[فوائد حديثية من كلام الشيخ حاتم الشريف 10 (ميزة للمستور من المخضرمين وشيوخ التابعين)]
ـ[عبدالمصور]ــــــــ[13 - 06 - 02, 02:52 م]ـ
*المستور من المخضرمين وشيوخ التابعين لهم ميزة في الاحتجاج بهم على من دونهم
يقول الشيخ حاتم الشريف العوني حفظه الله:
(وإذا لم نجد في شيوخ التابعين أو المخضرمين توثيقا، ولا تجريحا، منصوصا عليه فإن لهذه الطبقة العليا، والصدر الأول من التابعين، ميزة على غيرهم، لعدم فشو الكذب فيهم، ولجلالة طبقتهم.
ولذلك ذكر أبو عمرو ابن الصلاح رأي من احتج بعدل الظاهر وهو المستور، ثم قال: "ويشبه أن يكون العمل على هذا الرأي، في كثير من كتب الحديث المشهورة، في غير واحد من الرواة الذين تقادم العهد بهم، وتعذرت الخبرة الباطنة بهم".
ولا يشك من لاحظ سياق ابن الصلاح، أن (العمل) الذي جاء في كلامه، أو كما قال: (العمل على هذا الرأي) هو رأي من احتج برواية المستور. حيث ذكر ابن الصلاح قبل كلامه السابق كلاما لسليم بن أيوب الرازي (ت 447هـ) في الاستدلال لمن احتج بحديث المستور.
لذلك أقول: إن من فهم كلام ابن الصلاح على غير الذي ذكرناه، وفسر (العمل) الوارد بغير الاحتجاج فإنه واهم! ((انظر رواة الحديث الذين سكت عليهم أئمة الجرح والتعديل بين التوثيق والتجهيل لعداب محمود الحمش 222))
وهذا الفهم لكلام ابن الصلاح سبق إليه الحافظ المحقق عماد الدين ابن كثير في (اختصار علوم الحديث) وكفى به.
وسيأتي كلام ابن كثير بعد أسطر.
ونعود إلى مسألة الاحتجاج بكبار التابعين فهذا الإمام الذهبي يقول في آخر كتابه (ديوان الضعفاء): "وأما المجهولون من الرواة: فإن كان الرجل من كبار التابعين أو أواسطهم، احتمل حديثه، وتلقي حديثه بحسن الظن، إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ. وإن كان الرجل منهم من صغار التابعين، فيتأنى في رواية خبره، ويختلف ذلك باختلاف جلالة الراوي عنه، وتحريه، وعدم ذلك. وإن كان المجهول من أتباع التابعين، فمن بعدهم فهو أضعف لخبره سيما إذا انفرد به".
فهذا كلام في معاملة المجاهيل، وطبقاتهم في الاحتجاج يكتب بماء الذهب ويفرح به الحديثي فرحا جما!
وقال الحافظ ابن كثير أيضا في (اختصار علوم الحديث): "فأما المبهم الذي لم يسم أو من سمي ولا تعرف عينه فهذا ممن لا يقبل روايته أحد علمناه، ولكنه إذا كان في عصر التابعين، والقرون المشهود لهم بالخير فإنه يستأنس بروايته، ويستضاء بها في مواطن".
قلت: وتنبه –أخي- أنه يتكلم عن (مجهول العين) ومع ذلك جعله ممن يستأنس بروايته، فإذا كان من (مجهولي الحال) ومن التابعين لا شك أنه سيرتفع عند ابن كثير عن مجرد الاستئناس.
والمسألة لم تزل في حاجة إلى دراسة تستجلي بقية جوانبها، وتضع لنا قاعدة واضحة في حكم الجهالة في طبقة كبار التابعين.
وكل ما أستطيع الجزم به هنا هو أن لهذه الطبقة –من كبار التابعين- ميزة لا يصح معها أن يلحق الرواي عنهم لوم أو عيب في أقل تقدير!!) المرسل الخفي 1/ 375 - 377.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[13 - 06 - 02, 06:06 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي عبدالمصوّر.
وبارك الله في علم الشيخ الشريف ونفعنا به.
أظنّ أنّ هناك قيداً آخر للاعتبار برواية المستورين من كبار التابعين، وهو:
عدم التفرّد بأصل، والله أعلم.
ـ[السي]ــــــــ[19 - 06 - 02, 03:51 ص]ـ
وفقك الله الشيخ حاتم وبارك فيه ونفع بعلمه
وننتظر بقية الفوائد
فلا تتأخر علينا أخي الفاضل عبدالمصور بارك الله فيك