ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[12 - 11 - 05, 11:22 م]ـ
السلام عليكم.
أخي الفاضل شاكر:
ثَمَّ فرقٌ بين التضعيف الحقيقي والتضعيف الحكمي؛ فالمجهول لا نحكم عليه بشيء في نفس الأمر؛ أي في حقيقة أمره؛ وإنما نضعف أحاديثه؛ فهو مجهول عندنا في حقيقته، وضعيف عندنا في حديثه؛ فهو مجهول حقيقة ضعيف حكماً؛ وبعبارة أخرى هو مجهول ولكنه في حكم الضعيف.
ثم قولي إن أحاديثه ضعيفة عنيت به الأصل في أحاديثه؛ وقد أشرت إلى ذلك؛ فلا يَرِدُ على كلامي أن بعض المجاهيل قد يتقوى بعض حديثه ببعض المتابعات؛ والله أعلم.
ـ[زيد بن زياد المصري.]ــــــــ[13 - 11 - 05, 02:26 ص]ـ
حفظكم الله ... الا يعد هذا خلافا لفظيا اصطلاحيا .. والمعاني تكاد تكون متقاربه .. ومعلوم ان ائمة النقد وضعوا هذه الحدود بالاستقراء .. فليس من العدل سحب تعاريفهم على افهام البعض دون النظر في الدلالة الاصلية للمعنى الذي جروا عليه.
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[13 - 11 - 05, 11:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوان الحبيبان حفظهما الله.
بما أننا فرقنا بين التضعيف الحقيقي والتضعيف الحكمي فقد بيانا بين الوجهين لاختلاف الحكمين.
وأنا أوافقك حفظك الله بقولك أن (إن أحاديثه ضعيفة عنيت به الأصل في أحاديثه؛) وهذا دندنت عليه من البداية إذا أردت جرح الإسناد لعدم الوقوف على حال الراوي. وهذا يخالف غيره ممن حكم على حديثه أصلا لمعرفة حال الراوي. وأنا أعلم أن هذا تكرار لكنه من باب التأكيد.
ومن ثم فأن ذكرت موافقة الراوي المجروح لروايات الثقات لتكون تدليلا على حفظه لهذه الرواية ولبيان أن الضعيف المحكوم عليه بالضعف لا يلزم أن يكون كل ما رواه محكوما عليه بالرد كأصل الحكم عليه بعد ثبوت موافقة روايته وقبولها على ما ذكرت.
وأما المجهول فلو جاءت روايته موافقة لروايات الثقات فهي تعطينا حكما على مرويه وإشارة على ضبطه وحفظه والفرق فيما يبدو لي واضح بين الأمرين.
وهما وإن اتفقا في الضبط فيما وافقا فيه مروي الثقات إلا أن المجهول يزداد له حكم الموافقة وعدم النكارة أو الغرابة في مرويه فقد يمكن التوصل إلى حكم علىيه من خلال رواياته فنقول لا يأتي بما ينكر أو يوافق الثقات في مرويه وهذا يضفي عليه حكما جديدا زائدا على معنى الجهالة فباين المجروح والله أعلم.
وسلامي لكما معا غاية المحبةو الاحترام
ـ[ابو سعد الحميّد]ــــــــ[13 - 11 - 05, 01:39 م]ـ
كأن صنيع الحافظ ابن حجر رحمه الله يومئ إلى أنها توقف حيث قال في النخبة: " ومن المهم معرفة طبقات الرواة ومواليدهم ووفياتهم وبلدانهم وأجوالهم تعديلاً وتجريحاً وجهالة " حيث فرّق بين التجريح والجهالة والله أعلم.
ـ[وليد الخولي]ــــــــ[13 - 11 - 05, 10:12 م]ـ
جزى الله الإخوة الأفاضل على هذا البحث المفيد، ولعلي أوافق الأخ الفاضل محمد خلف سلامة في كلامه - وإن كنت لست أهلاً للموافقة أو المخالفة - وما أظهره الأخ الفاضل الحميد في كلام الحافظ في النخبة يؤيد ذلك.
