا يُعْتَدُّ بِهِ، لَيْسَ بِشَيْءٍ الْبَتَةَ».

وَقَالَ ابْنُ الْمُطَهَّرِ الْحِلِّيُّ «خُلاصَةُ الأَقْوَالِ» (ص370) مِثْلَهُ، وَذَكَرَهُ فِي أَصْحَابِ الْكَاظِمِ.

وَمَعَ أنَّ الْحَضْرَمِيَّ الْبَطَلَ بِهَذِهِ الْمَثَابَةِ مِنْ التَّهَافُتِ وَالْوَهَنِ، فَقَدْ أَخَرَجَ ثِقَتُهُمْ وَحُجَّتُهُمْ الْكُلَيْنِيُّ حَدِيثَهُ، وَاحْتَجَّ بِهِ.

فَفِي «الْكَافِي» (ج5/كتاب النكاح/ بَابُ مَا يَجِبُ مِنْ طَاعَةِ الزَّوْجِ عَلَى الْمَرْأَةِ /ح1) قَالَ:

- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عَلَيْهِ السَّلام قَالَ: إِنَّ رَجُلا مِنَ الأنْصَارِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه خَرَجَ فِي بَعْضِ حَوَائِجِهِ، فَعَهِدَ إِلَى امْرَأَتِهِ عَهْداً أَلا تَخْرُجَ مِنْ بَيْتِهَا حَتَّى يَقْدَمَ، قَالَ: وَإِنَّ أَبَاهَا مَرِضَ، فَبَعَثَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه، فَقَالَتْ: إِنَّ زَوْجِي خَرَجَ، وَعَهِدَ إِلَيَّ أَنْ لا أَخْرُجَ مِنْ بَيْتِي حَتَّى يَقْدَمَ، وَإِنَّ أَبِي قَدْ مَرِضَ، فَتَأْمُرُنِي أَنْ أَعُودَهُ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه: لا، اجْلِسِي فِي بَيْتِكِ، وَأَطِيعِي زَوْجَكِ قَالَ: فَثَقُلَ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ ثَانِياً بِذَلِكَ، فَقَالَتْ: فَتَأْمُرُنِي أَنْ أَعُودَهُ؟، فَقَالَ: اجْلِسِي فِي بَيْتِكِ، وَأَطِيعِي زَوْجَكِ، قَالَ: فَمَاتَ أَبُوهَا، فَبَعَثَتْ إِلَيْهِ: إِنَّ أَبِي قَدْ مَاتَ، فَتَأْمُرُنِي أَنْ أُصَلِّيَ عَلَيْهِ؟، فَقَالَ: لا، اجْلِسِي فِي بَيْتِكِ، وَأَطِيعِي زَوْجَكِ، قَالَ: فَدُفِنَ الرَّجُلُ، فَبَعَثَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه: إِنَّ اللهَ قَدْ غَفَرَ لَكِ وَلأبِيكِ بِطَاعَتِكِ لِزَوْجِكِ.

وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ بْنُ شُعَيْبِ الْمِيثَمِيُّ فَمَجْهُولٌ، لا يُعْرَفُ إِلا بِهَذَا الْحَدِيثِ الْبَاطِلِ.

قَالَ الْخوئِيُّ «مُعْجَمُ رِجَالِ الْحَدِيثِ» (2/ 213/174): «إِبْرَاهِيمُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ مِيثَمَ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ، مِنْ أَصْحَابِ الصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلامُ «رِجَالُ الشَّيْخِ» (45). رَوَى عَنْ الصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَرَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْقَاسِمِ الْحَضْرَمِيُّ. «كَامِلُ الزِّيَارَاتِ» (بَابُ عِلْمِ الْمَلائِكَةِ بِقَتْلِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ /ح1)».

وَأَمَّا مُوْسَى بْنُ سَعْدَانَ الْحَنَّاطُ، فَهُوَ كُوْفِيٌّ ضَعِيْفٌ، فِي مَذْهبِهِ غُلُوٌّ، قَالَهُ ابْنُ الْغَضَائِرِيِّ.

وَضَعَّفَهُ كَذَلِكَ النَّجَاشِيُّ فِي «رِجَالِهِ» (1072)، وَابْنُ دَاوُدَ الْحِلِّيُّ فِي «رِجَالِهِ» (527).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير