تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مقال مفيد لمن يريد معرفة العلل وكيفية دراسته ..]

ـ[طالب الحق]ــــــــ[14 - 06 - 02, 01:22 ص]ـ

هذا المقال قرأته في مجلة البيان العدد الجديد ربيع ثاني وفيه دراسة للحديث المعلول فرأيت نقل بعضه للفائدة ...

المنهجُ السليم في دراسةِ الحديثِ المُعلّ

في ضوء تطبيقاتِ الأئمةِ المتقدمين

د. علي بن عبد الله الصيّاح.

تمهيد:

الحمدُ لله ربّ العالمين، وصلى اللهُ على عبدهِ ورسولهِ خاتمِ النبيين، وعلى آله وصحبهِ ومن تبعهم بإحسان وسلّم تسليماً كثيراً، أمَّا بعد:

إنّ مما يسر الباحث في علمِ الحديثِ الشريف ما يَرى من انتشارِ المنهجيةِ السليمة في دراسةِ الحديثِ وعلومِهِ، والعنايةِ بعلوم سلفنا الزاخرة؛ جمعاً ودراسةً وتحليلاً واستنطاقاً.

ومن ذلك العناية بأدق أدق وأجل علوم الحديث "علم العلل" قَالَ الحافظُ ابنُ حجر -رحمة الله عليه-: ((المُعَلَّل: وهو من أغمض أنواع علوم الحديث وأدقها، ولا يقوم به إلاّ من رزقه الله فَهْماً ثاقباً، وحفظاً واسعاً، ومعرفةً تامةً بمراتب الرواة، وملكةً قويةً بالأسانيد والمتون، ولهذا لم يتكلم فيه إلاّ القليل من أهل هذا الشأن؛ كعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، والبخاري، ويعقوب بن شيبة، وأبي حاتم، وأبي زرعة .. )) (1).

قال أبو عبد الله الحميديُّ -رحمة الله عليه-: ((ثلاثُ كتبٍ من علوم الحديث يجبُ الاهتمامُ بها: كتابُ العلل، وأحسنُ ما وضع فيه كتاب الدّارقُطنيّ، والثاني: كتابُ المؤتلف والمختلف، وأحسنُ ما وضع فيه الإكمال للأمير ابنِ ما كولا، وكتابُ وفيات المشايخ، وليس فيه كتابٌ (2))) (3)، وقال ابنُ رجب -رحمة الله عليه-: ((ولما انتهى الكلام على ما ذكره الحافظ أبوعيسى الترمذي-رحمة الله عليه- في كتاب الجامع…أحببتُ أن أتبع كتاب العلل بفوائد أُخر مهمة .. وأردت بذلك تقريب علم العلل على من ينظر فيه، فإنه علمٌ قد هُجر في هذا الزمان، وقد ذكرنا في كتاب العلم أنَّه علمٌ جليلٌ، قلَّ من يعرفه من أهل هذا الشأن، وأنَّ بساطه قد طُوي منذ أزمان)) (4).

وبفضل الله انتشر بين طلبة الحديث العناية بهذا الفن الدقيق، وحرص الباحثون في الدراسات العليا على تسجيلِ الموضوعات في هذا الفن، من ذلك مثلاً "مرويات الزهري المعلة في كتاب العلل للدارقطني"، و"مرويات الإمامين قتادة بن دعامة ويحيى بن أبي كثير المعلة في كتاب العلل للدارقطني"، و"مرويات أبي إسحاق السبيعي المعلة في كتاب العلل للدارقطني"، و" علل ابن أبي حاتم تحقيق وتخريج ودراسة " (5)، و"الأحاديثُ التي أعلها الإمامُ يحيى بنُ معين من خلال سؤالات الدوري وابن محرز والدارمي وابن الجنيد والدّقاق" و"الأحاديثُ التي أعلها البخاريُّ في التاريخ الكبير"، و"الأحاديثُ التي أعلها البخاريُّ في التاريخ الأوسط"، و"الأحاديث التي أعلها علي بن المديني"، و"الأحاديث التي أعلها الإمامُ أحمد بن حنبل في مسنده"، و"الأحاديثُ التي أعلها العُقيليّ في كتابهِ الضعفاء"، و"الأحاديثُ المرفوعةُ المعلة في كتاب الحِلْية لأبي نُعيم"، و"الأحاديثُ التي أعلها أبوداود في سننه" وغيرها.

وما أحسنَ ما قال الدكتور أحمد محمد نور سيف -وفقه الله -: ((بدأنا نَقْربُ من وضع منهج متقاربٍ يُصور لنا مناهج النُّقاد في تلك الحقبة من الزمن، هذه الحقبة هي العصور الذهبية لنُّقاد الحديث، مدرسة علي بن المديني، ويحيى بن معين، و أحمد بن حنبل والمدرسة التي قبلهم، والمدرسة التي بعدهم، هذه المدارس في الواقع قد تكون مدارس وقد تكون مدرسة، قد تتقارب المناهج وقد تفترق وقد تختلف، ولكن لا يمكن أنْ نتصور أو أن نستطيع أنْ نُلِمَ بتلك المناهج في إطارٍ عامٍ محددٍ إلاَّ بمثلِ هذه الدراسة .. )) (6).

وقبل الدخول في موضوع البحث -المنهج السليم في دراسةِ الحديثِ المُعل في ضوء تطبيقات الأئمة المتقدمين- أنبه على أمورٍ ينبغي للباحث أن يتنبه لها لكي يصلَ للغاية والفائدة المرجوة من الدراسة، وهي:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير