تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالأمر ليس كثرة وتزايد عددى بل تزايد نوعى،، فاحتمال القصد والخلق يلتهم احتمال الصدفة كلما نما وتزايد الى ان نصل الى يقيي لا يتزحزح فى العقل بانتفاء الصدفة وهذا المنهج القرآنى الذى يتناغم مع هذا المبدأ فى نمو الاحتمال هو اقوى فى الاثبات والرهان من اى برهان نظرى فلسفى آخر يقوم على محض الاستنباط عبر مسلمات وفرضيات عقلية صرفة فالاساس الوجودى المحسوس وما يشع به من دلالة هو الاقوى فى تقرير الحقائق.

هذه امور لا تختلف عليها العقول وتشكل محكّا وميزانا لكل القضايا ومنها قضية النقل المتواتر الذى يكتسب قوته الاثباتية من نمو الاحتمال فى ظل شرائط بديهية كالتفرق فى المكان وانتفاء اى احتمال لتواطؤ مسبق هنا نجد ان العملية منهجية وعلمية صرفة فحدوث تواتر وتكرار لحكم معين من اشخاص غير متواطئين بحدث امر ما على نحو معين يورث اليقين لماذا لان هناك نموا للاحتمال الراجح وتلاشى لما يناقضه اما مسألة العدد الكافى لانقداح اليقين فى العقل فهو ممكن الضبط على نحو تحوُّطى وتحكمى يزيد فى الكثرة التى تتعدى ما يطمئن اليه العقل حتى لا تكون معها فرصة لاعتلاج احتمال نقيض فى الذهن والعلماء افترضوا فى الغالب الاعم عدد كبيرا يصل الى عشر طرق اوالى خمسة عشر طريقا ياتى منه الخبر فى ظل عدم احتمال التواطؤ والتفرق وهذا كاف فما بالك اذا زاد العدد عن ذلك فان الاحتمال النقيض واحتمال لكذب ينسحق ويندك فى اليقين ويتلاشى فيه.

اخى الكريم ان مسألة نسبية الحقائق والتشكيك فى امكانات العقل فى الوصول لليقين فى المسائل الواقعية الوجودية هو ديدن السفسطائيين فى القديم وديدن مذاهب الالحاد المحدثين والمعاصرين.

لذا فان تحصين وصيانة مبدأ اليقين ومناهجه هو صيانة لحقائق الايمان فى كل مستوياتها واشكالها وتليين مبدا اليقين والشغب عليه هو هدم للعقيدة وحقائق الايمان ولا ينبغى ان تقودنا ردود افعال ولوازم معينة الى الى ان نهجم بفأس التشكيك والتدمير على جذور اليقين.

فما يجعل دين الاسلام هو الدين الحق وهو الدين العام لكل بنى البشر بل للجن الانس كونه ينبنى على اسس تورث اليقين والصدق فلايسع ذو عقل سليم سوى غير مؤوف ومعطوب بالهوى والمصلحة ان ينصرف عنه وينكره وان لجّ فى تمرده وكابر فالحجة البالغة لله ولرسوله وهذا ما نحمد الله عليه سبحانه وما يجعل الاسلام دين رحمه ودين صالح لكل زمان ومكان وهنا اسجل استغرابى من كلامك بان الاديان الاخرى تدعى التواتر اخى الكريم دعها تدعى وتفترى وتكابر فالعبرة بالحقيقة وما هى عليه بالفعل فنصوصها متضاربة وهم يعترفون بعدم وجود توثيق وتواتر فى النصوص والنصوص بذاتها متضاربة متناقضة وتحمل فى طياتها بذور كذبها ومصرعها ومنقولة الى لغات ليست لغتها الاصلية ومرت بادوار وظروف وملابسات معروفة كلها تثبت التحريف واللعب.

اما الزردشتية واببوذية فهى محض عقائد يتم دراستها فى ذاتها ولم ترتكز الى النقل المتواتر وعل فرض تواترها فهى لم تدعى انها وحى بل هى محض اساطير ولا يوجد ما يثبت انها وحى فهى تعرض عل العقل والادلة الواقعية وتدرس كما تدرس الاساطير وليست حقائق ووحى فلو ثبت ان زردشت نقل كتابه كما هو دون تغيير فاين ما يثبت انه وحى،، فالقرآن لو تم نقله كما هو وخلا من كونه معجز ما فائدة النقل المتواتر سيكون محض ادعاء انه من اللله من غير دليل ولكن القرآن يحمل اعجازه فى ذاته فى تراكيبه ويتحدى البشر بهذا الاعجاز لذلك فهو الحجة البالغة على رسالة الرسول عليه افضل الصلاة والسلام وعلى صحة كل ما ورد فيه.

فارجو اخى التنبه الى خطورة ما تطرح وان يكون تنبهك متركزا على آثار هذا الكلام المدمرة على عقيدة الامة فالامر ليس امر تصفية حساب مع مذاهب وفرق الامر اخطر يا اخى وجزاك الله خيرا ونفع بك.

ـ[إبراهيم السلفي الخريبكي]ــــــــ[02 - 11 - 05, 07:26 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله.

أود من الإخوة الكرام أن يشرحوا لي الفرق بين الحديث الفرد و الحديث الغريب.

بارك الله في الجميع

ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[02 - 11 - 05, 10:03 م]ـ

حتى لا يفهم كلامي السابق على غير محمله، الشيخ حاتم العوني، إنما تحدث عن قضية "الأحاديث" المتواترة .. فليكن هذا واضحًا، والله المستعان.

ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[02 - 11 - 05, 10:08 م]ـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير