ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[18 - 10 - 05, 08:59 م]ـ
لله درك استمر بإتحافنا ولا تتأخر علينا فإننا لا نقوى على طول الإنتظار
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[21 - 10 - 05, 02:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا أخي عبد الله الخليفي
"الجامع الصغير"
بين السيوطي والألباني
الوقفة التاسعة:
لقد كان لجلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى باع طويل في العلوم وجمعها والتأليف فيها، ومن ذلك علم الحديث الذي كان من جملة ما ألف فيه"جمع الجوامع" واختصره في كتابه المسمى بـ"الجامع الصغير" فرتبه على الأحرف ليسهل على طلبة العلم الوصول إلى غرضهم بأيسر الطرق وأسهلها.
واشترط على نفسه شروطا يلتزمها في تأليفه لهذا السفر الضخم ذكرها في أوله، ثم جاء المناوي من بعده فشرح كتابه، ومن بعده يسر الله لهذا الكتاب شيخنا الألباني الذي أغنى أهل العلم وطلبته في هذا الباب وقام بدراسة حديثية عظيمة تفوق جمع أصل الكتاب لا يتصدى لمثلها إلا من كان راسخا في هذا العلم؛ فدرس الأسانيد، وجمع الطرق، ثم صنف الكتاب تصنيفا جديدا وقام بترتيبه ترتيبا فريدا؛ فأفرد ما صح في كتاب وما لم يصح في آخر مشيرا إلى منهجه في البحث والعلم عاذرا السيوطي رحمه الله فيما وقع من أخطاء كما سترى نبذة منه.
ولا أريد أن أظهر ما أمتع الشيخ أمتنا بجهده المشكور بما من الله عليه من علم غزير وإمامة في هذا الفن وإنما أردت رد كيد كاده السقاف بنبذه كلام الشيخ خلف ظهره واستمسك بقول الشيخ عن الحافظ جلال الدين السيوطي:"ليس من أهل النقد والدقة".
قلت: ونحن نعلم أن السيوطي رحمه الله كان جماعا، قليل من كتبه التي يؤلفها يقوم بتحريرها وتدقيقها وكذا تجاهل السقاف ما عذر الشيخ به السيوطي من وقوع أحاديث موضوعة وضعيفة لم توافق شرطه إذ يقول الشيخ (ص:28):" قلت: والإنصاف يقتضينا أن نقول: إن ما وقع في "الجامع" من الأحاديث الواهية والموضوعة لم يكن من أهل النقد والتحقيق فقط بل الظاهر أنه جرى في تأليفه على القاعدة المعروفة عند المحدثين وهي قولهم:"قمش ثم فتش" فقمش وجمع ما شاء الله له الجمع ثم لم يتيسر له التفتيش والتحقيق في كل أحاديث الكتاب، وإلا فالظن أنه لو فعل ذلك لم تقع فيه تلك الأحاديث الواهية فضلا عن الموضوعة ويشهد لذلك…." إلى آخر ما قاله الشيخ.
فهذه فاضحة لتلك الناطحة، واستبان الحق لأهله كأنه كوكب دري.
جهله في مراتب الجرح والتعديل
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[23 - 10 - 05, 08:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جهله في مراتب الجرح والتعديل
الوقفة العاشرة:
حماد بن سلمة: لقد حمل شيخنا حفظه الله على الكوثري في "الضعيفة" (2/ 190) لأنه أخلى عهدة ابن شجاع من حديث موضوع ورمى به حماد بن سلمة فبين الشيخ ذلك وبرأ حمادا منه وذكر جلالة حماد وأنه لا يكون من مثله ذلك.
فقال السقاف:"فانظر إلى قول الألباني في نفس المجلد في "ضعيفته" (2/ 333) معللا حديثا هناك بعدة علل منها حماد بن سلمة هذا إذ يقول:" ويتلخص مما تقدم أن الحديث أعل بأربع علل؛ الأولى: الخلاف في زاذان، الثانية: أن حمادا له أوهام…" ".
ثم قال السقاف: "وفي"السنة" لابن أبي عاصم (ص:388) " فيه كلام لا ينزل حديثه عن مرتبة الحسن".
قلت: وهذا يدلك على أنه لا يعرف من مراتب الجرح والتعديل شيئا، وسأذكر لك أمثلة كثيرة من مثل هذا.
والجواب عن قوله الأول بما قاله الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (1/ 17): "وينبغي أن يتأمل أقوال المزكين ومخارجها، فقد يقول العدل: فلان ثقة ولا يريد أنه ممن يحتج بحديثه، وإنما ذلك على حسب ما هو فيه، ووجه السؤال له، فقد يسأل عن الرجل الفاضل المتوسط في حديثه، فيقرن بالضعفاء فيقال: ما تقول في فلان وفلان وفلان؟ فيقول: فلان ثقة، يريد أنه ليس من نمط من قرن به، وإذا سئل عنه بمفرده بين حاله في التوسط، فمن ذلك أن الدوري قال عن ابن معين: أنه سئل عن إسحاق وموسى بن عبيدة الربذي أيهما أحب إليك؟ فقال: ابن إسحاق ثقة، وسئل عن محمد بن إسحاق بمفرده فقال: صدوق وليس بحجة…".
فلو أن السقاف علم هذا ما سود صفحات كتابه بهذه الجهالات.
الوقفة الحادية عشرة:
¥