[قيد الفوائد وصيد الشوارد من التنبيهات والمهمات والقواعد في علم المصطلح]
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[03 - 11 - 05, 02:47 م]ـ
بسم الله والحمد لله وصلى الله على نبيه محمد ومن صحبه أو نصره أو تبعه أو والاه، وبعد؛ فإني كنت شغوفاً - ولم أزل بحمد الله كذلك - بجمع ما أقف عليه من قواعد مهمة وفوائد نفيسة في علم الحديث؛ ثم جعلت أحاول أن أفرّع عليها وأستنبط منها وأفتح مقفلها وأحل مشكلها؛ وكل ذلك بحسب مكنتي وطاقتي؛ مستعيناً في ذلك بكتب المحققين من القدماء والمتأخرين؛ إلى أن اجتمع - بفضل الله - لدي ما يربو على ألف مسألة من ذلك، ما بين قصيرة ومطولة، وما بين صعبة غريبة وسهلة قريبة؛ وقد أدخلت قدراً يسيراًً منها في بعض مصنفاتي في الحديث؛ وبقي أكثرها في أوراقي وحاسوبي، وأنا أخاف عليها التلف أو الفقدان أو الضياع بين المسودات، أو المصادرة؛ ولا سيما أننا في بلد مفتقر إلى الأمان والله المستعان.
والذي أريد أن أقوله هو أنه قد خطر ببالي نشر ما تيسر من هذه القواعد والتنبيهات والفوائد على هيئة حلقات متسلسلة أحرص أن تكون يومية بإذن الله، ولعلها تكون في كل يوم عشر مسائل أو أكثر؛ ولكني أرغب أن تكون تحت عنوان واحد وفي مشاركة واحدة؛ ولا مانع من إدخال تعقبات الأخوة بين ثناياها؛ فإن وافق الأخوة المشرفون على ذلك، فسأكون شاكراً لهم وداعياً لهم بما يرغبون ويتمنون؛ وإن لم يوافقوا على ذلك فسأكون شاكراً وداعياً أيضاً؛ والله الموفق إلى كل خير.
ـ[عراقي سلفي]ــــــــ[03 - 11 - 05, 03:16 م]ـ
سددك الله.
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[03 - 11 - 05, 08:52 م]ـ
نحن في الانتظار، والله شوقتنا يا شيخ محمد!
وفقكم الله ويسر لكم أموركم وأنعم عليكم بالسلام في الدنيا والآخرة
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[04 - 11 - 05, 05:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان الدائمان على من لا نبي من بعده؛ وبعد.
فهذا أوان الشروع بكتابة ما وعدت به؛ أسأل الله الإخلاص والتوفيق لي ولكم جميعاً.
(1)
(((وجوب اعتناء طالب علم الحديث بالقرآن والحذر من الاشتغال به عنه)))
قال الرامهرمزي رحمه الله في (المحدث الفاصل) (1/ 203 - 205):
(وحدث محمد بن سعيد بن سلم ثنا عبد الله بن جعفر العسكري ثنا سهل به محمد العسكري قال سمعت حفص بن غياث يقول: أتيت الأعمش فقلت: حدثني؛ قال: أتحفظ القرآن؟ قلت: لا، قال: إذهب فاحفظ القرآن ثم هلم أحدثك؛ قال: فذهبت فحفظت القرآن ثم جئته فاستقرأني فقرأته فحدثني.
حدثني علي بن محمد بن الحسين الفارسي ثنا محمد بن هارون الموصلي ثنا عبيد بن جناد قال عرضت لابن المبارك فقلت: أمل عليَّ، فقال: أقرأت القرآن؟ قلت: نعم؛ قال: اقرأ؛ فقرأت عشراً؛ قال: هل علمت ما اختلف الناس فيه من الوقوف والابتداء؟ قلت: أبصرُ الناس بالوقوف والابتداء؛ فقال: مدهامتان؟ قلت: آية؛ قال: فالألفاظ؟ قلت: عبقري وعباقري، ورفرف ورفارف، وسرق وسرق؛ قال: فالحديث سمعته من أحد غيري؟ قلت: نعم؛ قال: فحدثني؛ قال: فحدثته في المناسك بأحاديث؛ فقال لي: أحسنت؛ ثم قال: أخرج الواحك؛ فأخرجت؛ ثم قال لي: من أين أنت؟ قلت: من بغداد، قال: قم؛ قال: قلت: هل رأيتَ إلا خيراً؟! قال: قم، قلت: امرأة الآخر طالق ثلاثاً إن قمتُ، أو تمل علي وتفتيني وتغنيني، أقولها أربعاً؛ قال: اكتب:
أيها القارئ الذي لبس الصوف ... وأمسى يعد في الزهاد
الزم الثغر والتواضع فيه ... ***ليس بغداد منزل العباد
إن بغداد للملوك محل*********ومناخ للقارئ الصياد
قلت: من الناس؟ قال: العلماء، قلت: من الملوك؟ قال: الزهاد، قلت: من الغوغاء؟ قال: هرثمة وخزيمة بن خازم؛ قلت: من السفل؟ قال: من باع دينه بدنيا غيره.
وقال أبو نعيم في الحلية (4/ 245): (حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا حجاج بن نصير ثنا قرة عن عون [بن عبد الله] قال: كان يقالُ: مثَلُ الذي يطلبُ علمَ الأحاديثِ ويتركُ القرآنَ مثَلُ رجلٍ أخذَ بابَ زريبةٍ (1) فيها غنَمٌ فمرتْ به ظباءٌ (2) فاتبَعها يطلبُها فلم يدركْها فرجعَ فوجد غنمَه قد خرجت! فلا هذه أدركَ، ولا هذه أدرك!).
¥