ـ[عبد]ــــــــ[13 - 11 - 05, 11:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف أخانا الحبيب ضعيف؟. وانت القوي إن شاء الله.
ولو قيل: ((وأنت قوي إن شاء الله)) لكان أجود وأحوط. وفقكم الله لكل خير.
وأما فيما يتعلق بالموضوع الأصلي فللمحقق النظار، محمد الوزير (ت840 هـ)، فصل في الكلام في المجهول ما رأيت أحسن منه، وكتابه: ((تنقيح الأنظار في معرفة علوم الآثار))، مجلد واحد، بتحقيق محمد صبحي حلاق.
ـ[عبد]ــــــــ[14 - 11 - 05, 12:05 ص]ـ
وسوف أنقل طرفاً يسيراً من كلام ابن الوزير - رحمه الله - لجس النبض كما يقال:
قال رحمه الله:
... وهو على ثلاثة أقسام: مجهول العين، ومجهول الحال، ظاهراً وباطناً.
((الأول: مجهول العين، وهو من لم يرو عنه إلا راو واحد وفيه أقوال: الصحيح الذي هليه أكثر العلماء من أهل الحديث وغيرهم أنه يقبل. والثاني: يقبل مطلقاً، وهو قول من لم يشترط في الراوي غير الاسلام. والثالث: أنه [إن] (1) كان المنفرد بالرواية عنه لا يروي إلا عن عدل قبل مثل ابن مهدي ويحي بن سعيد القطان ومالك ومن ذكر بذلك معهم، وإلا لم يقبل. والرابع: إن كان مشهورا في غير العلم بالزهد والنجدة، قبل، وإلا فلا. وهو قول ابن عبدالبر كما سيأتي، الخامس: إن زكّاه احد أئمة الجرح والتعديل مع رواية واحد عنه قبل وإلا فلا، وهو اختيار أبي الحسن القطان في (بيان الوهم والإيهام) قلتُ: والسادس: إن كان صحابيّاً قُبل / وهو مذهب الفقهاء، وبعض المحدثين وشيوخ الاعتزال. رواه عن المعتزلة ابن الحاجب في (المنتهى)، واختاره الشيخ أبو الحسين في (المعتمد) والحاكم في (شرح العيون)، وسوف يأتي بيان هذه المسألة على التفصيل .... الخ))
==========
(1) لعلّها ساقطة من السياق، رغم تحقيق المحققين.
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[14 - 11 - 05, 10:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الحبيب عبد حفظه الله:
جزاك الله خيرا: الأحوط لا يمنع غيره إذا دخل على باب الجواز قال الله تعالى (قالت يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين).
وما ذكرته حفظك الله في المجهول على باب العموم ومع ذلك فإنا ننتظر منك المزيد.
لكن عندي لكم استفساران:
الأول فإنك قلت: (الأول: مجهول العين، وهو من لم يرو عنه إلا راو واحد وفيه أقوال: الصحيح الذي هليه _ عليه _ أكثر العلماء من أهل الحديث وغيرهم أنه يقبل).
فهلا بينت لنا هذا حفظك الله.
ثم تذكرت من كلام إبراهيم بن الصديق في علم علل الحديث (2\ 94) وهذا حفظك الله إن كان كذلك لا يضر في وجهة نظري لكنه سقط عندك من النص (لا يقبل) وليس (يقبل).
الثاني: فإنك قلت أو نقلت أو اختصرت (الخامس: إن زكّاه احد أئمة الجرح والتعديل مع رواية واحد عنه قبل وإلا فلا، وهو اختيار أبي الحسن القطان في (بيان الوهم والإيهام)).
والذي أعرفه من ابن القطان أنه لا يوثق الرواة ولا يرفع الجهالة عنهم إلا برواية بتوثيق إمام في عصره له كما لا يخفى عليكم قول الإمام الذهبي في ترجمة حفص بن بغيل.
فلو تفضلت علينا ببيان ذلك وتوسعت قليلا زدتنا على ما تفضلت مشكورا.
وجزاك الله خيرا.
¥